تواصل عمليات الإغاثة والبحث عن المفقودين
رئيس لبنان يؤكد عزم السلطات على المضي في التحقيقات بشأن الانفجار
روحاني لعون: إيران ستقدم كل أنواع الدعم السريع للبنان
السيستاني: ندعو إلى التضامن مع لبنان
ماكرون: سنرتب المزيد من المساعدات الدولية لبيروت
ترامب حائر بشأن ما حدث في بيروت ولا يستبعد أن يكون الحادث مدبَّراً
عواصم /وكالات
تتواصل عمليات الإغاثة في لبنان التي تعرضت لزلازل مدمر جراء الانفجار الضخم الذي حدث في مرفأ بيروت مساء الثلاثاء الماضي وخلف 137 شهيداً، وأكثر من 5 آلاف جريح، في حين لا تزال أعمال البحث عن المفقودين جارية.
وبدأت طائرات المساعدات تصل تباعاً إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
وقد وصلت أول طائرة إيرانية محملة بالمساعدات، وكانت طائرات أخرى وصلت إلى المطار من روسيا والإمارات وقطر والكويت فيما أمر الملك السعودي بإرسال مساعدات إلى لبنان.
سياسياً، أعلن مجلس الوزراء اللبناني فرض حال الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين وتولي السلطة العسكرية مسؤولية الحفاظ على الأمن.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون تفقد موقع الانفجار في مرفأ بيروت ورافقه قائد الجيش اللبناني جوزيف عون وعدد من ضباط الجيش في جولته.
وأعلن عزم السلطات على المضيّ بالتحقيقات بشأن الانفجار وإنزال أشد العقوبات بالمسؤولين.
من جهته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده وجهت وزارتي الخارجية والصحة و”منظمة الهلال الأحمر الإيرانية”، للتواصل المستمر مع نظرائهم اللبنانيين، وذلك بهدف “تقديم كل أنواع الدعم وبسرعة إلى أشقائنا وأصدقائنا في لبنان”.
كلام روحاني جاء خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني ميشال عون، معتبراً أن حادثة انفجار مرفأ بيروت “كان أليماً وحزينا جداً بالنسبة للإيرانيين”، مضيفاً أن “الشعب الإيراني يشارك الشعب اللبناني ألمه”. إلى ذلك قال قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي إن بلاده لن تترك الشعب اللبناني في الظروف الصعبة أبداً.
سلامي اعتبر أن اللبنانيين هم “النجوم الكبيرة للمقاومة في العالم الإسلامي، وواجهوا هذه الأحداث بصبر وصمود دائماً”، مؤكّداً تقديم المساعدة للشعب اللبناني وإغاثته.
وكان سلامي قد قدم واجب العزاء إلى الشعب والحكومة في لبنان وأمين عام حزب الله السید حسن نصرالله، بمصرع وإصابة عدد كبير من المواطنين اللبنانيين في حادث الانفجار في مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، معلناً استعداد الحرس لمساعدة المتضررين من الحادث.
وأضاف “إنني وبقلب يعتصره الحزن والألم، اذ أعلن استعداد حرس الثورة الإسلامية لتقديم أي دعم للحكومة والشعب اللبناني لمساعدة المتضررين من الحادث”.
بدوره، أكّد مساعد الشؤون التنسيقية للجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري أن الجيش الإيراني مستعد لمساعدة الشعب اللبناني.
المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران عباس علي كدخدائي قال من جهته في تغريدة على “تويتر ” إن “لبنان تجاوز حوادث ومؤامرات كبيرة إلى الآن، ونجح بالتغلب عليها من خلال وحدته وصموده”.
وأضاف “نحن مفجوعون لانفجار بيروت الدموي ونشارك الشعب اللبناني حزنه. وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، هو أهم هدف تسعى له أمريكا والكيان الصهيوني ويجب عدم السماح لهذه الفاجعة بأن تزعزع استقرار لبنان”.
يذكر أن أول طائرة إيرانية محملة بالمساعدات وصلت إلى بيروت أمس الأول. وكانت طائرات أخرى وصلت إلى المطار من روسيا والإمارات وقطر والكويت.
إلى ذلك أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن بلاده بصدد ترتيب مزيد من المساعدات الفرنسية والأوروبية والدولية للبنان في الأيام المقبلة.
ماكرون الذي وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي في زيارة تضامنية إثر الانفجار الضخم الذي هزّ بيروت، قال إنه يأمل بترتيب مساعدات دولية للبنان، الذي “يواجه أزمة سياسة واقتصادية وثمة حاجة لاستجابة عاجلة لها”.
