خالد لطف عبيد
حين جاؤوا رآهم البعض كَسرى
ورأتـهـم فـراسـة الـبـعــض نُـكـرا
مـن رآهـم تـمـلكـتـه ظـنـونٌ
بـانـبــلاجٍ وقــادمٍ فـيـــه إغــرا
ليـس يـدري بـأنـهـم كـغـثـاءٍ
جَـرّه السيل مـن مـجـاري لأزرى
ليس يدري بأنهم جمـع شـؤمٍ
ورعـاعٍ مـن الحـمـاقـات سَـكْــرى
حين جاؤوا تقدم الحشدَ جَمـعٌ
بــوجــوهٍ مـن الـدنـاءات غـبــرا
ركـبـوا الطيـش نـزوةً لـطمـوحٍ
فـتـهـاوى طـمـوحـهـم وتـَعـرّى
ثم ساروا على خطى كل فَسلٍ
فـي دروبٍ يحفّـهـا الـنـصـرُ مَـكـرا
واستمالوا مع المسير المطايا
أوهمـوهـا بـأن فـي السيـر قـدرا
واستحثّوا نواعق الدرب زيفاً
كي يردوا مخازي الدرب صِفـرا
بعـد حيـنٍ توقـف السير سراً
عنـد تـلّ ومنحنـى بيـت(عفـرا)
ثم ساروا وراءها الكل طوعاً
وارتدتهـم كنعلهـا عنـد مجـرى …
للقـذاءات، حين عَفّـتْ لتبقى
قـدماهـا مـن القـذاءات طـهـرا
واستخفّوا بدربهم حين ساروا
حيث ساروا عليه خمساً وعشرا
وتوارى كبيرهـم ذات يـومٍ
والمـخـازي عليـه كالرمـل تُـذرى
ثـم قالـوا لِـلُـوَّم الـقـوم مهـلا
إنـنـا اليـوم نكـتـب الـعِـزَّ سِفـرا
أي خــزيٍ وأي ذلٍ وعــارٍ
سوف يفضي إلى سُمُـوٍ وبشـرى؟
هاهـم اليـوم كالعبيـد امتثـالاً
لـم يميلـوا عن الدنـاءات شبـرا
هـمُ أدنى أن يكـونـوا رمـوزاً
بـل وأدنـى مـن الـدنـاءات ذِكـرا