عبدالجليل الرعدي في ذمة الله

 

عبدالسلام فارع

لست مبالغاً إن قلت بأن رحيل النجم الكروي العملاق الأستاذ عبدالجليل عبدالقادر الرعدي شكل خسارة كبيرة على الرياضة اليمنية يصعب تعويضها على مدى الأعوام القادمة، فالرعدي العملاق لم تنحصر عطاءاته الخالدة في المجالين الشبابي والرياضي فقط، بل تجاوزتها إلى عديد المجالات الإنسانية والوطنية والاجتماعية والخيرية يوم كان يشار إليه بالبنان كواحد من أبرز النجوم وأبرز الكفاءات التي يفخر بها الوطن في شماله وجنوبه وذلك منذ الأيام الأولى التي سطع فيها نجمه بطريقة مذهلة ومشرفة في مطلع العام 58م حين بزغت نجوميته المبكرة في ملاعب كرة القدم بمحافظة عدن ومن خلال نادي شباب التواهي الذي كان يعج بكوكبة من أبرز النجوم كما هو الحال لباقي الأندية الأخرى مثل رفقاء دربه في شباب التواهي بوجي خان – عبدالله المنصوري – جعفر كوكني “جعفرين” عباد أحمد إسماعيل – محمد عمر – موريس جوانيز – سالم زغير- عبدالكريم الهتاري ليأتي بعد ذلك جيل العمالقة الآخر وأبرزهم عبدالمجيد ثابت المجيدي المعروف بالهارب لسرعته الفائقة وأهدافه الغزيرة والمفصلية.
وتواصلت العطاءات المتميزة والخالدة لنجمنا العملاق الراحل عبدالجليل الرعدي لتنقل من حسن إلى أحسن من العام 58م حتى العام 71م وسط منافسات شرسة ومواجهات كروية قوية ومثيرة مع باقي الأندية الأخرى -في كريتر والمعلا والشيخ عثمان والبريقة- قدم خلالها مع باقي زملائه جل العطاءات الخالدة سواء مع الفرق المحلية أو الفرق الزائرة كالموردة السوداني والإسماعيلي المصري، ونجمنا الأسبق الراحل عبدالجليل الرعدي الذي زامل النجم الكبير علي محسن المريسي في المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس بندر جديد في التواهي لم يكن لاعباً متميزاً فقط بل كان قائداً محنكاً ومدافعاً لا يشق له غبار إضافة لإجادته لصناعة الألعاب وتمويل المهاجمين بالكرات المؤثرة والملعوبة والتي كانت تنتهي غالباً في الشباك.
وقد نمت تلك الملكات والقدرات الإبداعية والقيادية للراحل عبدالجليل الرعدي لتزداد ألقاً في مطلع السبعينيات من خلال رئاسته الناجحة لنادي شباب التواهي حيث شهد النادي في ظل قيادته الفذة عديد القفزات النوعية غير المسبوقة وأهمها اضطلاعه بتكريم المخضرمين والمبرزين بالنادي في بادرة لم يجد صناعتها سوى الرعدي حيث بادر في تكريم كل من الإداري المخضرم محمد عبده نعمان الحكيمي والذي نفى إلى الشمال والقيادي إدريس حنبله الذي تولى عديد المهام الإدارية إضافة إلى تكريمه لكوكبة من النجوم مثل أحمد الجابري بوجي خان – علي لعلعه والمربي أحمد عمراوي وولده وآخرين، ومن مشجعي النادي محمد إبراهيم كوكني وفرج نصيب وعباد ناصر الريان الرائع جداً المرحوم بإذنه تعالى.
العملاق عبدالجليل الرعدي الذي كنت قد تعرفت عليه عن كثب في الأشهر الأولى للوحدة المباركة حينما أجريت معه حواراً شاملاً لصحيفة الجمهورية هو أكبر من أن يشار إليه في مثل هكذا مساحة فهو تاريخ حافل بالعطاء والتميز وقد أشرت إلى ذلك بإيجاز في عمود سابق قبل عام وفي نفس هذه الزاوية من “رياضة الثورة”.
إذا الرعدي- الذي تقلد الكثير من المهام القيادية الرياضية مع باقي زملائه الأماجد وأبرزها الإشراف على عملية الدمج لأندية عدن ووضع الآلية المناسبة لتنفيذها- هو عبارة عن كتاب في وطن ووطن في كتاب.
وخلال تواجده في محافظة تعز كأحد فرسان العمل الصيدلاني اضطلع بعديد المهام النبيلة والإنسانية في منظمات المجتمع المدني وأبرزها الهلال الأحمر مع كوكبة من الشخصيات الاجتماعية أبرزهم الراحل أحمد هائل سعيد.
تغمد الله فقيدنا الراحل عبدالجليل الرعدي بواسع الرحمة والمغفرة وألهم محبيه وذويه الصبر والسلوان.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”.
هوامش:
تميز الراحل بعلاقاته الواسعة، فذات يوم جاءه وزير الإعلام الأسبق الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان “الفضول” يشكو من آلام الشقيقة في رأسه وأن الأطباء عجزوا عن معالجته فرد عليه “وإن عالجتك” قال له “سأعتبرك الولي حقي والصوفي”، فناوله باكتاً يحوي بعض الأقراص وفي اليوم التالي جاء إلى الصيدلية وتناول ما تبقى من الدواء ووضعه في جيبه فقال له الرعدي “وبه وبه هذا مش جيب هذا خرج”.
اللواء الركن علي محمد صلاح حينما أبلغته بوفاة الرعدي صعق منا لخبر وتألم كثيراً يذكر بأن الرعدي كان قد أدلى بنصيحة لصلاح في الثمانينيات حذره من تقليص مناشطه وظهوره قائلاً “انتبه الرجَّال يعتقد أنك معشق فرزه”.
أعتقد أنه آن الأوان للبدء بالاستعداد الجاد لإعداد منتخبي الناشئين والشباب للاستحقاقات المقبلة عبر معسكر مدروس ومباريات تجريبية والكرة في ملعب الاتحاد والوزارة.
وفاة النجم الكروي والهداف العراقي الأروع أحمد راضي بوباء كورونا شكل خسارة فادحة على الرياضة العراقية وفيروس كورونا في بلادنا ما زال يتمدد بطريقة مخيفة.. ويا جماعة الخير عليكم بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون شحينا ونحن نتكلم.
للفائز بن حيدر: “منتدى الرياضة العالمية أصبح برشلونياً خالصاً فأين المهنية في الأداء يا بن حيدر شكرهوا ميسي بسبب التحيز الأعمى”.

قد يعجبك ايضا