الاتحاد التعاوني الزراعي والتنمية الزراعية

محمد صالح حاتم
منذ سبعينيات القرن الماضي وجدت الجمعيات التعاونية أو ما عرف بالتعاونيات الأهلية، بهدف إيجاد شراكة مجتمعية تعاونية مع الدولة في التنمية ومنها التنمية الزراعية .
فوجدت عشرات أو مئات الجمعيات الزراعية التي أسست الاتحاد التعاوني الزراعي كمنظمة غير حكومية يعنى بالجانب الزراعي، ودعم المزارعين بالخبرات وتقديم لهم القروض الميسرة المتمثلة في توزيع منظومات الري الحديثة والوسائل والمعدات والآلات الزراعية، والأسمدة والمبيدات الزراعية، وكذا المطالبة بحقوق المزارعين، ولكن وللأسف الشديد فإن الاتحاد التعاوني الزراعي ظل بعيداً كل البعد عن المزارعين، ولم يقم بأداء دوره في التنمية الزراعية.
فعلى الرغم من أن الاتحاد يضم في عضويته مئات الجمعيات التعاونية الزراعية، إلا ّ أنه وخلال الفترة الماضية لم يوجد جمعيات زراعية نوعية متخصصة في زراعة الحبوب والقمح، أو البن إلى إن جاءت ثورة 21سبتمبر 2014م، فبدأنا نسمع عن جمعيات تعنى بالحبوب والبن ، فقد كانت معظم الجمعيات متعددة الأغراض، وتحولت من جمعيات تعاونية زراعية إلى جمعيات تجارية مستغلة الإعفاءات الجمركية والضريبية والتسهيلات التي كانت تقدمها الدولة في استيراد المعدات والآلات الزراعية ووسائل الري والمبيدات والأسمدة الزراعية ،فتقوم بالاستيراد لها، وبيعها للمزارعين بنفس سعر السوق.
بل إن هذه الجمعيات كان يستغلها وتستفيد منها الهيئات الإدارية لها والذين تحول اغلبهم إلى تجار يمتلكون معارض ومحلات لبيع للمعدات والآلات الزراعية والمبيدات الزراعية، وكل هذا بضوء أخضر من قبل قيادات ومسؤولي الدولة، في جميع أجهزتها، بهدف إبعاد الجمعيات والاتحاد بشكل ٍعام عن الهدف الذي من أجله وجدت وعن المهام المناطة بها.
فخلال العقود الماضية لم يقم الاتحاد بدوره في التنمية الزراعية، لم يقدم أي دعم أو توعية أو إرشاد للمزارعين في زراعة الحبوب أو الحفاظ على زراعة العنب ، أو تشجيع زراعة البن، ولم يعمل على تقليل زراعة القات، وحماية القيعان والوديان التي غزتها هذه الشجرة، وكذا لم نر أي تحرك أو نشاط للاتحاد لمنع استيراد الفواكه من الخارج وخاصة ًالفواكة التي تزرع بكميات كبيرة في بلادنا، ولم يقم بتنظيم تصدير المنتجات الزراعية اليمنية من فواكه وخضار والتي تتكدس بكميات كبيرة في أسواقنا، بل إن الاتحاد غاب دوره في توعية المزارع بخطورة قطف المحصول قبل اكتمال نموه ونضوج المنتج، وأهمية العمل على إيجاد منتج زراعي ذي جودة عالية، فكان الاتحاد يتفرج وهو يشاهد العشوائية من قبل المزارعين في زراعة وإنتاج وقطف المحاصيل الزراعية وكأن الأمر لا يعنيه.
فنتمنى أن يتم إعادة بوصلة الاتحاد التعاوني الزراعي نحو التنمية الزراعية، وتفعيل نشاطه لخدمة المزارعين وان يتم إعادة النظر في القوانين والتشريعات القانونية واللوائح المنظمة لعمل الاتحاد بما يخدم الاقتصاد اليمني ويساهم في مشاركة المجتمع في التنمية وخاصة شريحة المزارعين وهي الشريحة الأكبر، فالمرحلة تتطلب تضافر الجهود وتعاون الجميع بهدف الوصول نحو الاكتفاء الذاتي ، وتحقيق الأمن الغذائي للبلد.

قد يعجبك ايضا