وأكد الرئيس الفرنسي الذي كان في استقباله نظيره اللبناني ميشال عون أن “معاناة لبنان ستستمر، إذا لم تنفذ الإصلاحات اللازمة”.
وأضاف “لقد جئت على الفور لإظهار الدعم والصداقة والتضامن الأخوي للشعب اللبناني، سأعمل في الأيام المقبلة على تنظيم التعاون الأوروبي على نطاق أوسع، وأيضاً التعاون الدولي لاحقاً”.
ماكرون أكد “فرنسا ستقدم مبادرات مستنيرة بالمناقشات التي ستحدث مع الفرق على الأرض والسلطات، فإضافة للانفجار نعلم أن هناك أزمة خطيرة وتضع مسؤوليات تاريخية على القادة، إنها أزمة سياسية وأخلاقية واقتصادية ومالية، أول ضحاياها الشعب اللبناني، وهذا يتطلب ردود فعل قوية وبسرعة، هذه الزيارة هي فرصة للحوار الصريح مع القادة السياسيين والمؤسسات اللبنانية، ولبنان نقول لن نتخلى عنك”.
إلى ذلك أصدر مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني بياناً حول الانفجار في مرفأ بيروت، قال فيه “المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف تعبّر عن بالغ الأسى والأسف للحادث المفجع الذي تعرّضت له مدينة بيروت العزيزة إثر الانفجار الهائل الذي وقع في مرفئها، وأسفر عن عدد كبير من الضحايا والمفقودين وأضعاف ذلك من الجرحى والمصابين، وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين من بيوتهم ومساكنهم، وأدّى إلى خراب واسع وخسائر فادحة وأضرار بالغة بالمباني والممتلكات، في مشهد مأساوي قلّ نظيره في العقود الأخيرة”.
وأضاف “ندعو المؤمنين الكرام وجميع محبّي الخير في العالم إلى التضامن معه في هذا الظرف العصيب، وتقديم العون له بكل السبل المتاحة للتخفيف من آثار هذه الكارثة الكبيرة عليه”.
يأتي ذلك بعدما أعلن وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعد الجانب اللبناني بتوفير الوقود وإبقاء الكادر الطبي العراقي هناك لحين السماح له بالمغادرة من قبل حكومة بيروت.
وقال عبد الجبار، “الوفد العراقي الذي توجه إلى لبنان غداة كارثة انفجار مرفأ بيروت أطلع رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب على التقديمات الطبية العراقية التي وصلت إلى بيروت والتقديمات النفطية التي انطلقت من بغداد.
هذا وأعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي ياسين المعموري مغادرة طائرة النقل المحملة بالمساعدات الطبية إلى لبنان مطار بغداد، ووصولها إلى العاصمة اللبنانية بيروت وعلى متنها عدد من الجراحين المختصين.
من جانبه تحدّث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً عن الأسباب التي أدت إلى الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي.
حيث قال ترامب في إحاطة للصحفيين “لا يمكن لأحد أن يقول حالياً ما إذا كان الانفجار المدمر الذي وقع في بيروت كان نتيجة هجوم”. وأضاف “لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يجزم الآن.. نحن نبحث في الأمر بقوة.. بعض الناس يعتقدون أنه كان هجوماً، وآخرون يدحضون ذلك الرأي.. والبعض يقول عبوة ناسفة”.
ترامب قال “الانفجار كان مروّعاً وقتل الكثير من الناس، وأصاب عدداً هائلاً من الأشخاص بجروح بالغة”.
وبعيد الانفجار الذي شهدته مدينة بيروت الثلاثاء الماضي أشار الرئيس الأمريكي إلى أن عسكريين أمريكيين بارزين يعتقدون أن الانفجار في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت كان بسبب “قنبلة من نوع ما”.
وقال كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز أمس الأول “الحكومة الأمريكية لم تستبعد تماماً أن يكون الانفجار الدموي الذي وقع في العاصمة اللبنانية بيروت نتيجة هجوم”، وقال “الحكومة الأمريكية ما زالت تجمع معلومات استخباراتية بشأن الانفجار”.
هذا ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤولين في البنتاجون رفضهم ما وصفه الرئيس دونالد ترامب عن انفجار بيروت بهجوم.
الشبكة نقلت عن مسؤولي البنتاجون أنهم لا يعرفون عن ماذا يتحدث ترامب وما من مؤشرات تفيد بأن انفجار بيروت كان هجوماً.
وكانت الحكومة اللبنانية قالت إن الانفجار الدموي الذي هز العاصمة بيروت الثلاثاء الماضي وقع بسبب التخزين غير الآمن لكيماويات خطيرة.