ما هي مشكلتهم مع الإمام علي ؟!
عبدالملك سام
المتابع لكيفية تعامل بعض الأعراب مع الإمام علي وسيرته يندهش من دوافع هذا البغض، وبافتراض أن هؤلاء يمثلون مذهبا إسلاميا، ستجد ألا وجود لأي تفسير نقلي أو منطقي يبرر موقف هؤلاء الذين لا يمكن إلا أن يكونوا أما مغضوب عليهم أو ضالين..
الإمام علي بن أبي طالب غني عن التعريف، ولو أننا بدأنا بأقل أسباب محبتنا له لكانت كافية، وكل ما سنذكره لا يخرج عن أجماع المسلمين بجميع مذاهبهم.. فأولا هو رجل مسلم وكما ذكر فإنه أول الناس إسلاما لأنه كان ملازما لرسول الله (ص) بأمر أبيه أبو طالب، كما أن مواقفه المشرفة سواء في التضحية أو النصرة للدين وللرسول مشهورة، وهو أمير المؤمنين سواء لدى محبيه الذين يعتبرونه الوصي دون منازع، أو أولئك الذين يعتبرونه الخليفة الرابع ورغم هذا يدافعون عن الذين خرجوا على خليفة المسلمين !!
حديث (من كنت مولاه) و(علي مع الحق) و(منزلة هارون من موسى) و(المباهلة) و(الراية) و(الكساء)… وغيرها من الأحاديث المشهورة والمعروفة والمتفق عليها، والذي لو قيل حديث واحد منها في شخص آخر لكان كفيلاً بتقديسه وإبعاده عن أي جدال، وهو ما يجعلك تندهش وتتساءل عن مبررات مبغضيه ومنطقهم ! ما الذي يجعل شخصاً عاقلاً ومسلماً يكره شخصا يتحلى بهذه السجايا العظيمة والأخلاق الكريمة ؟! ما هو المبرر الذي يدفعك لتكره شخصا عظيما وشجاعا وكريما وصادقا كالإمام علي بن أبي طالب ؟! أفضل أهل بيت النبي، وأفضل الصحابة !!
أنا لن أتهم أحدا بالنفاق، وسأفترض أن الأمر لا يعدو عن جهل بمكانته، ولنرى بأنفسنا ماذا قال فيه معارضوه أنفسهم، سنجد أنهم لم يقدحوا في أخلاقه وعلمه وزهده ودينه، بل أن هجومهم كله كان على محبيه، معللين كرههم له بأن من يحبوه “يبالغون” في محبته !! ثم إني بحثت عمن عبده كما أدعوا، وعمن قال بنبوته كما زعموا، فلم أجد لهذا أصلا بين محبيه، بل إنهم يعرفون تماما قدره ومكانته وعلاقته مع الله ورسوله والمؤمنين.
الموضوع برمته يؤكد أن الصادق الأمين محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يعرف مكانة الإمام علي – عليه السلام – كقسيم بين الحق والباطل عندما قال : “علي مع الحق والحق مع علي”، وأنه كان يعرف ما يمثله الإمام علي من خطر على مشاريع الباطل والإجرام عندما قال : “لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق”، فأصبح بذلك مقياساً للإيمان وللنفاق، فبقدر محبتك لعلي يكون إيمانك والعكس أيضا صحيح..
أما عن (حديث الغدير) فالعجيب أني وجدته موجودا وصحيحا ومشهوراً، ورغم هذا فقد وجدت من ينكر الولاية لعلي – عليه السلام – لم يخرج عن حجتين ؛ الأولى أنه وضع نفسه محللا نفسيا ليفسر مقصد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – الواضح وكأن كلامه كان مبهما أو بلغة غير التي نعرفها !.. بمعنى : أني جمعتكم في هذا الجو المشمس وهذا الحر وهذا التوقيت لأخبركم أن هذا وليكم بعدي، ولكن لا أهمية لهذه الولاية ولا هدف من كلامي سوى مجاملة أبن عمي فقط!!!!
(أسمحوا لي ألا اعلق على هذا الكلام ال…..)
أما الحجة الثانية فهي كما سمعتها بنفسي من أحد الحمقى، وهو بالمناسبة يعتبر نفسه عالم دين، فقد قال أن كلام رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قال هذا الكلام بعد أن نزل قوله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي… } ! ومعنى كلامهم أن أي تصرف أو قول يصدر عن النبي فهو اجتهاد شخصي ولا أهمية له!!!!!
(أسمحوا لي أيضا ألا أعلق على هذا الكلام ال……)
الخلاصة، الحق ظاهر فوق ما نتخيل، وأي تبرير يمكن أن يسوقه البعض تافه ولا يمكن أن يغطي على حقيقة أن الإمام علي وبشهادة القاصي والداني، أعظم وأجل من أن يستطيع أحد أن ينال من محبته في قلوب المؤمنين.. أما أولئك الذين يكرهون سيرته، ويحاربون ذكره، فنقول لهم : موتوا بغيضكم، فو الله أننا نتقرب إلى الله بمحبة نبيه وأهل بيته الطاهرين، وأننا ندعو الله أن يحشرنا مع من نحب كما سيحشركم مع توالون وتخدمون، وأنتم تعرفونهم وتعرفون أخلاقهم وسيرتهم ومصيرهم، وقد رأينا إلى أين وصلت الأمة بعد أن جربت طريقكم، فاخرسوا..