مواقف السيد عبدالملك الحوثي تُقلق الصهاينة ، ومبادرته بإطلاق الأسرى السعوديين تعكس الموقف الأصيل للشعب اليمني وقائده
قيادات في فصائل المقاومة الفلسطينية لـ”الثورة “: القدس درب الشهداء ، وعنوان لوحدة الأمة.. ويوم القدس العالمي منطلق لتوحيد الرايات والميادين والساحات
يحل علينا يوم القدس العالمي هذا العام والذي يصادف اليوم، آخر جمعة من رمضان المبارك ، متزامنا مع مرور الذكرى الـ72 للنكبة ، وفي ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر كبيرة تتمثل في التآمر الأمريكي والعربي لتصفية الحقوق الفلسطينية وتهويد القدس ، إضافة إلى الاستشراس اليهودي في احتلال مزيد من الأراضي والتنكيل بالفلسطينيين ، كما أن الانكشاف للمواقف العربية بين من يهرول نحو إسرائيل متحالفاً معها ومصطفاً ضد فلسطين متآمراً عليها وعلى القدس والمقدسات شاهراً سلاحه ضد شعوب الأمة وأحرارها ، وبين من يقف بسلاحه إلى جانب الحق والقضية ويقاتل ويستعد لأن يقاتل ويضحي إلى جانب المقاومة الفلسطينية ، منطلقاً من اعتقاد بالواجب الشرعي والمسؤولية الإيمانية في جهاد اليهود والتصدي لهم .. يتحدث للثورة قيادات في فصائل المقاومة الفلسطينية عمَّا يعنيه إحياء يوم القدس العالمي مع تمايز المواقف وانكشاف الخيانات الخليجية.. بالهرولة نحو الصهاينة ، وبما يمثله يوم القدس العالمي من أهمية ولما له من دلالات جامعة تعيد الأمة إلى قضيتها الحقيقية.
اعد المادة للنشر /يحيى الضلعي
يعكس يوم القدس العالمي مشهداً لتحرك جامع ومن ساحات وميادين وبلدان إسلامية عديدة.. ألا يمكن أن ينطلق منه عملياً نحو توحيد ساحات الجهاد والمقاومة وراياتها وشعاراتها وشهدائها حتى.
واقع ميداني يوحد الشعوب والمقاومة في معركة واحدة ضد الصهاينة ، يؤكد أعضاء في المقاومة الفلسطينية أنه بات من الضروري وحدة الأمة في مواجهة العدو الصهيوني والتصدي لصفقة القرن المشؤومة ، ووضع استراتيجية شاملة للمواجهة ، وفي هذا السياق يشيرون إلى دعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي إلى تشكيل غرفة عمليات وقيادة معركة موحدة وإلى دعم وإسناد المقاومة بالسلاح والمال.. وإلى توحيد المعركة ، ويرون أنها الحل المطلوب اليوم.
وحول تعاظم الأخطار الصهيونية التي تتهدد الأمة ، وما يتعرض له اليمن لعدوان همجي غاشم منذ أعوام تشنه دول وكيانات وممالك وأنظمة هي في الأساس ضمن المحور الصهيوني علاوة على المشاركة الإسرائيلية في العدوان وما يحمله أيضا من مصالح صهيونية ، يرون بأن العدوان على اليمن ليس بمعزل عن الاصطفافات الصهيونية في المنطقة ، ويؤكدون بأن الشعب اليمني يخوض معركته الكبرى ويقدم الآلاف من الشهداء وهدفه وغايته هو تحرير القدس وفلسطين.
