“شلة البقبقة” وجريمة آل سبيعان

 

عبدالفتاح علي البنوس

دأب العدوان ومرتزقته في سياق حربهم الإعلامية المصاحبة لعدوانهم وحربهم العسكرية التي تشن على بلادنا، على الترويج للشائعات والأراجيف والأكاذيب وتوظيف كافة الممارسات والمواقف والتصرفات الفردية التي تصدر عن بعض أفراد المجتمع، واستغلالها لتشويه صورة أنصار الله من خلال الإيعاز لقنواتهم الفضائية ومواقعهم الإلكترونية وللذباب الإلكتروني التابع لهم والممول من قبلهم النشط عبر منصات التواصل الاجتماعي لمهاجمة أنصار الله ونسبها إليهم، بغية تأليب المجتمع ضدهم، وخلق حالة من الحنق والغضب تجاههم، واتهامهم بالتزمت والتطرف والتشدد والتسلط وغيرها من الاتهامات التي توجه لهم بين الفينة والأخرى في سياق الحرب الإعلامية التي تشن ضدهم عبر الإمبراطورية الإعلامية التي تمتلكها قوى العدوان، والماكينات والأبواق الإعلامية التابعة والموالية لهم والمدعومة منهم.
هؤلاء الذين باتوا يعرفون بـ (شلة البقبقة) هم من يصنعون من (الحبة قبة) ويعمدون إلى فبركة الأحداث ودبلجة الوقائع وتزييف الوعي الجمعي والتدليس والتلبيس على الرأي العام، ينشطون فيسبوكيا وعبر مختلف شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي مع أي مواضيع أو قضايا سطحية وهامشية ومع أي ممارسات وسلوكيات فردية سلبية غير مسؤولة، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجلها، ويصورون للرأي العام بأن أنصار الله هم من قاموا بهذه الممارسات، وأن من قاموا بها ينتمون لأنصار النار، كما حصل مع زوبعة خيوط البالطوهات النسائية وقام بعض المعتوهين بالدخول لبعض محلات الخياطة النسائية وقيامهم بإحراق أربطة البالطوهات النسائية، ورغم أن التحقيقات مع هؤلاء كشفت عدم صلتهم بأنصار الله، وأظهرت بأنهم عبارة عن معتوهين مشبعين بالفضول وخفة العقل وتم التعامل معهم بحزم، وكذلك زوبعة الحلاقة لبعض الشباب المراهقين من ذوي السلوكيات المنحرفة والممارسات الطائشة والتي تم تهويلها وتحويلها إلى قضية رأي عام، مثلها مثل طمس الصور النسائية من محلات الكوافير وتأجير فساتين الأعراس، وغيرها من القضايا والمواضيع التافهة.
والمشكلة أن نجد في أوساطنا من يتماهى معهم ويتفاعل مع أطروحاتهم ومنشوراتهم وكتاباتهم ويروجون لها وكأنها حقائق دامغة، ولو أنهم حكموا عقولهم وتعاملوا مع القضايا بحكمة لأدركوا أنهم يسيرون خلف السراب ويروجون للوهم، فالممارسات الفردية تخص أصحابها الذين قاموا بها، ومن الظلم والتجني تعميمها على الجميع والتصوير للناس بأنها تندرج في سياق مبادئ ومفاهيم الحزب أو التنظيم أو الجماعة، هم يدركون جيدا أخلاق المسيرة القرآنية وأنصار الله، ولكنهم أدمنوا على (البقبقة) والتشويه خدمة لقوى العدوان، ونكاية بأنصار الله.
والغريب في الأمر أن هؤلاء يختفون تماما عندما يتعلق الأمر بقضايا ومواضيع هامة وجرائم ومذابح يرتكبها العدوان ومرتزقته، لزموا الصمت تجاه الحصار المفروض على بلادنا، ومحاولات السعودية والإمارات الحثيثة لنشر فيروس كورونا، وتجاه الجرائم والمذابح التي ارتكبها العدوان منذ يومه الأول وحتى اليوم، والتي لن يكون آخرها جريمة مليشيات الإجرام والارتزاق الإصلاحية في وادي عبيدة بمارب بحق أسرة آل سبيعان والتي تعد جريمة حرب ضد الإنسانية، الجريمة التي تعد عيبا أسود، يستدعي النكف القبلي لكافة أحرار وشرفاء اليمن من أجل تسليم القتلة والبراءة منهم، أو الأخذ بالثأر منهم في حال عدم تجاوبهم وانقيادهم للحق، ولا أعلم ما سر غياب ضمائرهم وإنسانيتهم التي يتظاهرون بها مع قضايا بهذا الحجم ؟!
بالمختصر المفيد، ينبغي أن يتفاعل الجميع مع القضايا الهامة التي تهم الوطن والمواطن، والترفع عن الصغائر، فمن غير المنطقي التخصص فقط لنشر (البعاسس) والشائعات الكاذبة، والأراجيف والخزعبلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وترك وتجاهل القضايا الهامة التي يجب أن يتعاطى ويتفاعل معها الجميع، ويتناولونها بالنشر والإدانة والاستنكار، هذه مسؤولية وأمانة سيحاسب الجميع عليها، العدوان يحاربنا إعلاميا من خلال نشر الشائعات والترويج للأكاذيب والافتراءات عبر ذبابه الإلكتروني وأبواقه الإعلامية، وعلينا أن نكون أكثر فطنة وذكاء، وأن لا ننجر خلف ما يروجون له، فنحن بذلك نخدمه من حيث لا نشعر، ولذا علينا التحلي بالوعي والبصيرة، ونسخر أقلامنا وكتاباتنا ومنشوراتنا من أجل مواجهة العدوان وكشف وفضح المؤامرات التي يحيكها ضد وطننا وشعبنا، وإطلاع العالم على الجرائم والمذابح الوحشية التي يرتكبها والتي يندى لها جبين الإنسانية.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا