" الثورة " زارت موقع الجريمة التي ارتكبها طيران العدوان في "وشحة" حجة

مجزرة “وشحة”جريمة حرب مكتملة الأركان استهدفت أسرة بأكملها

 

 

صدام مجلي:
نقول للعدوان الأجدر أن تواجه في الميدان بدلاً من تعويض خسارتك باستهداف المدنيين
ناصر القطيم:
بعد القصف هرعنا إلى مكان الجريمة في المنزل المستهدف ووجدنا الجثث متفحمة وكلهم أطفال ونساء
الشرجبي:
زرنا موقع الجريمة ولا توجد مظاهر عسكرية أو مسلحة قرب المنزل الذي تم إبادة من فيه من قبل طيران التحالف
الرفيق:
صمت الأمم المتحدة يعتبر غطاء لتسهيل الأعمال العسكرية وقتل الأطفال والنساء في البيوت
عزي مجلي:
الطيران أباد أسرتين كاملتين من أهلنا بدم بارد وسنتوجه إلى الجبهات لأخذ الثأر

ماذا رأينا ووجدنا هناك؟ رائحة الدم المتبقية من أجساد الضحايا، وبقايا من شظايا “القنابل الغبية”، الأثاث المتناثر، البطانيات، الملابس المقطعة الأثاث والمفروشات المنزلية المتواضعة المغطاة بالأتربة، بقايا ركام المنزل والسقف الخشبي البسيط، الأحجار المتطايرة.. كل شيء يوحي بأن المكان لأسرة معدمة فقيرة جداً، كلهم من الأطفال والنساء العزّل تم استهدافهم بالطيران المعادي وقتلهم بدم بارد جداً جداً.