الدكتور وليد محمد علي- رئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية:
يوم القدس العالمي مناسبة تجدد حياة الأمة وتحيي وحدتها
يؤكد الدكتور الفلسطيني وليد محمد علي أن على الجميع إدراك دلالات وإمكانيات يوم القدس العالمي التي يوفرها لمسيرة المقاومين، وأن علينا أن نفكر أولاً، في اللحظة التي أطلق فيها هذا اليوم، وما الدروس التي كانت تتوجه في العالم العربي والعالم الإسلامي وتحيط بقضية فلسطين، قبيل إطلاق يوم القدس العالمي، وقبيل انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
ويضيف:(كان توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي أخرجت مصر من الصراع، ورفع الصهاينة وأسيادهم وأتباعهم آنذاك شعار «لا حرب بدون مصر، ولا سلام بدون سوريا»، أي أن العرب لا يستطيعون الحرب مع هذا الكيان الذي أُغرق بالسلاح حتى أقصى ما يمكن، وكذلك لا خيار إلا خيار السلام، وأن توقعه سوريا على طريقة ما وقع أنور السادات، جاء انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وأعلن الإمام الخميني يوم القدس العالمي في هذه الأجواء، ولا يجب أن ننسى بُعيد إعلان هذا اليوم بفترة من الزمن أُعلن ما عرف بمبادرة ……… والمشاريع التي قدمت من آل سعود بالتسوية والاعتراف بالعدو الصهيوني في قمة فاس وفي غيرها، فساد جو وكأن القضية الفلسطينية لا خيار أمامها إلا السقوط ،وجاء يوم القدس العالمي للإعلان أن هناك أملاً، وهناك أمور أمام هذه الأمة، وأمام شعب فلسطين، فأطلق الإمام الخميني يوماً، يوم القدس العالمي كيوم لوحدة المسلمين والمستضعفين على طريق تحرير القدس واستعادته)..
ويشير وليد محمد إلى أنه جاء إطلاق هذا اليوم وكأن الإمام يرى الظروف التي ستحيط بالأمة الإسلامية، وستحيط بالقضية الفلسطينية في قادم الأيام، واستشراف الفكر المنفتح على عمق إلهي طاهر، فكان أن حدد يوم وحدة المسلمين كيوم للقدس، يوم تتوحد فيه الطاقات؛ لأنه كان يدرك أن القادم من الأيام سيحمل العديد من المشاريع والمخططات لخلق صدام بين المسلمين ببعضهم، ليستغل بعض حكام النظام العربي، في محاولة لشق الصف لإراحة العدو لفرض آليات لتصفية قضية فلسطين كمدخل لإضفاء الهيمنة الغربية الإمبريالية على المنطقة العربية، لافتاً إلى أنَّ الإمام كذلك كان يرى أن قادم الأيام سنشهد فيها موجات للمصالحة مع العدو، أو ما يسمى منذ زمن تطبيعاً مع العدو الصهيوني الذي يعني أو أكثر ما يعني القبول بأساطير العدو، القبول بتزييف العدو وسرقته للأرض وللتاريخ، بل للمعتقد أيضاً.
ويشير إلى أن العدو الصهيوني يشترط الآن للقبول بأي تسوية مع العرب،للاعتراف به كدولة يهودية، ومعنى الاعتراف به كدولة يهودية عاصمتها القدس، هو الاعتراف بأساطيره المؤسسة، وأنه هو صاحب الحق في أرض فلسطين، وهو صاحب الحق في القدس، والاعتراف باليهود كشعب رغم أنهم من عدة شعوب، ولا يجمعهم إلا هذا المعتقد الشكلي؛ لأن الكثير منهم علمانيون ملحدون لا علاقة لهم حتى بهذه المعتقدات.
ويعتبر الأستاذ وليد محمد علي أن يوم القدس العالمي الذي أطلق من قائد لهذا التجديد الإسلامي، هو تجديد حياة الأمة، إذ أننا نشهد الآن ومنذ سنوات أنه بدأ كركيزة لتحرك أجزاء كبيرة من أبناء هذه الأمة، تحرك يُحرك ضمائر الشعوب، يُحرك لهفتها نحو القدس، وحماستها لها، وأن هذا اليوم بات يتسع باستمرار ويتمدد باستمرار، وهو على طريق أن يصبح يوماً فعلياً لوحدة الأمة، ووحدة لشركاء وأحرار الأمة الذين سيزداد عددهم وعدتهم على طريق تحرير فلسطين، مؤكداً أن يوم القدس العالمي سيشكل يوماً لوحدة المسلمين وتقدمهم، وقدرتهم على تحرير القدس وكل فلسطين.
