المفسدون في الأرض.. وتباشير زوال الهيمنة الصهيوأمريكية

صلاح محمد الشامي
أشبع السيد قائد الثورة في إحدى محاضراته الرمضانية موضوع شمولية فساد اليهود وإفسادهم الذي عَمَّ وشمل العالم أجمع، وكيف انخرط بعض المسلمين في خدمة اليهود وموالاتهم، مستشهداً بالآيات الكريمة ” وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ” فبرغم تأديتهم الصلوات وصوم رمضان، وقد يكونون من المنفقين والذين يعملون الخير، إلا أنهم – سواءً علموا أم جهلوا- قد أصبحوا في حكم الله من أولئك ” فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ” ” وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” فبموالاتهم اشتركوا معهم في الظلم الذي عم ويعم العالم أجمع..
وفي قراءته للآية ” وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ” نَبَّه السيد القائد إلى كون الركون – حسب أقوال الكثير من علماء الأمة – هو الميل اليسير، فما بالنا بمن مال إلى أعداء الأمة كل الميل، فأصبح يُجَرِّم أحرار فلسطين بدافع ديني، بالأقوال والأفعال، ونراهم يتهافتون إلى المسارعة فيهم.
* إن الترويج الإعلامي الدرامي الذي بثته وسائل إعلام أعرابية عبر برامج رمضانية تدعو للتطبيع مع “إسرائيل” من قبل من يسعون إلى تثبيط الأمة عن قيامها بواجباتها، هم يساهمون في الظلم الذي تمارسه كل من أمريكا وإسرائيل، وهو ظلم يتمثل في جرائم رهيبة جداً ضد البشرية بشكل عام، ويتوجه ضد الأمة الإسلامية بشكل خاص.
* إن ما يجب أن نتنبه له هو أن لا نكون شركاء لأولئك الذي يسارعون في أعداء الأمة وأعداء البشرية مساهمة معهم ومساندة لهم في ظلمهم.
* ومن خلال الأحداث الراهنة عالمياً وعربياً ومحلياً، ومن خلال زوبعة “كورونا” والترويج لها إعلامياً، يتبين لنا شمولية هذا الظلم العالمي والفساد العالمي الذي تمارسه الصهيونية العالمية والماسونية العالمية، فقد أوضح كثير من متخصصي الطب أن أمراضاً عدة- كل عام- تفتك بمئات الآلاف، بل والملايين من البشر، فلماذا أُريد لفيروس كورونا كل هذا التطبيل والترويج الإعلامي، أليس لتثبيط معنويات شعوب العالم وكبح مناعة هذه الشعوب أو الحدّ منها حتى يفتك المرض بأكبر عدد ممكن.. ثم إن الماسونية العالمية تسعى لخلق أزمة عالمية تتمكن من خلالها من زيادة نفوذها وسيطرتها، أملاً في حكم هذا العالم سياسياً، كما أصبحت تتحكم به.
* إن الإسلام باعتباره ديناً وطريقة حياة، هو ما يقف عائقاً أمام أطماع الماسونية لأنه يسعى لتحقيق العدل والسلام العالمي، بينما تسعى الماسونية لإحلال الفوضى والفساد العالمي، لذلك فالمستهدف الأول من مكائد الماسونية هو الإسلام والمسلمون.
* بالمقابل فإن أقوى سلاح تسعى الماسونية لامتلاكه هو الخطاب الديني الإسلامي وتفكيك عرى ومبادئ الإسلام عبر استنساخ مثل هذه الكائنات المتحدثة باسم الإسلام، وهي منه في حالة عداء، بسعيها للتطبيع مع “المفسدين في الأرض” وسعيها لتطبيع هذا التطبيع، وفرضه على شعوبها، كما تعمل حكومات دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات.
* لم تكن البرامج الرمضانية التلفزيونية في الماضي إلا لتقوية روابط المسلمين بدينهم عبر المسلسلات التاريخية التي تتناول السيرة العطرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والنماذج المضيئة من الصحابة والتابعين، وبرامج القرآن الكريم المسابقتية وغيرها، ودخول برامج ومسلسلات “رمضانية” تدعو للتطبيع يعد أمراً خطيراً جداً، ويجب الوقوف في وجهه بمسؤولية عبر التوعية المضادة لفيروسات التطبيع، وجرائم الفكر الوهابي الذي يجند كل إمكانياته لخدمة الماسونية والصهيونية العالمية.
* إن “بعبع” أمريكا والعصا الغليظة قد ولىّ أدراج الرياح، فالنظام الأمريكي الذي كان يعتقد المنبطحون لرعونته أنه هو المتحكم بالعالم والقوة العظمى التي يجب الرضوخ لها – حسب رؤيتهم- هو الآن آيلٌ إلى الزوال، فالسحر انقلب على الساحر، وكما يقول المثل الشعبي اليمني “آخرة المُحَنَّشْ للحنشْ”، فمن أفعالها جاءها الويل، ونرى الآن ما يعصف بأمريكا من مظاهرات شملت الـ50 ولاية وفي كافة مدنها، ما يبشر بزوال النظام المتسلط الذي ينظر إلى شعوب العالم كالحشرات، ليس لهم قيمة ولا وزن، ولا يحق لهم التمتع بثرواتهم، فهي ملك لأمريكا وحدها.
* لقد صحا الشعب الأمريكي بعد أن رأى ما تمارسه حكومته عليه من ظلم وقهر وعنصرية، والشعب الأمريكي ليس له ذنب في ما يمارسه النظام الأمريكي ضد شعوب العالم، ولكنه كبقية الشعوب المضطهدة واقع تحت نير قوة وعنجهية السلطة، السلطة التي بدأت أركانها تتزلزل من تحت أقدامها وكراسيها..
* وحين تزول الهيمنة الأمريكية من العالم قد ينعم هذا العالم بالأمن والاستقرار والحرية مرة أخرى، شرط أن لا تعاود أذرع الماسونية لعبتها، وتصنع قُطبا عالمياً آخر تمتهن من خلاله الإنسانية، وتمارس عملها الذي تجيده وتبرع فيه “الإفساد في الأرض”، وهذا ما يجب أن نتنبّه له قبل حدوثه وأن نعمل على إحباطه، وبكل الوسائل المشروعة.

قد يعجبك ايضا