الثورة  / أحمد المالكي

* هناك في محافظة حجة مديرية “وشحة” عزلة “الحوارث” قرية “الجشم” وصلنا بعد سفر طويل ومضن لقرابة يومين، وفيما يشبه مغامرات تسلق الجبال الشاهقة والوعرة مع فريق من الزملاء الإعلاميين من وسائل إعلام محلية ودولية، وفريق حقوقي وقانوني وصلنا إلى مكان “المجزرة” ووجدنا جريمة حرب متكاملة الأركان، تشعرك بالحزن والألم والمرارة، إنها الجريمة التي ارتكبها طيران العدوان بحق أسرة آل مجلي “بوشحة- حجة” ظهر يوم الأحد الموافق 12 يوليو الجاري 2020م والتي فيها تم القتل العمد لست نساء وثلاثة أطفال، وجرح امرأة هي الناجية الوحيدة وطفلين آخرين.. وفي موقع المذبحة وجريمة الإبادة وجدنا العزة والشموخ والإباء الذي لا ينكسر والإصرار على المواجهة وأخذ الثأر لأهالي الضحايا والمنطقة “الثورة” ألتقت بعدد من أقرباء الضحايا وشهود العيان وحقوقيين وقانونيين وخرجت بالحصيلة التالية:
* الأخ طلعت الشرجبي الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التقت به “الثورة” في موقع الجريمة وتسلط الضوء على الفظاعة التي ارتكبتها قوى العدوان باستهداف هذه الأسرة المدنية الفقيرة في منطقة وشحة بمحافظة حجة فقال: أنا أشعر بالألم الكبير لاستهداف هذه الأسرة ولا ندري ما الذي يريده العدوان من استهداف هؤلاء المدنيين البسطاء العزَّل ومن خلال زيارتنا لموقع الجريمة وجدنا منزلاً بسيطاً على سفح جبل فيه أغراض بسيطة لا توجد حوله مظاهر مسلحة ولا نقاط عسكرية أو مخزن للسلاح ولا يوجد معسكر بالقرب منه ولا جبهة من الجبهات المشتعلة بقربه، هنا منزل من منازل المدنيين البسطاء تم استهدافه بشكل متعمد، وهنا توجد جريمة مكتملة الأركان وهي جريمة من جرائم الحرب التي تتعمد استهداف المدنيين غير المرتبطين بالحرب، وليس لهم أي علاقة وأيضا ليسوا في موقع شبهة أو تجمع عسكري قربهم أو مكان لتخطيط أو تقديم أي دعم للجبهات العسكرية، لا يوجد أي مبرر سوى أن هناك رغبة في القتل وفشل كبير لتحالف العدوان في الجبهات، وهو يحاول البحث عن انتصارات وهمية باستهداف هؤلاء المدنيين وتصويرهم على أنهم قيادات، والمعلومات التي جمعناها من الموجودين وشهود العيان تفيد بأن من تم استهدافهم هم نساء وأطفال مدنيون أبرياء لا حول لهم ولا قوة، ولا يوجد أشخاص آخرين سواهم وأضاف الشرجبي الرسائل التي نريد توجيهها كحقوقيين ومهتمين بالشأن الإنساني اكثر من رسالة: نحن في المجلس عبرنا عن استنكارنا هذه الجريمة وسقوط مدنيين في هذه الغارات التي تعمدت استهدافهم وتم توجيهها إلى مكتب الأمم المتحدة بشكل مباشر، والجانب الآخر هناك في رسالة أممية كأن هذا التحالف يتعمد استهداف المدنيين ويوجه لهم ضربات مباشرة بالطائرات ويقتل النساء والأطفال وأعتقد أن الآليات والتهاون الأممي للأمم المتحدة هو من يبيح للسعودية وقوات التحالف في الإمعان والتوغل في ارتكاب هذه الجرائم، ومؤخراً تم شطب السعودية من القائمة السوداء لمنتهكي الطفولة وهذا الأمر يشجع السعودية بارتكاب مزيد من الجرائم باعتبار أنها ستكون ناجية من العقاب وغير محاسبة وبهذا التصرف تحولت الأمم المتحدة إلى أداة من أدوات القتل والإجرام لأنها تتماهى ولم تتخذ أي خطوة على مدى أكثر من خمس سنوات لإيقاف هذا الإجرام والقتل المستمر، ولا تقوم بأي دور لحماية هؤلاء البسطاء المدنيين “الأطفال والنساء العزل” من الاستهداف.
