الشعب اليمني لا يقبل الوصاية
محمد عبد السلام
طالعنا السفير البريطاني كعادته بإصدار التوجيهات ورسم السياسات على بلد مستقل اسمه الجمهورية اليمنية غير مدرك أن من يلقاهم من المرتزقة والخونة باتوا لا يمثلون حتى أنفسهم، فهم تارة هنا وتارة هناك يتبعون المال والأهواء ويبيعون البلد ومقدراته وخيراته لكل من هب ودب ولم يعد لهم أي صلة بالشعب اليمني العظيم وقد شاركوا في العدوان عليه وارتكاب الجرائم الوحشية بحقه ولو كان بيدهم شيء ما ظلوا لأكثر من ستة أعوام يبيعون الوهم والخيال والخداع، فما لديهم قد عملوه في أول لحظة من لحظات العدوان الغاشم وهو بيعُ موقفهم بقليل من مال الدنيا وحطامها الزائل والانحياز لدول العدوان .
إن الشعب اليمني لا يقبل الوصاية والتدخل السافر في شؤونه أو إصدار التوجيهات والتعليمات في قضاياه وخصوصياته من أي طرف كان وما الزعيق الذي يبديه البريطاني والأمريكي إلا تعبير صريح عن فشل العدوان والحصار على اليمن في تحقيق أي من تلك الأهداف الإجرامية والتي كان من أبرزها أن يُحكَم اليمن من السفارات وضباط المخابرات الأجنبية.
وكلما فشل الوكلاء في تحقيق الأهداف يظهر المشغل الحقيقي للعدوان في مثل هذه الظروف رافعاً عقيرته مظهراً زعيقه غير مكتفين بما يعملونه من خلال الأمم المتحدة وتسييرها وفقا لمصالحهم وأطماعهم وإطالة مدة البحث عن الحلول وتفتيت الآراء وتمزيق القضايا واستغلال الأوضاع الإنسانية حتى انقطع حبل الكذب وهو قصير .
وتعقيباً على بعض الأصوات التي تعودت أن تكون صدىً للبريطاني والأمريكي والتي عندما ينكشف خداعها تدعي كذباً وزوراً أنها تبحث عن السلام وفك الحصار، وهو قول سخيف ساقط كمن يقول إن الضحية يطالب باستمرار الجلاد في تعذيبه وقتله وحصاره وهذا يتنافى مع الواقع جملة وتفصيلاً ولا أساس له من الصحة، فكل العالم يعرف أن العدوان والحصار على اليمن قرار أمريكي بريطاني تنفذه أدواتهم كالسعودية والإمارات وهم من يفرض حظراً شاملاً أعلنوا عنه في أول أيام العدوان وما زال براً وبحراً وجواً وإننا من نطالب بإيقاف العدوان وفك الحصار منذ أول لحظة.
وحتى الأمم المتحدة التي تلتزم الصمت حين يصبح الموقف على المحك أو يكشف حقيقة موقف دول العدوان في رفضهم للسلام أو فك الحصار وتذهب للمداهنة والخداع والتعلل والتبرير بحقيقة من يرفض وقف العدوان وفك الحصار والذهاب للحل السياسي الشامل والعادل .
إننا نؤكد على موقفنا الثابت والراسخ الداعي إلى سرعة إيقاف الحرب عبر وقف شامل لإطلاق النار براً وبحراً وجواً وكافة الأعمال العسكرية والاستطلاعية والمخابراتية وإلى إنهاء كامل للحصار براً وبحراً وجواً ثم السماح للحل السياسي بأن يأخذ مجراه الطبيعي دون تهديد بالحرب أو الحصار أو بأي وسيلة من وسائل العدوان الاقتصادية والإنسانية .