محمد العزيزي
اليمنيون بكل فئاتهم العمرية عشاق ومولعون بالرياضة بمختلف أنشطتها وأنواعها ، ومتابعون جيدون للدوريات والتجمعات الرياضية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، وتجد من ليس له ميول رياضي يعرف أن “الطبه” أو كرة القدم هي ملهاة الشباب ومعذبة الآباء الكبار مع أبنائهم ، فمن يبحث عن أبنائه الشباب والناشئين فإنه سيجدهم في الشوارع والميادين الترابية مع أقرانهم يجرون ويلعبون خلف تلك المعشوقة كرة القدم.
اليمنيون وأخص بالذكر أولئك الشبيبة والشباب وكبار نجوم كرة القدم يكونون في بداية حياتهم ومسيرتهم الكروية مبدعين وماهرين وفنانين وعازفين ومعلمين لكرة القدم ومهاريون يتقنون لمساتها ، وترى الكثيرين من المشجعين يتوقعون ويحللون تلك الإمكانيات والمهارات التي يمتلكها اللاعب اليمني الفنان فلان والمستقبل الذي ينتظره ، ومقاربة ومقارنة إمكانية اللاعب الفلاني بآخرين وهكذا مع بقية اللاعبين اليمنيين وربما الدوليين في بقية المراكز سواء في الدفاع أو مركز الوسط أو الهجوم أو على الأجنحة وأطراف الملعب .. … الخ.
برغم كل ذلك ومع الأسف الشديد اللاعب اليمني يفقد نجوميته وإمكانياته ومستقبله الرياضي مبكرا وبشكل سريع وتصبح الرياضة معشوقة الملايين بالنسبة له كانت مجرد محاولة وتجربة تنتهي مع أقرب مفترق طريق تأتي وتؤدي به إلى عش الزوجية أو وظيفة أو الذهاب وراء عادات يمنية تقضي على حياته ومستقبله وتحكم عليه بالإعدام و الدفن مبكرا ، ثم الاختفاء نهائيا و لا يعلم أحد عن مصيرهم و مسيرتهم في الحياة.
ألمع وأبرز نجوم اليمن من الرياضيين لا نعلم أين انتهى بهم الحال ، فلم يعودوا رياضيين ولم تعد الرياضة معشوقتهم كما كان حالهم في زمان الصبا والشباب ، ولم تعد نواديهم وأنديتهم التي كانوا يلعبون معها يعرفون عنهم شيئا ، وهم لا يترددون على أنديتهم ولا يمارسون الرياضة ، والقطيعة والهجر والفراق هي سيدة الموقف بين نجومنا والرياضة والأندية ، ونادرا ما يتردد بعض نجوم الرياضة على أنديتهم كل شهر وهؤلاء هم المهتم منهم ، والبعض كل سنتين وخمس وهكذا كلما توفرت الفرصة وأستدعتهم المناسبات والضروريات ليس إلا.
حقيقة مرة نعاني منها كيمنيين جمهور ورياضيين ولاعبين وأندية ، أن تكون الرياضة بالنسبة لنا بهذا المفهوم ونتعامل معها كرغبة نمارسها لنشبع تلك الرغبة أو النزوة ثم نتركها ونغادر .. ولمن لا يصدقون هذه الحقيقة أسألهم كم تعرفون من اللاعبين والرياضيين والنجوم الذين سمعنا بهم وتابعنا إبداعاتهم ونجوميتهم وشجعناهم وصفقنا لهم وتحدثنا عنهم كثيرا .. أين هم الآن ؟ وهل تعلمون عنهم شيئا ؟ وأيضا هل ما زالوا يمارسون الرياضة ويترددون على أنديتهم ؟ وهل أنديتهم تتواصل معهم وتعلم مصيرهم وكيف هي حياتهم ؟
الإجابة بالفم المليان ، لا .. لا .. لا يعلمون عنهم شيئا وهم لم يعودوا من أهل الرياضة ونجومها ورياضييها ولم تعد تربطهم بالأندية الرياضية أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد.
ثقافة الرياضة عندنا كعرب ويمنيين هي من أجل التسلية وإضاعة للوقت واستغلال لمرحلة الفتوة والشباب والعنفوان فقط ، وليست ثقافة ورياضة وصحة ورشاقة وجسم سليم كما هي عند مجتمعات وشعوب العالم.
عادة وبمجرد أن يحال العامة من موظفي الدولة إلى التقاعد من الوظيفة يتجهون إلى ممارسة الرياضة الجري ولعب كرة القدم والسلة والمضرب وكرة الطاولة وغيرها من النشاطات الرياضية إلا في بلادنا تنكفئ الناس والرياضيين على وجه الخصوص خلف القات ومقايل وجلسات القات ويترددون على المقاهي والاستراحات ، والفالح منهم يخرج للمتنزهات والحدائق أو الذهاب نحو السفر والسياحة .. أليس كذلك وهذا واقعنا مع الرياضة وكرياضيين ، أو أنا غلطان في هذا الطرح ، أفيدونا أثابكم الله.