الأمطار والسيول هدَّمت المنازل وجرفت المواشي والممتلكات
تهامة تعاني تحت وطأة الأمطار المتواصلة وتحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني وتفشي الأوبئة
نسرين الجبري: ندعو الجميع إلى سرعة التدخلات الإغاثية لإنقاذ المتضررين من كارثة السيول
مواطنون يبيتون في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء
اضطرت عشرات الأسر من أبناء مناطق تهامة للعيش في العراء بعد جرف السيول لمنازلهم وممتلكاتهم وليس بحوزتهم زاد أو دواء مما ينذر بسوء حالتهم ويبدو الأمل ضئيلا في إيجاد حلول لمساكنهم التي جرفتها السيول وخاصة أن موسم الأمطار لم ينته بعد، وحسب سكان محليين إن السيول شردت المئات من الأسر في منطقة تهامة وعصفت بمنازل ومخيمات المواطنين في المنطقة وسببت الأمطار كوارث خطيرة على أبناء مناطق، تهامة فقد جرفت منازلهم وكل ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية، ووجه الأهالي في قرى ومناطق تهامة مناشدة عاجلة إلى المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بسرعة التدخل وإنقاذهم بعد أن دمرت السيول منازلهم.
الثورة / زهور السعيدي
أنام على القش
ويقول علي عياش أنه أصبح ينام هو وأسرته في العراء بعد أن جرفت السيول منزله ومواشيه وكل مقتنياته وأنه أصبح بدون مأوى له ولأسرته بعد أن تدمرت “عشته ” التي كانت تؤويه.
ويضيف عياش في حديثه لـ”الثورة” : لقد تفاجأنا بالسيول الكبيرة تجرفنا وتجرف كل العشش التي بجوارنا ولم نستطع أن ننجو إلا بأنفسنا وهناك مفقودين من أهالي المنطقة جرفتهم السيول وخاصة أن منازلنا تقع بين طريق الوادي حيث كنا بمأمن منذ سنوات طويلة خلال موسم الأمطار، وكانت الأمطار إذا اشتدت فإنها تدخل إلى سكننا ولكن لم تهدمها في أي من السنوات الماضية، فيما تقول الحجة فاطمة المساوى : لم نشهد هكذا أمطار غزيرة طوال سنوات حياتنا في هذه المنطقة وغالبا ما يأتي موسم الأمطار ويذهب دون أن ينزل علينا قطرة من الماء وإذا هطلت الأمطار فإنها تكون خفيفة تساعدنا على الزراعة فيما جاء موسم هذا العام شديد الأمطار، كذلك جاءت السيول من المناطق المرتفعة وجرفت كل المنازل والمواشي التي نقتات عليها.
تهديدات كبيرة
مشاهد مأساوية يعيشها الناس في القرى المتناثرة من تهامة، وأصبحت المستنقعات المائية تشكل تهديدا كبيراً على صحة هؤلاء السكان الذين أصبحوا أكثر عرضة للأمراض والأوبئة المختلفة وباتت الأمطار والسيول في هذا الموسم كارثة إضافية لهم إلى جانب الكوليرا والمكرفس والضنك الذي أودى بحياة المئات من سكان تلك المناطق.
وتقول الطبيبة أحلام محمد العقيلي: إن السيول ومخلفاتها البيئية تساعد في انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة وأن البعوض يجد من المستنقعات بيئة مناسبة للتكاثر ونقل الأمراض خاصة وأنهم يعيشون ظروفا معيشية في غاية الصعوبة ناهيك عن عدم توفر أدنى وسائل الحياة الأساسية في هذه المناطق ما يجعل المجتمع الدولي ومؤسساته الكبرى أمام مسؤوليات إنسانية وأخلاقية إزاء معاناة الشعب اليمني ونأمل إيجاد الحلول لسكان المناطق المتضررة في تهامة وتوفير مساكن بديلة لهم ولو من القش أو الطرابيل.
من جانبها قالت أخلاق الشامي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في حديثها لـ”الثورة” : إن أبناء القرى التهامية يعانون منذ بداية العدوان على اليمن وأن الطفل والمرأة سلبا كل الحقوق وأن السيول ضاعفت معاناتهم وجرفت الكثير من المساكن والمواشي والأراضي الزراعية.
وأضافت الشامي : إن سكان تهامة يعيشون أوضاعا صعبة من العدوان والأمراض والأوبئة و أن حرب تحالف العدوان تسبب في قتل وإصابة الآلاف من النساء والأطفال وتشريد وحرمان الملايين وخاصة في مناطق تهامة وحرمتهم من أبسط الحقوق كالتعليم والصحة والحماية والاحتياجات الضرورية كالماء والغذاء.
