شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتفاضة عارمة وثورة مزلزلة من قبل الشعوب العربية للتعبير عن غضبهم من تطبيع دولة الإمارات العربية المتحدة مع الكيان الصهيوني المحتل من خلال التفاعل مع الهشتاقات #التطبيع_خيانة و #خليجيون_ضد_التطبيع #اتفاق_العار وغيرها من الهشتاقات #يمنيون_ضد_التطبيع، #عمانيون_ضد_التطبيع.
ولقيت الهاشتاقات آلاف المشاركات، بالتغريدات والصور والفيديوهات والرسوم الكاريكاتورية، الرافضة للتطبيع الإماراتي الذي اعتبرته “إجهاضا” للقضية الفلسطينية و”خيانة” لدماء شهدائها.
وتداول المتفاعلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقولة “علموا أولادكم أن فلسطين محتلة، وأن المسجد الأقصى أسير، وأن الكيان الصهيوني عدو، وأن المقاومة شرف وأنه لا يوجد هناك شيء اسمها إسرائيل .. تبقى فلسطين حرة أبية”.
واستحضر مغردون صورا للطفل الفلسطيني الشهيد محمد الدرة، الذي قتل بنيران الاحتلال الإسرائيلي، أواخر سبتمبر عام 2000م، أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو ما عُرفت بـ”انتفاضة الأقصى”. وتداولت آلاف الحسابات على موقع التغريدات تويتر، صور الدرة أثناء مقتله، مدون عليها عبارات الرثاء والتنديد، إذ يتصادف حلول ذكراه العشرين الشهر المقبل.
وتداولت عشرات الحسابات على تويتر، المقولة الشهيرة للروائي والقاص الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، “سيأتي يوم على هذه الأمة وتصبح الخيانة وجهة نظر”، فيما نشر مغردون صورا لتشييع جنازات الشهداء الفلسطينيين الذي قتلوا بنيران قوات الاحتلال.
كما انتشرت صورة لرجلين إسرائيلي وإماراتي يعانقان بعضهما، كان يجلسان تحت منضدة ثم جلسا فوقها (في إشارة إلى خروج التطبيع من السر إلى العلن).
ورغم تأكيد الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، في بيان مشترك، توقف خطة ضم أراض فلسطينية، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن حكومته متمسكة بمخطط الضمّ.
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من فصائل بارزة، مثل “حماس” و”فتح” و”الجهاد الإسلامي”، التي أجمعت، في بيانات منفصلة، على اعتباره “طعنة” بخاصرة الشعب الفلسطيني ونضاله وتضحياته و”إضعافا” لموقفه.
فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.
عربيا عبرت اليمن عن تنديدها بالتطبيع وأكدت وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية، كما اعتبرته جمهورية إيران الإسلامية حماقة استراتيجية من جانب أبوظبي وتل أبيب، أما تركيا فقد وصفت الاتفاق بخيانة القضية، ودعت دار الإفتاء الليبية كافة المسلمين لمقاطعة الإمارات في شتى المجالات السياسية والاقتصادية ومعاملتها معاملة العدو الصهيوني، مؤكدةً على أن ما يفعله حكامها مع الصهاينة هو إلغاء لأحكام قطعية في الإسلام. من جهته قال المفتي العام لسلطنة عمان أحمد بن حمد الخليلي، إن تحرير المسجد الأقصى والأرض من حوله من أي احتلال واجب مقدس على جميع الأمة ودَيْنٌ في رقابها جميعًا يلزمهم وفاؤه، وأضاف الخليلي في تصريح له، إنه إن لم تواتهم الظروف وتسعفهم الأقدار لتحريره، فليس لهم المساومة عليه بحال، وإنما عليهم أن يَدَعُوا الأمر للقدر الإلهي، ليأتي الله بمن يشرفه بالقيام بهذا الواجب”.
والإمارات باتت أول دولة خليجية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، وثالث دولة عربية بعد مصر والأردن.
ويأتي الاتفاق بين أبو ظبي وتل أبيب تتويجًا معلنًا لسلسلة ممتدة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين على مدى سنوات.