تواصل الاحتجاجات الرافضة للتطبيع مع الاحتلال

المقاومة الفلسطينية: خيانة النظام البحريني لن تغير حقيقة الكيان الصهيوني كعدو رئيسي للأمة

 

 

مطالب بانسحاب فوري لمنظمة التحرير من جامعة التطبيع العربية

الثورة / قاسم الشاوش
في الوقت الذي تتواصل فيه التنديدات والاحتجاجات في العديد من الدول العربية الحرة وفي الساحة الفلسطينية الرافضة للتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني المحتل والمغتصب للأراضي العربية نجحت الإدارة الأمريكية في جر مملكة البحرين إلى قطار التطبيع مع هذا الكيان الخبيث لتصبح البحرين ثاني دولة عربية خلال شهر تعلن التطبيع برعاية أمريكا لهذ التطبيع بعد الإمارات التي أغضبت شعوب المنطقة وفتحت الباب على مصراعيه لشرعنة الاحتلال الصهيوني وجرائمه التي يرتكبها ضد الفلسطينيين إضافة إلى تآمر الإمارات والسعودية في تصفية القضية الفلسطينية فخطوات التطبيع أخذت منحىً متسارعاً وعلنياً في الآونة الأخيرة، رغم وجود تاريخ طويل من العلاقات السرية بين دول عربية عديدة والكيان المحتل.
وجرى هذا التطبيع على أصعدة عدة، اقتصادية وتجارية وأمنية وعسكرية وثقافية ورياضية، حيث تنامى نسق التطبيع التجاري والاقتصادي بين إسرائيل والدول العربية بوضوح خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير وصل إلى 7 مليارات دولار، وفقاً لبيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.
فمصطلح التطبيع بات قاصراً عن الوصف، بعد توطيد علاقات بعض الدول مع الاحتلال إلى درجة التحالف قبل إقامة علاقات دبلوماسية؛ ويبدو واضحاً أن هذا الموقف لم تؤثر فيه الهموم والقضايا الداخلية للشعوب العربية؛ فالعلاقة مع إسرائيل مدفوعة بحسابات الأنظمة وليس الشعوب، ففضلًا عن إدراك الرأي العام العربي أن التطبيع مع إسرائيل لم يحقق الرخاء للشعوب في الدول التي وقّعت اتفاقيات سلام معها، وأن هذا السلام كان من مصادر وقف الإصلاحات في البلاد المطبّعة، فإن الشعوب العربية تعتبر القضية الفلسطينية، ، قضيتها الرئيسية والمفصلية وأن الصراع مع كيان الاحتلال هو صراع وجود وليس صراع حدود وهو أمرٌ لم تستطع الأنظمة العربية تغييره.
خيانة وانحدار
إلى ذلك أعلنت لجان المقاومة في فلسطين أن الإعلان الثلاثي الصهيوأميركي-البحريني خيانة وانحدار جديد.
وأدانت لجان المقاومة هذا الإعلان، معتبرةً أنه يأتي في سياق التسابق والتنافس على الخيانة من دول التطبيع والمهادنة العربية وخيانة من هذه الأنظمة للقضية الفلسطينية ولشعبنا وتضحياته ولتاريخ الأمة المجيد.
كما أكدت لجان المقاومة أن ما نراه اليوم من البحرين ومن قبلها الإمارات هو محاولة شرعنة العدو الصهيوني في المنطقة العربية.. مؤكدةً أن هذه الخيانة الجديدة من البحرين لن تغير حقيقة وطبيعة العدو الصهيوني وجوهره أنه كيان محتل ومجرم وفاشي وسيبقى عدواً مركزياً لشعوب الأمة وشرفائها وأحرارها.
إلى ذلك، دعت اللجان الفلسطينية أحرار الأمة وشرفائها ومثقفيها إلى الانتفاض في وجه هؤلاء المطبعين واقتلاعهم وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
وطالبت لجان المقاومة، منظمة التحرير الفلسطينية، بالانسحاب الفوري من جامعة التطبيع العربية لأنها باتت عاجزة عن التصدي للتطبيع بل أصبحت تشرعنه وتدافع عنه.
