إن سلاسة النظم معيار مهم لتقييم الشعر.. وتعني الرقة والانسيابية كرقة الماء العذب.. ونعومة الحرير.. فالسلس نقيض الخشن.. وعلى ذلك فهي في الشعر.. السهل في انسيابيته.. الناعم في لفظه.. الخفيف في نطقه.. ولكل منا معاييره الخاصة لقراءة الشعر وبالنسبة لي أعتبر أن من أهم معايير الإبداع بعد امتلاك الشاعر الأدوات الثقافة التي تصقل.. والممارسة التي تهذب.. والخيال الذي يصور.. أن ثمة شيئاً مهماً جدا أن يكون للشاعر بصمة خاصة في القصيدة ثم في الشعر..
يحيى اليازلي
ملامح مميزة
قرات نصوصا للشاعر ضيف الله سلمان.. أستطيع أن أقول بثقة إن لديه سلاسة وعذوبة وخفة.. كما أن له بصمة خاصة في القصيدة تميزه عن غيره وبصمة في الشعر المناهض للعدوان من أبرز ملامحها تضمين قبسات قرآنية دون تكلف.. الكتابة بالفصحى.. اختياره بحور الشعر القصيرة.. الخيال أيضا والرمز حاضر بقوة…
ألديكم ضمائرٌ
أم بأعماقِكُمْ “نِعَاااالْ”…
صورة سريالية جميلة
وكذلك في قصيدة “عصا موسى”
والنصرُ موعِدُنا بِلا ريبٍ
فليخسأ الفرعونُ فليخسأ..
مهما علا في أرضنا وطغى
ستَظلُّ في يدِنا “عصا موسى”
واللهُ ناصرُنا ولو حشدوا
لقتالِ شعبي الجنَّ والإنسان..
وفي منظومة الصماد:
وإذا الطوائرُ سُيِّرَت
واللهُ قال لها اضربي
قل للإماراتِ الشَّقيَّةِ
للسُّقوطِ تأهَّبِي
“منظومةُ الصمَّادِ” بين
تَرَصُّدٍ وتَرَقُّبِ
وعلى الطغاةِ المجرمينَ
هَوَت كنجمٍ ثاقبِ
الله في قصائد ضيف الله سلمان.. لا أملك وأنا اقرأ نصوص ضيف الله سلمان إلا الانجذاب بشدة من أول استهلال بالقصيدة إلى رحابه الخاشع.. حين أرى شغفه بذكر الله يسكن الوجدان.. أشعر برهبانية وخشوع .. كأني في حضرة صوفي جليل..
ففي حين يفتتح قصيدة يعنف فيها دول تحالف العدوان على اليمن.. لأنها مجرد خادم لإسرائيل:
على قدر سعر النفط تأتي العواصف
ومن أجل إسرائيل جاء التحالف..
ما إن يسترد أنفاسه حتى يعيدنا إلى سبحات ذكر الله..
ومن يعتصم بالله عاش حياته
طمأنينة مهما تكون المخاوف.
وفي قصيدة أخرى بعنوان “الله أسرع مكرا” كان لفظ الجلالة متصدرا العنوان.. وكذا في الشطر الأول من البيت الأول:
إن مكرتم فالله أسرع مكرا
أجمعوا أمركم ستلقون خسرا
ثم في البيتين الثامن والتاسع يقول:
فعسى الله أن … وذلك وعد
سوف يأتي … ليقضي الله أمرا
حسبنا الله لا إله سواه
ومع العسر يجعل الله يسرا…
ثم يختم القصيدة بهذا البيت:
تلك آيات الله حقا تجلت
إن مكرتم فالله أسرع مكرا.
وهكذا افتتح ضيف الله القصيدة بالله وتوسطها بالله وختمها بالله.
وفي قصيدة بعنوان “القوة العظمى” قال:
حسبنا الله وهو نعم الوكيل
وهدى الله نهجنا والسبيل
حسبنا الله صرخة بصداها
زلزلت أمريكا وإسرائيل…
هذه القصيدة رباعية, وفي كل مقطع منها اسم الله هو الأبرز.. إلى نهايتها.. وهي تسعة مقاطع في كل مقطع أربعة أشطر..
