سلاح المقاومة ومطالب العملاء
عبدالفتاح علي البنوس
لا أعلم ما هو الخطر الذي يتهدد السعودية من سلاح حركات المقاومة الإسلامية ، في لبنان وفلسطين والعراق واليمن والذي يدفعها إلى تمويل المظاهرات في لبنان للمطالبة بسحب سلاح حزب الله ، السلاح الذي انتصر به لبنان على الكيان الإسرائيلي ، السلاح الذي استخدم إلى جنب سلاح الجيش اللبناني خلال عمليات تطهير الأراضي اللبنانية من دنس الجماعات التكفيرية الإجرامية على الحدود مع سوريا ؟!! السلاح الذي ظل وما يزال وسيظل صمام أمان للجمهورية اللبنانية وللشعب اللبناني على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والطائفية والمذهبية، ولم يحصل أن استخدم هذا السلاح في إقلاق الأمن وزعزعة الاستقرار في لبنان، ولم يوجه لاستهداف الأطراف اللبنانية التي لا تتوافق توجهاتها ومواقفها مع توجهات ومواقف حزب الله.
لماذا تنزعج السعودية من حزب الله وسلاحه، رغم أنه لا ضرر عليها منهما؟!! هم يدركون جيدا أن سلاح حزب الله يستهدف المحتل الإسرائيلي ويسخر لتعزيز أمن واستقرار لبنان ودعم حركات المقاومة الإسلامية في مواجهة الخطر الإسرائيلي، والكل يعرف أن الدعم السعودي للفوضى والمظاهرات في لبنان وسعيهم لإرباك المشهد اللبناني عقب تشكيل الحكومة يهدف إلى خدمة الكيان الإسرائيلي والذهاب نحو استهداف حزب الله بغية نزع سلاحه الذي يتهدد الكيان الصهيوني المحتل، الحليف القوي للنظام السعودي.
يعتبون على حزب الله الذهاب للقتال في سوريا ، ودعم حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ، وتعاطفهم مع مظلومية الشعب اليمني ، ويرون في ذلك انتهاكا وتدخلا سافرا في شؤون الدول سالفة الذكر ، في الوقت الذي لا يجد فيه آل سعود أي حرج في تدخلهم العسكري في البحرين ، و شنهم العدوان على اليمن ، والحرب على سوريا ، وتدخلاتهم السافرة في فلسطين والعراق وليبيا ومصر وتونس ، وتمويلهم الواضح والصريح لأعمال الفوضى فيها على مرأى ومسمع العالم أجمع ، وكأنهم الأوصياء على العرب والمسلمين ، في حين أنهم وكلاء إسرائيل وأمريكا في المنطقة ، وتحركاتهم عبارة عن ترجمة عملية للتوجيهات والأوامر الأمريكو إسرائيلية التي تستهدف كل حركات المقاومة ، وتوجه سهامها باتجاه محور المقاومة الذي يقف سدا منيعا أمام المشاريع الإمريكية والإسرائيلية التي تسعى لتمريرها وفي مقدمتها صفقة القرن والتطبيع والاعتراف بإسرائيل كدولة على حساب دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كلما هدأت الأوضاع في لبنان تحرك العملاء لنشر الفوضى ، وذهبت السعودية لضخ الأموال لإشعال الفتن والحرائق مستهدفة حزب الله والقوى الوطنية اللبنانية المتحالفة معه ، بعد أن أحجموا عن تقديم الدعم للشعب اللبناني ، فور نجاح حزب الله في الانتخابات البرلمانية ومشاركته في الحكومة ، يريدون القفز على الإرادة الشعبية اللبنانية لترضى عنهم إسرائيل وأمريكا ، لا يريدون شيعة في العراق ، ولا في البحرين ولا في لبنان ولا في اليمن ولا في أي دولة عربية ، يريدون فرض الفكر الوهابي المتطرف ، الذي يتكيف مع الأمريكي والإسرائيلي ولا يرى أي مشكلة في التقارب والتحالف والتعايش معه ، في الوقت الذي يصنفون فيه حركات المقاومة الإسلامية التي تدافع عن الأرض والعرض والمقدسات على أنها تنظيمات وجماعات إرهابية !!
بالمختصر المفيد: آل سعود يلعبون بالنار ، ولا يدركون أن الحماية الأمريكية الممنوحة لهم ، والإسناد الإسرائيلي لن تحميهم من الاحتراق بهذه النيران التي يشعلونها ، في لبنان وسوريا واليمن والعراق وليبيا والبحرين وغيرها من الدول خدمة لأسيادهم ، للظلم والظالم نهاية مهما استطال في ظلمه وصلفه وتسلطه ، والنهاية ستكون كارثية ومأساوية ، لقد استعدوا الجميع ، ودخلوا في خصومات ، وتورطوا في حماقات لا طاقة لهم على احتمال ومواجهة تداعياتها ، لم يتركوا لهم صاحباً، ولم يراعوا أي اعتبارات للجوار والإخاء ، خاصموا ففجروا في خصومتهم ، ومع سقوطهم القريب لن يجدوا من يتعاطف معهم ، وهم وحدهم من سيدفع ثمن كل هذه الجرائم والحماقات والفتن والأزمات والحروب والصراعات التي أشعلوها بمالهم المدنس.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.