وأشارت اللجان إلى أنه بات المطلوب من منظمة التحرير والسلطة ودون تأجيل ترجمة القرارات التي اتخذها اجتماع الأمناء العامين على أرض الواقع وإنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية، على أساس الشراكة الوطنية الحقيقية وإطلاق يد المقاومة بكل أشكالها والتحلل من اتفاقيات أوسلو وسحب الاعتراف بكيان العدو الصهيوني.
وأصدرت الفصائل الفلسطينية بمجملها مواقفها الرسمية إزاء ما أعلنه البيت الأبيض عن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين.
وقال مسؤول مكتب الإعلام في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إن الاتفاق بين البحرين وإسرائيل يعكس الوصاية الأميركية على المنامة.
في حين قال القيادي في “حماس”، عبد اللطيف القانوع، إن ضعف الموقف العربي تجاه تطبيع الإمارات يشجع دول أخرى للانخراط في التطبيع.
وعضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية، طلال أبو ظريفة، قال للميادين إن هذا الاتفاق “يشكل طعنة جديدة في ظهر شعبنا وحقوقه الوطنية، وهو وانتهاك سافر لقرارات القمم العربية والمبادرة العربية”.
ضربة في العمود الفقري العربي
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أمس، اتفاق التطبيع البحريني الإسرائيلي، بأنه “ضربة للعمود الفقري العربي”.
جاء ذلك في بيان لاشتية، وصل الأناضول نسخة منه، تعليقا على اتفاق التطبيع الذي تم الإعلان عنه بين البحرين وإسرائيل برعاية أمريكية.
وقال اشتية إن “تسديد مثل هذه الضربة للعمود الفقري العربي والعمل العربي المشترك، ما هو إلا خدمة لدولة الاستعمار إسرائيل وحاميتها، ووضع للحسابات الضيقة قصيرة المدى مع الإدارة الأميركية، فوق اعتبارات القضايا الاستراتيجية”.
واعتبر أن الاتفاق يأتي “على حساب أماني الأمة العربية والإسلامية والحقوق الفلسطينية، وشرعنة للاحتلال والاستيطان والعدوان المتكرر على (المسجد) الأقصى”.
وأدان اشتية التطبيع البحريني مع إسرائيل الذي جاء بعد خطوة مماثلة من الإمارات، معتبرا أنه “خرق فاضح للموقف العربي الرسمي والشعبي”.
وقال أيضا إن “الإدارة الأمريكية، كما فشلت بجعلنا نستسلم عبر إجراءاتها، فهي واهمة بأنّ هذه الاتفاقيات ستؤدي لإنهاء القضية”.
وأكد انفتاح الحكومة الفلسطينية على العالم في أي جهد دولي حقيقي للتسوية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين وفقاً للقرارات الدولية وحق العودة.
وحيا رئيس الوزراء الفلسطيني، الأصوات البحرينية “الحرة المعارضة للاتفاق التطبيعي مع دولة الاحتلال”.
وتساءل عن “الموقف العربي المطبع مع إسرائيل بحجة التهديد الإيراني، إذا ما قامت الإدارة الأمريكية القادمة بتفعيل الاتفاق مع إيران؟”.
لن يقبل بالسقطة
من جهته أكد الدكتور يوسف الحساينة عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس السبت 12/9/2020م، أن الشعب البحريني الأصيل لن يقبل بالسقطة المدوّية لحكامه بإعلان التطبيع مع الاحتلال، وسيعمل على تجاوزها بمزيد من الانحياز لفلسطين وقضيتها وشعبها المرابط.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن عبر تغريدة على حسابه الشخصي على تويتر عن تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي ومملكة البحرين.
وأوضح د. الحساينة في تصريح صحفي أن موقف الشعب البحريني يأتي رغم تآمر حكام البحرين على القضية الفلسطينية، وانحيازهم المفضوح للكيان الصهيوني، عبر المجاهرة في إبرام اتفاق دبلوماسي “تطبيعي” معه، تنفيذاً لإملاءات الإدارة الأمريكية المتصهينة، التي تحاول إعادة رسم خارطة المنطقة من جديد، بما يخدم استقرار الكيان الغاصب لفلسطين، وإطالة عمره، على حساب حقوق شعبنا ومصالح أمتنا.