من يعتدون على اليمن ينفذون أجندات أمنية واستراتيجية صهيونية
وفيما يخص العدوان على اليمن أكد وليد محمد علي أن هذا العدوان يأتي بلا شك ضمن سياق أهداف المشروع الصهيوني، مضيفاً بأنه يجب أن لا ننسى التخوف الشديد لقادة الكيان الصهيوني من وجود أي حركة ثورية في اليمن، ويعتبره يشكل خطراً حقيقياً على المشروع الصهيوني برمته ، ويضيف 🙁 العدوان على اليمن يتم بإرادة أمريكية إمبريالية، وبتنسيق مع العدو الصهيوني، وهدفه الأساسي هو حماية الكيان الصهيوني، وحماية اغتصاب فلسطين، واغتصاب القدس، والسيطرة عليها).
ويشير الأستاذ الفلسطيني إلى أن من يقومون بالعدوان على اليمن هم مجرد خدم وأتباع للمشروع الصهيوني، وللعدو الاستعماري الإمبريالي، موجهاً تحية إجلالٍ وإكبارٍ للشعب اليمني البطل الصامد المقاوم الذي حوَّل نقاط ضعفه إلى نقاط قوة، وحوَّل رصيده التاريخي والحضاري إلى أسلحة لمواجهة هذا الطغيان، مبيناً أن الشعب اليمني الذي في عز ظروفه الصعبة كان من أكثر الشعوب وقوفاً إلى جانب فلسطين، وقوفاً إلى جانب الحق، وقوفاً إلى جانب القدس.
التحية للشعب اليمني وقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي
ويختتم رئيس مركز باحث للدراسات حديثه للثورة بتوجيه التحية للشعب اليمني الأصيل، ولأنصار الله وللثورة اليمنية وقائد مسيرتها السيد عبدالملك الحوثي، مضيفاً بأن دعوة السيد عبدالملك –حفظه الله- جاءت بمكانها، فيوماً بعد يوم تعي الأمة، ويعي أبناء الأمة، أن أمامهم خيارين: إما الكرامة والسؤدد والعزة، أو خيار الذل والخضوع لهذا العدو العنصري الذي لا يعترف بأي حق لهم، ولا أي كرامة لهم ولا أي عزة، حيث أن هذا الوعي يؤثر في سبيل التفاف الأمة حول قضية فلسطين، وقضية القدس، فإذا ما التفت الأمة حول قضية فلسطين، وقضية القدس، هي قادرة على تأمين كل مستلزمات الكفاح لهذا الشعب الفلسطيني وللشعوب العربية، وعلينا أن نتذكر أن الشعب الفلسطيني لا زال يقاوم هذا العدو منذ أكثر من مائة عام عملياً بلحمه الحي، وإن تأمنت له بعض الإمكانيات العملية والقوية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
علي فيصل- عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين:
القدس..هي القضية الجامعة التي يجب أن تتوحد الأمة حولها
يرى الأستاذ علي فيصل بأن وحدة الأمة في مواجهة العدو الصهيوني باتت ضرورية «ولا يمكن لشعوبنا العربية والإسلامية أن تتوحد على قضية جامعة أكثر من توحدها حول القدس وما تعنيه من قضية تستحق أن نتوحد ونضحي من أجل تحريرها وعودتها حرة عزيزة إلى أهلها، والقدس لم تكن عاملاً موحداً للشعب الفلسطيني والشعوب العربية فقط ، بل ولشعوب العالم في رفضها لقرار الرئيس الأمريكي وأيضاً رفضها لسياسة الابتزاز المالي التي تمارسها الولايات المتحدة».
ويرى أنه بات مطلوباً اليوم وضع استراتيجة مقاومة على مساحة الأمة وفي كل مواقع النضال والمقاومة على امتداد المنطقة وشعوبها في الاقليم، ودعوة الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها لجهة تحويل مواقفها إلى خطوات عملية للدفاع عن القدس وصون عروبتها ومكانتها الفلسطينية عبر سياسات تتصادم مع السياسات الأمريكية الإسرائيلية، فنحن نعتقد أن بيد الدول العربية والإسلامية من أوراق الضغط السياسي والمالي والاقتصادي ما يُمكّنها من ردع العدوان الأميركي، لذلك المطلوب اليوم تفعيل هذا الضغط ليرتقي إلى مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق العرب والمسلمين في الدفاع عن مدينتهم المقدسة ضد العدوان الأميركي – الإسرائيلي.