كما أضاف نُحن من هنا ندعو كل المنظمات الحقوقية والإنسانية سواء المحلية أو الدولية إلى أن تنزل إلى هذا المكان “موقع الجريمة” لترى طبيعة المنزل الذي تم استهدافه، وأيضا لتفحص الضحايا من الأطفال والنساء الذين سقطوا في هذه الغارة، ويجب أن يكون هناك موقف وطني بعيداً عن الحسابات السياسية، لأن هؤلاء الذين يقتلون ويسقطون بفعل الغارات هم يمنيون مدنيون وواجبنا الأخلاقي والقيمي والمهني والإنساني أن تكون في صف هؤلاء الضحايا، وأيضاً هي رسالة للمنظمات الدولية التي تتشدق بحقوق الإنسان وتتباكى دائما على الضحايا .. نقول لها هؤلاء: الضحايا المدنيون المسحوقون هم أجدر أن نقف معهم وأن نعبر عن تضامننا بشكل كبير معهم لنبرز مظلوميتهم الكبيرة فهنا توجد أسرتان كاملتان من الأطفال والنساء تم إبادتهم بدم بارد، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه المنطقة التي تم ارتكاب الجريمة فيها تستحق الاهتمام والرعاية من قبل المنظمات الدولية وتقديم الخدمات لمن هم فيها ونتمنى أن يتم رصف الطريق الوعرة التي يعاني المواطنون والسكان من العبور عليها صعوداً ونزولاً لتوفير متطلبات معيشتهم.
* الأخ حميد الرفيق – المستشار القانوني من في وزارة حقوق الإنسان – بدروه تحدث من موقع ارتكاب الجريمة ومن بين الركام المتناثر فقال: بالطبع الجريمة التي ارتكبت في حق آل مجلي الأخوين عاصم مجلي ونايف مجلي اللذين يسكنان في هذا المنزل الذي تم استهدافه جريمة بشعة بحق هاتين الأسرتين اللتين أبيدتا بالكامل وراح ضحيتها أكثر من عشرة أفراد كلهم من النساء والأطفال أنها جريمة بشعة وجريمة حرب متكاملة الأركان بحق مدنيين عزل أمنين في بيوتهم.. ودول العدوان أقدمت على قتلهم في ظل صمت الأمم المتحدة التي عملت على إخراج السعودية من قائمة قتلة الأطفال “القائمة السوداء”..
ويضيف: نحن في هذه المنطقة جئنا للاطلاع على موقع الجريمة نبحث عن سبب استهدف هذا المنزل والأسر البريئة وهل هناك معسكرات أو صواريخ لديهم فلم نشاهد سوى منزلاً لأسرة فقيرة معدمة وحوله مزارع وجبال شاهقة وطرقات وعرة جداً، ولم نصل إلى هذا المكان إلا بعد جهد جهيد، وأنت والفريق الإعلامي والحقوقي والقانوني ظللنا نسافر منذ الساعة السادسة بالأمس الأحد وحتى الآن الساعة الخامسة وأنت هذا يعني أن المكان بعيد جداً جداً ولذلك كثير من الأسر هنا تعاني من مسألة البحث عن الغداء والاحتياجات الأساسية حتى تصل إلى منازلها فما بالك إذا كان هناك جرحى أو قتلى.. هناك مشاق كثيرة واجهها المسعفون أثناء انتشال جثة من هنا أوهناك لإنقاذ الناس في هذه المناطق البعيدة وإيصالهم إلى المراكز والمستشفيات الصحية..
دور مشبوه
ويضيف الرفيق فيما يتعلق بصمت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عن ارتكاب هذه الجرائم طيلة أكثر من خمسة أعوام من العدوان: طبعاً كما تعلمون بأن الأمم المتحدة تعمل على تضليل العالم وتضليل الشعوب بما تقوم به من دور مشبوه لا تمت للقانون الدولي بصلة، وما يجري في اليمن خير دليل، فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والأمم المتحدة تَّدعي الإنسانية لتغطية جرائم دول العدوان في حق الشعب اليمني والمدنيين والأبرياء وليس فقط في اليمن وإنما في دول ومناطق أخرى من العالم وأتضح أنها حوَّلت اهتماماتها ودورها إلى مساعدة المعتدين والغزاة والمحتلين في بلدان أخرى وما يحدث الآن في بلادنا هو نفس ما يحدث أو حدث لبلدان كثيرة سابقاً وحالياً إضافة إلى أن الأمم المتحدة أخرجت دول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي من قائمة العار أكثر من مرة ،معنى ذلك أنها تقوم بعملية تقديم العون لتحالف العدوان والصمت المطبق من قبل الأمم المتحدة يعتبر غطاء لتسهيل الأعمال العسكرية لدول العدوان واستهداف الأطفال والنساء، ونقول للمنظمات الدولية غير الحكومية في العالم: يجب النظر إلى ما يحدث لليمن والشعب اليمني من جرائم وانتهاكات فظيعة بعين الحقيقة وأن هناك تضليل إعلامي ممنهج من قبل دول تحالف العدوان وكذلك من قبل الأمم المتحدة التي تقدم إحاطات كاذبة وتضليل إعلامي كاذب ولا تقوم بتقديم الحقائق كما هي بأن هناك انتهاك واضح واستهداف مباشر متعمد للمنازل والنساء والأطفال بالدرجة الأولى في كل محافظات الجمهورية ويجب عليهم أن يضغطوا على المجتمع الدولي في مسألة التحقيق وتقصي الحقائق ومن ثم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم سواء كانوا من قبل تحالف العدوان أو من قبل مرتزقتهم في المحافظات المحتلة.