وقال د. الحساينة:”عهدنا بشعب البحرين الشقيق، الذي لم تثنه الصعاب، ولم تنل منه سياسات القمع والإرهاب، أنه سيظل منحازاً لفلسطين ومقاومتها، انتصاراً لمبادئه وقيمه الراسخة المستمدة من عمق الانتماء لهذه الأمة العصيّة على الذوبان بالرغم من عِظم التحديات التي تواجهها.”
وأكد د. الحساينة، أن حالة النشوة التي يمرّ بها الكيان الصهيوني في هذه الآونة، نتيجة الانهيارات المتلاحقة لبعض الأنظمة العربية التي ارتضت على نفسها الانقياد وراء إرادة أعداء الأمة والإنسانية، لن تدوم طويلاً.
وأشار د. الحساينة، إلى أنه غداً سيصحو هذا الكيان على الحقيقة الراسخة التي نؤمن بها ومن خلفنا كل أحرار العالم، أنه كيان طارئ وخارج عن نواميس التاريخ والجغرافيا والإنسانية، ومصيره الحتمي إلى زوال، مهما حاول البعض مدّه بالحياة، عبر اتفاقات تطبيعية وهمية لن يكتب لها البقاء!.
وحيا د. الحساينة، شعب البحرين الأبي والعصيّ على التذويب ومسح الذاكرة، والتحية لكل شعوب أمتنا العربية والإسلامية التي لا زالت متمسكة بمبادئها وتاريخها ووعيها العصيّ على التزييف.
وأضاف: ستخرج إن شاء الله الشعوب الحرة من حالة الوهن التي تسببت بها الأنظمة المستبدة والمتساقطة ك الذباب أمام الصهاينة وتعُيد للأمة مجدها ودورها الحضاري.
نظام لا يملك الشرعية
إلى ذلك أكدت جمعية الوفاق البحرينية المعارضة أن موقف النظام البحريني من التطبيع مع العدو الصهيوني هو موقف من طرفين لا شرعية لهما في ذلك.
وأشارت جمعية الوفاق إلى أنه لا النظام البحريني يملك شرعية لعقد اتفاق مع الصهاينة، والكيان الغاصب هو كيان غير شرعي.
واعتبرت جمعية الوفاق في بيان لها عقب إعلان انضمام البحرين إلى الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي، أن الاتفاق بين النظام الاستبدادي في البحرين وحكومة الاحتلال خيانة عظمى للإسلام وللعروبة وخروج عن الإجماع الإسلامي والعربي والوطني.
كما وشددت على أن شعب البحرين بكل أطيافه ومكوناته الدينية والسياسية والفكرية والمجتمعية مجمعٌ على التمسك بفلسطين ويرفض الكيان الإسرائيلي برمّته ويقف مع فلسطين حتى تحرير آخر حبة من ترابٍ منها.
وجاء في بيان “الوفاق” أن التطبيع مع إسرائيل هو تضاد صارخ مع إرادة شعب البحرين وانقلاب على عقيدته المبدئية في رفض احتلال فلسطين وانسجام تام مع الإرهاب الصهيوني واعتراف له بحق قتل وتعذيب وتهجير أخوة الدين وأبناء العروبة وشركاء الإنسانية”.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة انضمام البحرين إلى الإمارات في إبرام اتفاق مع “إسرائيل” لتطبيع العلاقات.
ورأى ترامب أنه يوم تاريخي ومذهل لأن إعلانه يأتي في ذكرى 11 سبتمبر مشيراً إلى أن “السعودية تقوم بأشياء ما كانت تقوم بها وعناصر الكراهية والقتال بدأت تتلاشى”.
واعتبر أن “هذه الاتفاقات ستؤدي إلى تحولات كبيرة في المنطقة وهذا أمر مذهل”، بحسب تعبيره.
كما قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، إنه تم رفع القيود عن الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السعودية والبحرينية بعد حظر استمر 48 عاماً.
وأعلن البيت الأبيض أنه تم التوصل للاتفاق خلال مكالمة هاتفية بين ترامب، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وسبقت البحرين، الإمارات في إعلانها عن تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في 13 أغسطس الماضي.

قد يعجبك ايضا