الثورة نت / سبأ: كتب/ المحرر السياسي
تزايدت كراهية اليمنيين للإمارات المتحدة والسعودية جراء الدور التآمري الذي تقوم به هذه الدويلة وتلك المملكة لتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وسعيهما الدؤوب لضرب الوحدة اليمنية من خلال دعمهما لقطيع من المرتزقة عديمي الضمير والإحساس بالمواطنة تحت وهّم زائف يسمى “استقلال الجنوب”.
لقد أضحت الإمارات والسعودية بهذه السياسة القذرة العدو الأول لليمنيين وحتى العرب بصورة عامة لدورهما التآمري المشبوه ضد الشعوب العربية والإسلامية، والذي بلغ مداه في العديد من الدول العربية “سوريا وليبيا وفلسطين ولبنان والصومال والجزائر وغيرهما” ما يجعلنا نتساءل لمصلحة من تعمل الإمارات والسعودية كل تلك الأعمال غير الأخلاقية في المنطقة العربية ؟.
أصبح معلوماً أنهما تقفان وراء كل المؤامرات والأزمات والحروب التي تشهدها المنطقة العربية، مستخدمة في ذلك مخزون مالي مهول تنفذان به ما أٌوكل إليهما من قبل الاستخبارات الأمريكية والصهيونية من مؤامرات ودسائس.
وفي الواقع اليمني تلعب هاتان الدولتان لعبتهما القذرة لتمزيق البلاد وضرب وحدتها في الصميم وعودة التشطير مستخدمة في ذلك مجموعة من الدمى تسمي نفسها بالمجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ أجندتهما الخفية والمتمثلة في أطماع استعمارية في الأرض اليمنية وموقعها الإستراتيجي وجزرها الهامة وثرواتها المتعددة.
فمنذ اليوم الأول الذي شن ما يسمى بالتحالف بقيادة السعودية عدوانه على اليمن حذر العديد من العقلاء والقادة الوطنيين من أن المسألة ليست مسألة إعادة ما يسمى بالشرعية بل هناك أجندة وأطماع خفيّة للسعودية والإمارات في اليمن “جغرافيا وتأريخ وثروات” وهذا ما كشفت عنه الأيام وبات واضحا للجميع.
فالسعودية تريد ترتيبات أمنية على الشريط الحدودي مع اليمن بشروط مجحفة تمس السيادة الوطنية اليمنية وكذا الحصول على منفذ بحري لتصدير النفط عبر البحر العربي دون الخضوع للاتفاقيات الدولية التي تعطي دولة الممر 50 بالمائة من العائدات وغيرها من الأطماع، بينما يكمن هدف الإمارات في السيطرة على موانئ اليمن الثلاثة عدن والحديدة والصليف وحرمان اليمن من عائدات تلك الموانئ بالإضافة إلى أطماعها في أرخبيل سقطرى.
الإمارات والسعودية دولتان بلا تاريخ وبلا حضارة .. ويشعران بعقدة النقص عندما ترى بقية الدول العربية ذات تاريخ مجيد وحضارات عظيمة أسهمت في رفد مسيرة الحضارة الإنسانية بإسهامات جليلة وكبيرة .. فالسعودية قامت كدولة في ثلاثينيات القرن الماضي بينما ما تسمى الإمارات برزت إلى الوجود في السبعينيات من القرن الماضي.
دولتان لقيطتان شاءت الأقدار أن تحتكما على مخزون مالي مهول، وبدلا من تركيزهما على المستقبل ونسيان الماضي غير الموجود أصلا أصبحتا تتصرفا بتلك الثروة بجنون وعدم اتزان .. تصرفات تجافي العقل والمنطق السليم للهروب من عقدة النقص التي تعانيان منها.
و لتنفيذ أجندتهما الخبيثة في اليمن، تسعى السعودية والإمارات بصورة مدروسة لتجزئة البلاد إلى كيانات هزيلة وضعيفة يقودها أشباه الرجال، دمى متحركة تنفذ أجندة السعودية والإمارات .. لكن بلد كالجمهورية اليمنية تضرب جذورها في أعماق التاريخ سادت فيها حضارات متعاقبة خلال حقب تاريخية عديدة لا يمكن أن تكون لقمة سائغة لكيانين بلا تاريخ وبلا جذور .. ولنا مع التاريخ لموعد لنرى كيف ستتعامل الحكمة والقوة اليمنية معهما.