وبيّن في سياق حديثه أن قضية تحرير فلسطين من المحتل الصهيوني وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين الشعب الفلسطيني الصامد في أرضه هي مسؤولية جميع الشرفاء، موضحاً بأن كل دعوة صادقة لتوحيد جهود الأمة تحت راية تحرير فلسطين هي دعوات مرحب بها وتلقى من جانب كل الفلسطينيين الإشادة والتقدير ، ويقول في هذا الصدد (الدعوات الدائمة من السيد عبدالملك الحوثي لدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح هي دعوات تعكس معدن الشعب اليمني الأصيل الذي كان دائماً داعماً لشعبنا وقدم الكثير من التضحيات في الدفاع عن القضية الفلسطينية، لذلك نحن نجدد الدعوة لشعوب أمتنا العربية والاسلامية إلى نبذ كل الانقسامات والتوحد في معركة تحرير فلسطين وعاصمتها مدينة القدس، وغير ذلك فإن التاريخ سيسجل بأحرف من نور لكل من وقف مدافعاً عن فلسطين وشعبها وقدم التضحيات من اجلها).
العدوان على اليمن صهيوني بامتياز
وعما يتعرض له اليمن من عدوان همجي غاشم منذ أعوام تشنه دول وكيانات وممالك وأنظمة هي في الأساس ضمن المحور الصهيوني علاوة على المشاركة الإسرائيلية في العدوان وما يحمله أيضاً من مصالح صهيونية، وخوض اليمنيين معركتهم الكبرى مقدمين الآلاف من الشهداء وظلت القدس وفلسطين قضيتهم وتحريرها غايتهم الأولى، وما هي رسالته للشعب اليمني في هذه المناسبة ولأسر الشهداء وللأبطال في الجبهات ، تحدث علي فيصل قائلاً:(لقد أكدنا في بداية الحرب على اليمن، أن أي سلاح عربي لا يوجه ضد العدو الإسرائيلي هو سلاح فتنة، وأي حرب عربية عربية هي حرف لبوصلة الصراع باعتباره صراعاً ضد عدو احتل فلسطين وأراضي عربية ولديه أطماع كبيرة في أراضي وخيرات وثروات الدول العربية، وبالتالي مثل هذه الحروب لا يمكن أن تخدم إلا العدو الإسرائيلي وحلفاءه الذين يسعون إلى حروب عبثية تتنقل بين الدول العربية لتبقي العدو إسرائيلي قوياً متفوقاً على الجميع).
ويقول فيصل:( اليوم لا يمكننا إلا أن نقدر بأن الشعب اليمني الأصيل ورغم ما يعيشه من حروب وتدمير وأوضاع اقتصادية وإنسانية غاية في الصعوبة، إلا أن فلسطين ما زالت حاضرة بقوة في فعالياته السياسية والشعبية والإعلامية اليومية، في وقت تتصاعد فيه عمليات التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي)..
ويضيف في حديثه لـ”الثورة ” أن الحرب في اليمن ليست حربا معزولة عن المشروع الأمريكي للمنطقة، وقد شكلت صفقة ترامب – نتنياهو اختراقاً هاماً بانعقاد ورشة المنامة في يونيو في العام الماضي، وكانت هذه الورشة بالنسبة للاحتلال فرصة لإحداث اختراق في العلاقات الإسرائيلية مع بعض الأنظمة العربية، التي انتقلت من الحالة السرية، إلى ترسيم العلاقات مع إسرائيل، وبدأت نتائجها تطل برأسها في الزيارات الإسرائيلية لعواصم الخليج، والحديث عن مشاريع تنموية وتقنية ودفاعية مشتركة، في إطار تعزيز ما بات يعرف بالحلف الأمريكي الإسرائيلي الرجعي العربي، في مواجهة «الخطر الإيراني» على مصالح المنطقة، وبدأت دولة الاحتلال مؤخراً تمهد لهذا الأمر بالدعوة إلى تحالف عسكري استراتيجي – إسرائيلي – أميركي يشكل المحور للحلف الإقليمي.