وفي قصيدة عبد القوي الجبري:
عاش بالله شامخا
فهو كالنجم لا يطال
إنني في وجوهكم
اتقوا الله يا رجال
و:
حاشا لله ويحكم
اخسأوا واتركوا الجدال.
وهكذا لا تكاد تخلوا أبيات ضيف الله سلمان من لفظ الجلالة في أغلب قصائده..
وهذه قصيدة مرثاة في الرئيس الشهيد صالح الصماد يتوهج فيها اسم الله في هذا البيت:
وقضيت عمرك واثقا
بالله من…”ولينصرن”
و:
قد بعت والله اشترى
أعطاك جنته ثمن
لا تحسبن الله مخلف
وعده كلا ولن.
وفي قصيدة أمريكا تقتل شعبي:
وبمعرفة الله تعالى
نهزم أمريكا الهمجية
و:
بالله استعصمنا ولنا
ثقة بالرحمن قوية.
وفي قصيدة “قوة الإيمان”:
من منطلق إيماننا الواعي
بالله والتسليم والطاعة
و:
مصغي لهدي الله سماعي
بانسف عروش الكفر وقلاعه
وفي قصيدة عنوانها “مع الله”:
حفاة إلى ساح الجهاد نسارع
مع الله نمضي وهو عنا يدافع
و:
وإيماننا بالله أعظم قوة
وما لقوى العدوان إلا التراجع
و:
مع الله نحيا أمة في سبيله
خلقنا أباة للطغاة نقارع
و:
إذا جاء نصر الله في جبهاتنا
يقابله تسبيحنا والتواضع
تمسكنا بالله سر ثباتنا
تعالى إليه الأمر لا شك راجع
ويختمها بـ.:
لنا ثقة بالله نحن رجاله
ولله أمر سوف يأتي فتابعوا.
شعرية قرآنية ..
الصبحُ موعدُكم سيصبحُ نفطُكم ..
غوراً بإذن اللهِ غير بعيدِ..
واللهُ بالمرصادِ ليسَ بغافلٍ
عن قتلكم للشيخِ والمولود
فاستبشروا بنهايةٍ حتميةٍ
كنهاية(الفرعون) و(النمرود)
وهنا في أولو بأس شديد..
هُمْ أُولو قوةٍ وبأسٍ شديدٍ
عَصفُوا بالطغاةِ في البرِّ عصفا
في ابتغاءِ الغزاةِ لم يتوانَوا
نسفوا البارجاتِ في البحرِ نَسفا
بسلاحِ الإيمانِ عاشوا يقيناً
خَسفُوا الأرضَ بالطواغيتِ خَسفا
تحتَ أقدامِهمْ تهاوتْ عُروشٌ
وتجلَّتْ مَمالكُ النَّفطِ زَيفا
استشراف وتحدي
أيها المختبئون خلف عناوين كاذبة مزيفة عن أي أمم متحدة تتحدثون.. عن..
أمَمٌ في حربنا مُتَّحدة
ولأمريكا غدت مُسْتَعْبَدَة
ليس للإنسان في قاموسها
أي حقٍ عندها لن يجدَه
أمَمٌ اسكرها النفطُ لذا
همُّها الأكبرُ ملءُ الأرصدة
وتظنون أننا نعمل حسابا لعدتكم وعتادكم:
هيهات منّا الذلّ لو نتذرّىٰ
بالانشطاري والسلاح الذرّي
إحنا علينا باتخاذ الإجراء
وانتوا عليكم معرفة ما يجري
فالأمر محسوم سلفا ولكنها سنة الله في إسقاط الحجة:
يا تحالف تمادى واجرما
واعتدى بالحروب الظالمة
بعد هذا التخبط والعمى
أبشر ابشر بسؤء الخاتمة
كل فرعون بايبكي دما
مننا والنهاية صادمة
فقد حانت نهاية العاصفة إن لم تكن قد انتهت أصلا:
بارق “النصر” من “جيزان” لاح
واقبل “الفتح “بعد “الفاتحة”
دَنّت ” العاصفة”.. لـ “أمّ الرياح”
والمشاهد جلية واضحة
وين جيش الدعي سلمان راح
من هجوم الصقور الجارحة.