صد المسلمين عن الحج

 

إسماعيل إسحاق
يا يومَ مكةَ أين مكةُ
والطيورُالحُوَّمُ
وهواتفُ الرُّكبانِ إذْ ما
أنجدوا أو أتهموا
حَرُمَتْ مسالِكُها فحَتّامَ
المسالكُ تُحرَمُ
وعلامَ يُوصَدُ بابُها
ويُصَدُّ عنها المُسلمُ
وهي التي تدعو، فلبّاها
الأنامُ ويَمّموا
وهي التي يأوي إليها
المستجيرُ، فترحمُ
ومتى تلوحُ لنا ( مِنىً )
ويَحِلُّ فيها المُحرِمُ
والبيتُ والركنُ اليمانيْ
والمقامُ وزمزمُ
وقبا وطيبة يستريح
بها الفؤادُ ويَنعمُ
ومهابطُ الوَحْيِ التي
أرجاؤها تتكلمُ
حيثُ التقى فيها المَلائكُ
والرسولُ الأعظمُ
في كلِ حَبّةِ رَمْلةٍ
منها لسانٌ أو فَمُ
صَرَخَتْ بوجهِ الدَّهرِ
والطغيانُ فيه مُخَيِّمُ
واليوم نسمعُ حَولها
نارَ الحوادثٍ تصرمُ
وتُفَتَّحُ الباراتُ فيها
والملاهي تنعمُ
والكفرُ ينشرُ بغيَهُ
وشذوذَهُ .. ويُسَمِّمُ
وعُرى المودةِ بينَ شعبٍ
واحدٍ تَتَصرّمُ
سَيُصابُ من زرعَ المشاكلَ
بيننا وسيُعدَمُ
إنّــا بَنو العربِ الأُلى
شادوا الذرى وتحكموا
نَصروا الشريعةَ يومَ خاذَلَها
الصراعُ الأغشمُ
ومشوا على دربِ الهدى
والكونُ داجٍ مُـعـتِـمُ
كم غزوةٍ صمدوا بها
شُمّـاً ، ولم يَستسلموا
ما بالُنـا يا قومِ لم
نرثِ المفاخرَ عنهمُ
ما شأنُنا .. نخطوْ، فلا
نعلو ، ولا نتقدمُ
أين العبادةُ والرسالةُ
والكتابُ القيِّـمُ
اهملتمُ التاريخَ
والتاريخُ يكتبُ عنكمُ
ما أخسرَ الدنيا إذا
سكتَ الدعاةُ وسلّموا
والحاكمونَ بغيهمْ سكرى،
طغاةٌ ، نُــوَّمُ
——
اليمن. إب. 1964

قد يعجبك ايضا