يوم القدس مناسبة يمكن الانطلاق منها لتوحيد معركة الأمة ضد أعدائها
ويؤكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، أن يوم القدس العالمي ليس مجرد مناسبة كغيرها من المناسبات، بل هو محطة تجدد فيها كل الأمة التزامها بالقدس، كقضية وشعب، وقال فيصل ( مع التقدير العالي للإمام الخميني الذي جعل من القدس قضية كل الشعوب الإسلامية لها تشد الرحال ومن اجلها تضحي الأمة، فهذا اليوم هو لتذكير العالم بالقدس وبضرورة تحريرها من يد المحتل الصهيوني، وهو ما يجعل القدس حاضرة دائماً في فكر وعمل شعوبنا العربية والإسلامية)..
ويشير عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى أن اليوم لا يمكن أن نتحدث عن القدس خارج إطار ما يتهددها من مخاطر وآخرها الاعتراف بالقدس كعاصمة للعدو الإسرائيلي، غير أن هذا الاعتراف بالنسبة لنا، لن يغير من حقيقة أن القدس كانت وما زالت وستبقى فلسطينية، عربية وإسلامية، حرة وعصية على الاحتلال والمحتلين، مضيفاً بأن إجراء الإدارة الأمريكية ليس منافياً ومناقضاً للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة، وليس تعدياً على حقوق شعب اعترف العالم بنضاله وبحقه في العيش حراً كبقية شعوب الأرض فقط، بل يمثل جريمة حرب موصوفة وجب محاكمة مرتكبها، لأن حقوق الشعوب ليست ملكاً لترامب أو غيره كي تُمنح لكيان إرهابي.
ويلفت إلى أن الادارة الأمريكية بعدوانها الجديد على القدس وعلى الشعب الفلسطيني تكون قد أماطت اللثام عن وجهها الحقيقي، وبالتالي فإن الجهد إزاء مدينة القدس، يتلخص أولاً وقبل كل شيء، في تحريرها من الاحتلال والاغتصاب والتهويد، وإعادة الاعتبار لوجهها العربي الفلسطيني، ولمقدساتها الإسلامية والمسيحية، ورفع علم فلسطين في سمائها.
رامز مصطفى- عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
يوم القدس العالمي فرصة لتصويب بوصلة الأمة
في حديثه للثورة ضمن استطلاعها الموسع مع قادة فصائل المقاومة يوجه رامز مصطفى في بداية حديثه آيات التقدير والاحترام والترحم على روح مطلق نداء يوم القدس العالمي سماحة الإمام الخميني- رحمه الله، هذا النداء الذي جاء بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران بستة أشهر في العام ١٩٧٩، ليعيد البوصلة إلى الاتجاه الصحيح بعد أن أخرجت المقبور السادات مصر من دائرة الصراع العربي الصهيوني عندما وقع اتفاقات كامب ديفيد.
ويرى أنه في الوقت الذي بدأت فيه نظم رسمية عربية تتحفز لتحذو حذو السادات كانت إيران ومرشد ثورتها الإمام الخميني رحمه الله يشكل للقضية الفلسطينية ومقاومة أبنائها الرافعة، حيث مثلت خطوة إغلاق سفارة الكيان الصهيوني في طهران، ووضع مكانها سفارة لفلسطين العلامة الفارقة في تكيف إيران مع فكر مرشد ثورتها الإمام الخميني -رحمه الله- من خلفية أن الكيان هو غدة سرطانية يجب اجتتاثها والولايات المتحدة الأمريكية قوة الاستكبار العالمي التي يجب مواجهتها ومشروعها الكيان الصهيوني.
ويشير مصطفى إلى أن التمايز بين إيران وتلك النظم التي ناصبتها العداء مبكراً جاء عندما حرضت ومولت حرب صدام حسين ضدها على مدار ٨ سنوات، وهذا مرده من هلع قد أصاب تلك النظم وتحديداً الخليجية من انتقال عدوى الثورة لدولها، لذلك عمدت إلى مزيد من الالتصاق بأمريكا والانفتاح التدريجي على الكيان، وصولاً إلى ما نشاهده من عمليات تطبيع واسعة حد التحالف مع الكيان تحت ذريعة مواجهة ما يسمى بالخطر الإيراني وتهديداته.