وقت الظهيرة
وفي موقع الجريمة وعلى ركام المنزل المدمر بفعل الغارة التقينا بأحد أهالي الضحايا الأخ عزي مسعد علي مجلي وهو عم الشهداء من أسرة نايف مجلي وأسرة عاصم مجلي وقد وصف لنا الجريمة فقال: كان الوقت هو الظهيرة تماماً في لحظات استعداد الأسرتين لتناول وجبة الغداءـ حيث كانت الأسرتان متواجدتان داخل البيت وجاء الطيران ليقتلهم بالقصف المباشر ما أدى إلى استشهاد تسعة من الأسرتين من النساء والأطفال، وهناك طفلتان استشهدتا والثالث جريح والنساء ست نساء تم قتلهن بدم بارد وهناك امرأة وطفلها كانت نجاتهما أعجوبة حسب وصف من شاهد الجريمة حيث أخرجهم ضغط الصاروخ إلى خارج المنزل فنجوا أما بقية الأسرة فانتهوا تماماً الجدة والعمات ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأضاف الأخ عزي مجلي بالقول: رسالتنا للأمم المتحدة المنظمات التي تدعي حقوق الإنسان كذباً وافتراءً أنهم هم من يصدرون لنا هذه الصواريخ التي تقتلنا وتقتل نساءنا وأطفالنا العزل الآمنين في بيوتهم وهم لا يريدون لنا أي خير كما أخبرنا الله في القرآن الكريم، ونقول للمجرمين والقتلة أننا سنظل صامدين وثابتين وسندافع عن بلدنا ووطننا وسنتحرك صوب الجبهات للدفاع عن عرضنا وأرضنا وشرفنا ولن تثنينا هذه الجرائم عن قتال هذا المعتدي الباغي المجرم هذا العدوان الذي يقتل أبناءنا ونساءنا ونحن متحركون جميعاً لنأخذ بالثأر من القتلة إن شاء الله.
كما التقينا بالأخ صدام مسعد علي مجلي – أخو صاحب المنزل المستهدف – وبدروه تحدث عن الجريمة فقال: هذا هو منزل أخي كما ترونه متواضع جداً بناه قبل أسابيع وهو منزل شعبي فيه مجموعة من الغرف، وتسكن فيه زوجه أخي الأرملة وثلاث بنات هن حربية وأمينة ونسيم كلهن في أعمار الطفولة، وأمهم عمرها 55 عاماً وكل من هم داخل البيت هم مدنيون نساء وأطفال تم قتلهم واستهدافهم من قبل طيران العدوان بدم بارد أكثر من عشرة ضحايا ست نساء وثلاثة أطفال قتلوا ونقول للعدوان كان الأجدر بك أن تواجه في الميدان بدلاً من تعويض خسارتك وهزائمك باستهداف المدنيين، إضافة إلى أن هناك ثلاثة جرحى – امرأة وطفلين حالتهم صعبة نتمنى لهم الشفاء.
* الأخ صادق ناصر القطيم – أحد أبناء القرية وشاهد عيان – بالقرب من الجريمة التقينا به فوصف ما شاهد بالقول: في يوم الأحد 12 /7 /2020م حلَّق الطيران في الساعة الواحدة والنصف ظهراً وضرب بيت نايف مجلي ولا يوجد فيه سوى أرامل ونساء وأطفال صغار في سن الزهور بعد القصف هرعنا إلى المكان لانتشال الجثث فوجدناها متفحمة كلها أطفال ونساء مثل هذا الموقف يدمي القلب وليس من الرجولة أن يضرب البيوت والمدنيين العزل هذا العدو الأرعن، فهذه البيوت لا يوجد فيها عسكريون أو حتى رجال كبار بل كلهم نساء وأطفال.. ورسالتي للعدوان أنه مهما قتلوا ومهما دمروا لن يثنينا ذلك أبداً عن الدفاع عن قضيتنا وبلدنا حتى تحقيق النصر.
* الأخ وليد يحيى ناصر القطيم شاهد عيان للجريمة تحدث بدوره واصفاً الجريمة بالقول: شاهدنا البيت حال استهدافه الساعة الواحدة وعشرين دقيقة وأنا كنت في المزرعة، وكان بداخل البيت أسرتان من آل مجلي نساء وأطفال فقط وهذا عدوان غاشم لا يرحم لا طفل، ولا امرأة ولا يراعي حقوق الإنسان، عدو مجرم يقتل الأبرياء فقط بينما يتلقى الهزائم في الميدان وأضاف: بعد الجريمة جاء الجيران وتجمع الناس لإخراج الضحايا وإسعاف الجرحى بصعوبة أما الشهداء فجمعنا أجسادهم من تحت الركام وهم أشلاء وحسبنا الله ونعم الوكيل.

قد يعجبك ايضا