الغاية تبرر الخيانة!
عبدالملك سام
ميكافيلي يوم كتب مبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) لم يخطر بباله ما يمكن أن يصل إليه “الإخوان” .. الرجل كان يحاول أن يتعلم النذالة ويبرر لمن قد يمارسها ولو على أستحياء ، لكن ما لم يتوقعه أن يوجد أشخاص وجوههم وأحذيتهم على نفس الشاكلة ، فلا حياء ولا ضمير !!
أنا أيضا أعتقد أنه قد يضطر الشخص أحيانا لأن يكون نذلا في المواقف الصعبة ، والشخص المحترم يبذل جهدا ووقتا ليتخذ قرارا بأن يكون نذلا ولو لمرة واحدة في العمر ، وبعد مرور الموقف سيشعر بالعار وبتأنيب الضمير ، وسيظل يحاول أن يكفِّر عن ذنبه دهرا .. إلا هؤلاء إخوان الشيطان ؛ فهم حتى لا يأخذون وقتا للتفكير ، ولا يمتلكون ضميرا ليترددوا قبل أن يرتكبوا أبشع الجرائم مبررين ذلك كله بأن “الغاية تبرر الوسيلة” !
لو قَّلبت في أوراقهم ستجد ما لا يخطر ببال ، خيانة الأوطان ، التواطؤ مع الأعداء ، الكذب والفجور ، العُقد النفسية وكراهية الخير ، الأفعال المخزية ، لعنة الجشع ، قذارة الأفكار ، ميول إجرامي ، قلوب متحجرة ، أحقاد اجتماعية ….إلخ ! يكفي أن تبدأ بعدِّ المال أمام أحد هؤلاء لتجده يتحول إلى كلب يلهث وراءك ، وقد يضفي عليك قدسية من نوع ما كي يبرر للآخرين لماذا عصى الله وارتكب ما فعله من رذيلة ، فكما أننا بحاجة إلى أعلام يرشدوننا في ظلمات الحياة ، فهؤلاء يحتاجون ( مشائخ ) يقودونهم في دهاليز الضلال !
حبهم للخيانة ليس تضييعاً للوقت ، أو أنهم يرتكبونها عن جهل ، لا .. فالخيانة عندهم تعتبر فلسفة حياة وفطرة شيطانية ، والأجنبي لا يتعب كثيرا في إيجاد من يعينه على احتلال بلد ما ، فيكفي أن يجد هؤلاء من ضمن سكان البلد المستهدف ، والباقي عليهم .. سيقومون بكل العمل القذر ، بينما الأجنبي يتفرج ويضحك وينتظر الفرصة للانقضاض على البلد الذي أنهكه الخونة ، والثمن الذي سيدفعه الغازي حينها سيكون أقل بكثير مما كان سيدفعه لو قام بالأمر بنفسه !
لا تسأل أين اليهود؟ فما فائدة آل سعود ؟! ولا تسأل كيف احتل بلد عربي أو إسلامي بسهولة ؟ فالأمر منوط بوجود “الإخوان” فيه ، والعلاقة طردية بين مدى تغلغل الإخوان في البلد وبين سرعة سقوطه ، ولن تجد خادما مطيعا كهؤلاء ، وبإمكانك أن تحتل الأرض بينما هم بفرشون البساط الأحمر أمامك ، وبإمكانك أن تغتصب بنت بلدهم بينما هم يقفون على الباب يحرسونك ، ويمكنك أن ترسلهم لتنفيذ الاغتيالات والتفجيرات في اي بقعة من بلدهم وضد من شئت !!
لا مبالغة فيما سبق ، وبأمكان أي شخص أن يُقلّب صفحات التاريخ ليعرف أكثر عن هؤلاء وما فعلوه ببلدانهم في كل العصور .. واليوم نحن نراهم جنبا إلى جنب ، إن لم يكن في المقدمة ، أمام من جاء ليحتل بلدنا ، وهم من يبررون ما يفعله ، وهم من يتبرعون للقتال معه ، وهم من يشجعونه ويطالبونه بارتكاب المزيد من الجرائم ! هم من يقترح عليه طرق حصار شعبهم ، ويدله على كيفية إبادتهم ، وينشرون الفتاوى التي تبرر كل جريمة ! هم عين المحتل ويده ولسانه .. هم العدو فاحذروهم !!