ويؤكد مصطفى للثورة على أن يوم القدس العالمي يمثل الفرصة لتلاقي أبناء الأمة وتوحدهم لمواجهة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، وبالتالي فرصة لإعادة تصويب البوصلة بعد محاولات الرجعيات العربية حرفها عن مسارها وسياقها الطبيعي في أن الكيان هو العدو الأوحد لأمتنا، في خطوة استبدال أولويات الصراع في المنطقة، استجابة لاملاءات أمريكية وتساوق فاضح مع ما يسمى بصفقة القرن الصهيو أمريكي ، ويضيف 🙁 بالتأكيد لقد عكس يوم القدس العالمي وإحيائه في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك إرادة هذه الأمة في قدرتها على توحيدها وتلاقيها حول قضية القدس، وبالتالي ما نشاهده اليوم على امتداد ساحات المقاومة من فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران إنما يدلل اليوم وأكثر من أي وقت مضى على توحيد جغرافيا المقاومة، وهذا ما يجعل الارتباك واضحاً لدى الإدارة الأمريكية وحلفائها وأدواتها الوظيفية من دول البترودولار وأنظمتها الرجعية، وما إقدام الرئيس ترامب على تغطية جريمة اغتيال القائد الجهادي الكبير اللواء قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس إلا الدليل على هلع وفزع الإدارة الأمريكية مما حققه محور المقاومة على مختلف الجبهات، وهذا ينطبق تماماً على الكيان الصهيوني الذي يعاني من أزمة وجودية تؤسس إلى حتمية زواله عن أرض فلسطين، ويرونه بعيداً ونراه قريباً إن شاء الله بفضل وبركة وتضحيات الشرفاء من أبناء أمتنا).
مبادرة السيد عبدالملك الحوثي بمبادلة الأسرى السعودية لإطلاق المعتقلين الفلسطينيين تؤكد أن الرايات قد توحدت ، وهذه المواقف تشكل حالة ذعر لدى كيان الاحتلال الصهيوني
في سياق حديثه للثورة يقدم رامز مصطفى آيات التبريك إلى السيد عبد الملك الحوثي وإخوانه على ما يحققونه من انتصارات على قوى العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني على مختلف الجبهات، مشيداً بالدعوات المتكررة والمشكورة للسيد القائد في جميع المناسبات في دعواته الواضحة بإعلان الانحياز والانتصار للقضية الفلسطينية ومقاومتها البطلة، بدليل ما تشهده عليه الساحات والميادين اليمنية في صنعاء وصعدة وغيرها التي تغص بعشرات الآلاف من أبناء اليمن الشقيق نصرة للقدس وفلسطين، لتأتي المواقف المعلنة للسيد عبد الملك الحوثي في أن اليمن لن يتخلف عن معركة المواجهة مع الكيان الصهيوني مما ترك وشكل حالة من الذعر لدى الكيان الصهيوني ومستوطنيه، وبالتالي المبادرة الكريمة التي أطلقها السيد الحوثي في استعداد أنصار الله والجيش اليمني لمبادلة الأسرى السعوديين بما فيهم طيارين وتسعة ضباط سعوديين ، مقابل إطلاق المعتقلين الفلسطينيين الذين يوقفهم نظام آل سعود، مجدداً تأكيده أن يوم القدس والتوحيد تحت مظلته يمكن أن يوحد ساحات المواجهة وهي قد توحدت.
القدس درب شهداء الشعب اليمني
يختم رامز مصطفى حديثه بالقول:(في يوم القدس العالمي ننحني إجلالاً وإكباراً أمام تضحيات الشعب اليمني، الذي يواجه بشجاعة منقطعة النظير قوى العدوان السعودي وحلفائه وداعميه ومؤيديه منذ ٥ سنوات وحتى الآن، ورسالتنا هي أن أبناء فلسطين كانوا وسيبقون معكم وإلى جانبكم فمعركتنا وصراعنا هي معركتكم وصراعكم، فالمعركة واحدة والعدو واحد، ونكبر فيكم أنه وعلى الرغم من انخراطكم في معركة الذود عن اليمن، فقد عبرتم عن أصالتكم، في تحشدكم بالساحات والميادين نصرة لفلسطين رافعين رايتها هاتفين الموت لأمريكا والموت لإسرائيل).