عاشوراء.. صرخة الحق والحرية ومدرسة للتضحية والفداء (1)

أبو هادي عبدالله العبدلي
عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام علمتنا عدم الرضوخ إلى الذل والمهانة أليس هو القائل عليه السلام “هيهات منا الذلة” عاشوراء علّمتنا الحرية والكرامة أليس عليه السلام قال “ياشيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين، فكونوا احرارا في دنياكم”.
الإمام الحسين عليه السلام، علمنا بان التضحية والشهادة في سبيل الله هي السعادة بعينها حيث قال عليه السلام “فإني لا ارى الموت إلا سعادة”. عاشوراء الحسين (سلام الله عليه) علمتنا مناصرة الحق في جميع الأحوال والظروف وفي ذلك يقول: ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والباطل لا يُتناهى عنه.
فالحسين مدرسة. من تعاليمها أن الضعف لا يعيق المظلوم من مقاومة الظالمين، مهما بلغوا من عدة وعدد، فان الله قد تكفل علو الحق وسقوط الباطل. وان الثورة الدموية سبيل يؤدي إلى الله مادام هذا السبيل مضاء بنور الحق معبداً بالإيمان
تاريخ البشرية لم يشهد على طول امتداده لآلاف السنين ملحمة أروع وأسمى وأرفع مما سطره الإمام الحسين بن على بن أبي طالب وأهل بيته عليهم السلام وأصحابه الميامين في يوم عاشوراء عام 60 للهجرة ليرسم بذلك صرح ونهج ومدرسة الإباء والتضحية والفداء التي أدت إلى انتصار الدم على السيف والحق على الباطل والمظلوم على الظالم والطاغية والحقيقة على التحريف والتزوير.؛؛
ما أروع هذه الذكرى ! وما اعظمها معنى ومغزى وذكرى أحياها السلف الصالح منذ القدم، وسيظل يحييها الخلف ما شاء الله أن تبقى حية فالحسين مدرسة شعت أنوارها فاضاءت الأجيال وشاعت تعاليمها فاخذبها المسلمون، وتواصى بها المسلمون.
وقف الحسين في كربلاء فوقف معه الإيمان كله، في وجه طغمة من البشر، يحدوها الشرك كله ويقودها شعور بالحزازات القبلية، ظلت تتآكل في نفوس آل أمية منذ غزوة احد وفتح مكة وقد رمى الحسين سهماً أصاب موضع مقتل حتى لم يمض قرن كامل إلا وتداعت أركان تلك الدولة، وتهاوت على رؤوس أبنائها.
فالحسين مدرسة. من تعاليمها. أن الضعف لا يعيق المظلوم من مقاومة الظالمين، مهما بلغوا من عدة وعدد، فان الله قد تكفل علو الحق وسقوط الباطل. وان الثورة الدموية سبيل يؤدي إلى الله مادام هذا السبيل مضاء بنور الحق معبداً بالإيمان.
وان قيمة الإنسانية في الحياة، تساوي ما يرخصه ويبذله في سبيل الله من نفس ونفيس وان الإنسانية، لا تسعد دون أن تتحلى بالفضائل والمكارم. وان من افضل الفضائل واسماها أن يبذل الإنسان ماله وولده وأهله ثم يضحي بنفسه والجود بالنفس اقصى غاية الجود.
هذه التعاليم التي لم تكتب بمداد اسود، ولم تخط فوق قرطاس، هذه التعاليم التي لم تلق من فوق المنابر، ولم توضع في قوالب من الكلم الجذاب، هذه التعاليم التي كتبت بالدماء الزكية، وبالدموع النقية وبالنفوس الطاهرة البريئة، أتت أُكلها،
وأخرجت ثمرتها بعد ردح من الزمن ليس بالطويل هذه التعاليم هي التي عصفت في وجه الدولتين الأموية والعباسية وبعثت سلسلة من الثورات أخذت بعضها بأعقاب بعض، وارتفعت الويتها الحمراء في كل قطر وفي كل مكان وأقضت مضاجع الخلفاء والأمراء، وحرمتهم لذة الكرى.
عاشوراء صرخة الحق والحرية ومدرسة للتضحية والفداء..

قد يعجبك ايضا