الاقتصاد عصب الحياة

 

علي محمد الأشموري

الاقتصاد لأي دولة هو عصب الحياة الرئيسي للتنمية ولتحسين البنية التحتية ومعيشة المواطن التي يجب أن تكون إلى الأفضل..
في صحيفة “الثورة” العدد المؤرخ بـ 16 أغسطس 2020م كتبت مقالاً حول تحييد الاقتصاد كسياسة نقدية سائدة ارتقت بالمجتمعات وحافظت على حقوقهم وحسنت من ظروف معيشتهم ففتحت الجامعات أبوابها واستقطبت كافة العقول باعتبار أن الإنسان هو عجلة التنمية وركيزتها الأساسية..
وثرواتنا فوق الأرض الإنسان وتحت الأرض مازالت بكراً مثل الذهب الذي يحتاج إلى مختصين لدعم البنك المركزي وعملتنا السيادية بالتغطية وتسوير الأماكن التي يوجد فيها الذهب الأصفر وبلادنا والحمد لله غنية وأصبحت مطمع الغزاة الجدد من الإماراتيين المطبعين إلى الصهاينة المحتلين بالإضافة إلى الآثار التاريخية التي تثبت أن الهوية اليمنية حضارية الجذور في أعماق التاريخ الإنساني، ولذا بفضل “هادي” وحق ابن هادي والتمسك به من قبل تحالف العدوان على اليمن وجدت الأذيال وبصورة مبتذلة من قبل أشخاص همهم جيوبهم وكروشهم وجعلوا من الشعب اليمني الصامد العريق والغني من أفقر الشعوب بسبب سياسة التجويع التي مورست ضده من أجل تركيعه، لكنه صمد سنوات ست تحت حصار مطبق ولا زال صامداً رغم المعاناة والحالة المعيشية الضيقة بالإضافة إلى الكوارث التي لحقت باليمن واليمنيين الصامدين في وجه 17 دولة بعدتها وعتادها ودفنت تحت رمال ونعال الجيش واللجان الشعبية والشعب الصامد المقاوم، وبرغم نقل البنك المركزي إلى يد اللصوص في عدن والمحتالين على الثروات والمرتبات وفتح أكثر من أربعين جبهة لكسر شوكة اليمنيين، إلا أنهم صمدوا ولم يلوذوا بالفرار، بينما ظل قادة الارتزاق متمسكين بعمى الألوان، ينهبون ويستلمون مستحقاتهم بالدولار واليورو والسعودي ” الريال” والدرهم الإماراتي و….و …. وغيرها وباعوا كل شيء، حتى الوطن، بالأموال المدنسة، وظهر ما يسمى بالانتقالي إلى جانب أو ضد ما تسمى بالشرعية وحطوا من قيمة العملة المحلية ويتفاخرون في العواصم والفنادق بجمع أموال الخليجيين الغزاة وتم تحييد كل من له رأي صائب وعقل يشغل كرسيه بجدارة وأصبح الحكم عن بعد مثل التعليم عن بعد فمن فنادق الرياض وأبوظبي يتقاتل لصوص الغنائم وتطبع عملة غير قانونية -بدون تغطية- و”الست الإمارات” بدون هوية أو اسم، فالعمل السياسي تمارسه بدون أخلاق وبلا شرف وهذا ما تفاخر به ضاحي خلفان في إحدى تغريداته لاسترضاء الكيان الصهيوني ولكن العقل السطحي من تحت العقال يعتقد أن بني صهيون سيمدونه بالأسلحة المتفوقة جوياً، فتتلقى الإمارات وقادتها صفعة في أول الطريق وبعد إقلاع طيران الكيان المحتل من تل أبيب إلى أبوظبي غير مدركين خطورة ما يقومون به من اختراق لسيادة الدول العربية.
على العموم بعد أن كتب العبد لله مقالة رأي في “الثورة” وجدت أنني راهنت وكسبت الرهان في تعيين الأخ الأستاذ الخلوق إبراهيم أحمد الحوثي على رأس “كاك بنك” فأختار إلى جانبه أفضل الكوادر مثل الأخ الصديق والخبير الاقتصادي ياسر الشرجبي، لوقف الابتزاز والفوضى التي سادت البنك في الفترات الماضية، حيث كان رئيس البنك الأسبق يدخل من بوابة ويخرج من الأخرى في نفس الوقت، أما السابق فقد أخذ حذره وامتنع عن مقابلة العميل وحجز مع الخبرة غرفة شباكه كما علق أحد الخبثاء يشبه شباك السجين ولن أزيد… اليوم ابن البنك ومن وضع ثقته فيهم يعملون من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً وهو بنفسه يقابل هذا ويحل مشكلة ذاك، أما الصديق الطيب والاقتصادي البارع ياسر الشرجبي فإنه غارق في العمل يحاول إرضاء العميل بأي شكل، وقال لي صديق ابن أستاذي الراحل محمد الزرقة بأن الرجل مكلف بأعمال أخرى إلى جانب عمله، المهم أن البنك أصبح كخلية نحل بعد رحيل أو إبعاد “هوامير الكروش” وبدأت ثقة العملاء وزالت مخاوفهم.. فهذا من باب الإنصاف لكل من يساهم في ترسيخ الأمن الاقتصادي وإعادة الثقة وكسر حاجز الخوف الذي كان بيننا وبين العميل، فالتحية والتقدير للرئيس ولكل الطاقم الذي يعمل بصمت فوق طاقته من أجل إصلاح ما أفسده الأسلاف، وإبراهيم الحوثي رجل الاقتصاد هو من أبناء البنك ويعرف كل شاردة وواردة ولن أزيد.
كلمة في الصميم
أشكر الأستاذ الدكتور/ عباس القانص وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الذي بتعاونه أخرج شهادة ابنتي من جامعة المستقبل وأصبحت في إدارة التصديقات بوزارة التعليم العالي.. فالجوانب الإشراقية يجب أن تقال، ومثلما ننتقد السلبيات يجب أن نعترف بالإيجابيات وهذا ضمن الرؤية الوطنية للمجلس السياسي الأعلى.
وبالمناسبة إن استقبال الأستاذ ضيف الله الشامي وزير الإعلام لزميلنا الراحل محمد علي سعد كان إنسانياً بحتاً بعد أن ذاق الأمرين، فالرجل -رحمه الله- قد أفنى معظم حياته في العمل الصحفي الوطني.. وعيب المزايدة.
ناقلة صافر وكارثة المشتقات
الحالات الإنسانية لا يفترض أن تُسيَّس، فالمشتقات النفطية عندما تنقطع عن المشافي فإن ذلك يمثل خطورة على المرضى وخاصة مرضى الفشل الكلوي والمرضى المرقدين في غرف العمليات الجراحية.. فناقلة صافر بحاجة إلى إصلاح، لأن توقفها وعدم السماح للمشتقات النفطية بالدخول إلى الجمهورية اليمنية من قبل التحالف أمر يدعو إلى الغرابة في ظل حصار اقتصادي ومنظمات دولية تسمى بالإنسانية لكنها لا تمت إلى الإنسانية بأي صلة..
الشعب اليمني صامد وصابر ولكن للصبر حدوداً.. والعبد لله يعلم علم اليقين أن المشتقات النفطية ليست بالمواصفات الدولية، بل بمواصفات التحالف ومن يسير في فلكهم، ولا رحم الله الخونة الذين باعوا الأوطان والشعوب.

قد يعجبك ايضا