فيما أكدت رئيسة منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل سمية الطائفي” لـ”الثورة””: إن أبرز جرائم القتل والاغتصابات والاختطافات التي تتعرض لها المرأة في المناطق الواقعة تحت الاحتلال وخاصة في تهامة وإن انتهاكات العدوان جسيمة بحق المرأة اليمنية وعلى رأسها قتل النساء وتشويههن وإن الأمطار هذا الموسم زادت من معاناة الناس وجرف مساكنهم وخيامهم في تهامة وتسبب بفيضانات وخسائر مادية وجرف الكثير من العشش التي يسكنها الناس خلافاً عن جرف وتضرر الكثير من الأراضي الزراعية، وقد أغرقت مياه الأمطار المحلات وسيارات المواطنين، وتضررت أراضي زراعية وانقطعت الطرق، كما سجلت وفيات بسبب ضربات الصواعق الرعدية وجرفت سيول الأمطار خيام النازحين بمنطقة حيس وتسببت بأضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين ومساكن النازحين في أطراف المدينة وتسببت السيول المتدفقة على خيام ومساكن النازحين المبنية من القش بإتلاف ممتلكات المواطنين من محتويات غذائية وأثاث.
ويقول محمد الحرورة رئيس شبكة الحماية المجتمعية في حديثه لـ”الثورة” : بأن منطقة تهامة منكوبة بفعل السيول التي جرفت العديد من مناطقها وأن الأمطار والسيول تسببت بغرق عشرات السيارات وقطع الطرقات الرئيسية في تهامة كما تسببت بغرق محلات تجارية بعد أن غمرتها وأتلفت بضائعها وجرفت عدداً من مساكن المدنيين النازحين في المراوعه مع ما بداخلها من الأثاث ومتطلبات العيش واحتياجات تلك الأسر مثل الملابس والغذاء وأدوات الطبخ وإنه على جميع المنظمات الدولية العاملة سرعة التدخل لإنقاذ المواطنين في تهامة والنازحين من خلال وضع البدائل المناسبة للحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم جراء التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية، وناشد المواطنون المتضررون من النازحين في تهامة الهيئة الوطنية بسرعة التدخل لبناء مساكن آمنة بدلا من الطرابيل والخشب الذي لم يمنع عنهم المطر ولم يدفع عنهم السيول حيث تعرضت مساكنهم للتهدم وطعامهم وأغراضهم للغرق نتيجة الأمطار الغزيرة.
تهجير السكان
وكشفت الأمم المتحدة أن الفيضانات وسيول الأمطار أدت إلى تهجير متكرر للسكان في اليمن حيث نزح بالفعل حوالي 29 ألف شخص في المناطق المتضررة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي: إن المنظمات الإنسانية تقوم بتقييم الوضع وتعبئة المساعدات الطارئة، بما في ذلك مواد الإغاثة للأسر المتضررة من الفيضانات.
وأوضح دوجاريك أن 16 محافظة على الأقل من جملة المحافظات اليمنية البالغة 22 محافظة تأثرت بالأمطار الغزيرة طوال عام 2020م بما في ذلك الفيضانات المستمرة منذ مارس.
وأضاف: “تقدر السلطات المحلية وفاة 130 شخصاً وإصابة أكثر من 120 آخرين وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 131 قتيلاً، و124 مصاباً وبحسب الوزارة فإن 106 منزل ومنشأة خاصة وعامة تضررت كلياً وتضررت 156 منزلاً ومنشأة خاصة وعامة جزئياً بما فيها المباني الأثرية في صنعاء القديمة؛ نتيجة استمرار هطول الأمطار الغزيرة ويأتي هذا في وقت تستمر فيه الأرصاد الجوية اليمنية بإطلاق تحذيراتها من تواصل هطول الأمطار الغزيرة في محافظات مختلفة.
مساعدات عاجلة
ويقول جابر الرازحي مدير فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي بالحديدة: إنه تم تدشين المرحلة الأولى من توزيع مواد ايوائية للمتضررين من السيول في مديريات المراوعة والدريهمي والمنصورية مقدمة من جمعية جيل البناء للتنمية الإنسانية بالمحافظة بتمويل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون النازحين وأنه تم مساعدة 700 أسرة متضررة جرفت سيول الأمطار مؤخرا عشش وأكواخ سكنها وأدت إلى حدوث أضرار مادية في ممتلكاتها.
وجدد الرازحي دعوته لشركاء العمل الإنساني بتوفير المواد الاغاثية والمساعدات الغذائية للأسر المتضررة والإسهام بدور فاعل في تلبية احتياجاتها.
وأكد ممثل جمعية جيل البناء سليم قشوي حرص الجمعية على المساهمة في إغاثة المتضررين من السيول.. موضحا أن المواد التي قدمت اليوم للمتضررين تشمل فرش وبطانيات وأدوات طبخ وحصير وشراشف و514 شلتر خشب مرابيع و مطارق ومناشير وحبال ومعاول ومسامير.. مضيفا إلى أن المسح جاري للمرحلة الثانية والتي ستشمل المراوعة والدريهمي والسخنة.
وتؤكد نسرين الجبرين مسؤولة الإعلام بجمعية الهلال الأحمر في حديثها لـ”الثورة” إنه لابد من تضافر الجهود لمساعدة الأسر المتضررة من السيول والأمطار وقد قامت جمعية الهلال الأحمر اليمني بالاستجابة الطارئة لكارثة السيول في محافظات الجمهورية والمساهمة في إغاثة المتضررين وتم تقديم مواد غذائية وايوائية لعدد 3674 أسرة متضررة في جميع مناطق اليمن و4840 سلة غذائية و3674 حقيبة فيها مواد ايوائية وإجلاء 170 أسرة متضررة من مياه السيول ومساعدة 6101 شخص متضرر .