ماذا بعد تطهير البيضاء من داعش؟؟
فهمي اليوسفي
بكل تأكيد برهنت الوقائع في محافظة البيضاء بانتصارات المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية فتجرع ولا زال تنظيم القاعدة ودواعشه هزائم كبيرة ومتواصلة في هذه المحافظة وتحديدا مديرية قيفة التي عرفت منذ عقود من الزمن انها أحد معاقل دواعش القاعدة بعد تورط بعض ابناء مشائخ هذه المديرية بأعمال الارهاب والعمل مع هذه العناصر من الماضي للحاضر. إضافة لتورط بعض المرتزقة من هذه البيضاء ممن قدم الدعم للإرهاب ومنهم الفار المرتزق ياسر العواضي.
لم ينتبه الكثير عن سر تواجد نشاط القاعدة بكثير من محافظات الجمهورية ومنها البيضاء ولم يخطر بمخيلة البعض كيف نشطت هذه الجماعات وفقا لخارطة جغرافية بكثير من المحافظات كسلسلة مترابطة من محافظة لأخرى.
مديرية قيفة مثلت مركزا لقيادة تنظيم القاعدة على مستوى محافظة البيضاء منذ تسعينيات القرن المنصرم وحتى هذه المرحلة بل كان نشاط هذا التنظيم هناك بدعم غير مباشر و بضوء اخضر من النظام الذي حكم اليمن حتى ٢٠١٤م. وتحت إشراف مباشر من على محسن الذي يعد القائد السري لكافة الوان الطيف التكفيري حيث تولى زمام قيادة هذا التنظيم الارهابي شخص من عائلة الذهب على مستوى هذه المحافظة.
تحولت قيفة كمركز لإدارة القاعد على مستوى المحافظة ونقطة الربط الارهابي لبعض المحافظات الاخرى ومن خلالها يتوزع نشاط هذا الفصيل الارهابي الى بقية المديريات في إطار المحافظة ذاتها. ومن ثم تحولت هذه المحافظة كجهاز ربط لحركة هذا التنظيم مع عدة محافظات منها مارب وشبوة وابين ولحج وذمار + محافظة صنعاء.
لو نظرنا لارتباط معسكرات هذا التنظيم في البيضاء سنجد القيادة المركزية له كانت داخل مقر قيادة الفرقة مدرع في صنعاء اي قبل فرار الداعشي على محسن وبتنسيق مع السفارة الامريكية مع ان معسكرات التدريب لهذه العناصر في محافظة صنعاء وتحديدا في منطقة ارحب كان يدير لعبتها هناك القيادي بهذا التنظيم منصور الحنق مع ان الامريكان آنذاك كان لديهم معسكر في جبل الصمع عنوانه مكافحة الارهاب بينما معسكرات الارهاب هي تحت الجبل ذاته
فهل هذا يعني مكافحة القاعدة ام العكس؟
اي تلك المعسكرات الارهابية كان موقعها في مديرية ارحب ويتولى الاشراف عليها منصور الحنق.وعلى نفس الخط بمحافظة الجوف كان يدير لعبتها امين العكيمي لكونه القائد السري والفعلي للقاعدة في الجوف ومهمته استيراد وتصدير الدواعش من الخارج ومن ثم توزيعها لمحافظات اخرى ولازلت موثقا لاعترافه خلال حروب صعدة لينتقل خط الارتباط للقاعدة من الجوف الى مارب حيث مثل قيادة هذا التنظيم هناك الشبواني وسلطان العرادة. كما كان الوحيشي في ابين.
لقد كان الدعم المركزي لهذا التنظيم الداعشي ولهذه القيادة الداعشية يأتي من الفرقة مدرع ومن علي محسن تحديدا الذي كان يرعاهم ويتولى حمايتهم ويمنحهم امتيازات من ضمنها صرف منازل سكن لهم بجانب معسكر الفرقة مدرع.
بالتالي العلاقة بين الارهاب ودول تحالف العدوان وحكومة مرتزقة فنادق الرياض لم تكن فقط منذ بدء العدوان بل متجذرة منذ عقود لكن مشروع تحالف العدوان نقل تحالفه مع الارهاب الى الميدان.. وبإشراف الامريكان. وإلا لماذا الزيارات الميدانية لسفير واشنطن في محافظة مارب؟
الاسئلة التي تطرح ذاتها:
لماذا المبعوث الاممي ظل يغفل نشاط القاعدة في البيضاء ومارب وغيرها ولم يشر او يلمح لذلك بأي احاطة قدمها للأمم المتحدة؟
اليس هذا الاغفال متعمداً من قبله؟
أليس الاغفال لمثل هذه القضية تعد جزءاً من المشاركة بجرائم الارهاب؟
لماذا صمت الامريكان وعلي محسن وغيره بعد ان روج اعلامهم انهم مطلوبون امريكيا؟
على هذا الاساس تعد الانتصارات التي حققها المجاهدون من الجيش واللجان الشعبية ضد الارهاب بمحافظة البيضاء جزءاً من بتر اذرعة تحالف العدوان وابرازا للدور الامريكي الداعم والراعي للقاعدة من الماضي للحاضر.
يعد إخماد لأي خلايا نائمة في المحافظات غير الخاضعة لاحتلال تحالف العدوان وادواته.
يعد إضعافا لكوكتيل التكفير والتفجير في المحافظات الخاضعة لاحتلال دول العدوان.
يعد إضعافاً لدواعش التكفير على مستوى المنطقة.
يعد إضعافاً لمرتزقة حكومة فنادق الرياض ولطمة لصوالين دعم التكفير الترك قطرية.
يعد كشفا للمخطط التكفيري وفقا للوثائق التي حصل عليها المجاهدون من الجيش واللجان الشعبية.
يعد جزءاً من مكافحة التطبيع المعلن والمبطن بين هذه التنظيمات الارهابية مع الكيان الاسرائيلي.
يعد جزءاً من مكافحة التوحش المعادي للحياة والانتصار للقيم الانسانية الجميلة.
يعد جزءاً من إعادة الامن والامان في المحافظات التي عانت وتعاني من جرائم الداعشية.
يعد جزءاً من حماية الجسد الوطني من التمزيق على مستوى الارض و الانسان.
يعد واجبا إنسانيا وايمانيا ووطنيا.
هذه الانتصارات النوعية للمجاهدين تساهم بتحرير ما تبقى من محافظتي البيضاء و مارب. وتساعد على نشر الامن والاستقرار. وتعزل تمدد نشاط هذا التنظيم لكثير من المحافظات..
وفي ظل استمرارية القوى الوطنية بمكافحة القاعدة في البيضاء و مارب فإنني اتوقع من القاعدة وداعش نقل عناصرها لمحافظة تعز بحكم الصراع والتسابق الدولي على باب المندب والساحل الغربي لتوسع نشاطها التدعيشي في الحالمة تعز وها هي قد بدأت السحل والذبح لأحد أبنائها في منطقة المعافر بعد ان اعدمت أحد ابنائها في محافظة البيضاء.
وطالما انتصارات المجاهدين تتحدث عن ذاتها في البيضاء. سأطلق صرخة الجهاد. لانها صرخة مظلوم ضد الظالم. صرخة الحق على الباطل. صرخة انقاذ. لليمن ارضا وانسانا..
“الله اكبر. الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل. اللعنة على اليهود. النصر للإسلام”.
نائب وزير الاعلام