رغم العدوان والحصار ومؤامرات العرب والعجم:

الشعب اليمني يتصدَّر المدافعين عن القدس والقضية الإسلامية

 

 

في ظل المسيرة القرآنية تزايد تأثير الموقف اليمني الداعم لفلسطين
إشادات من شرفاء العالم بمواقف اليمنيين في مواجهة المشروع الصهيوني
نصرالله: الشعب اليمني رغم آهاته وجراحاته يبقى المدافع الأول عن الأمة ومقدساتها

الثورة /إبراهيم الاشموري

 

 


كان الشعب اليمني منذ عقود طويلة في طليعة شعوب الأمة العربية والإسلامية الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية .
موقف اليمنيين من القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المبدئي والثابت وإن خبا بريقه قليلا في العقدين الماضيين بفعل تماهي وارتهان الأنظمة السياسية الحاكمة في تلك الفترة ، لكنه عاد مؤخرا اكثر قوة وعنفوانا وصار في ظل المسيرة القرآنية المباركة اكثر قوة وتاثير أو فاعلية وبات يثير رعب وهلع الصهاينة وأسيادهم في واشنطن وخدامهم من انظمة الذل والعار والخيانة في منطقتنا العربية، لذلك كانت المؤامرات والمخططات الخبيثة تحاك على اشدها لإطفاء جذوة هذه الصحوة العظيمة وواد المسيرة القرآنية ومشروعها الايماني الكبير في المهد وشنت دول الاستكبار والطغيان في عالم اليوم اكبر واشرس عدوان في التاريخ الحديث لكن تلك الهجمة الكونية لم تفلح وهي تعيش عامها السادس في تحقيق أي من أهدافها الشيطانية وإذا باليمن وشعبه العظيم رغم آثار وتداعيات العدوان والحصار يتصدر المشهد ويتقدم صفوف الأمة دفاعا عن القدس وفلسطين وتجلى ذلك في أوضح صورة في فعاليات يوم القدس العالمي (آخر جمعة من رمضان” خلال السنوات القليلة الماضية ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن شعب عظيم لا تزيده المحن والشدائد إلا ثباتاً وتمسكا بحقوقه ومقدسات أمته وحقوقها المشروعة والعادلة
القضية الأولى
تعد القضية الفلسطينية هي القضية القومية للشعب اليمني .. ومن هذا المنطلق لم يكن خروجه في كل مناسبة يوم القدس العالمي من كل عام إلا تعبير عن أن القضية الفلسطينية تعني له الكثير كشعب عربي مؤمن بأن احتلال فلسطين واقتطاع جزء من الخارطة العربية امتهان للكرامة العربية، هذا التوجه القومي واجهته السعودية اكثر من عشرين عاما، ابتداء من إعلان عدائها للأحزاب القومية مطلع سبعينات القرن الماضي، مرورا بتورطها باغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي عام 1977م وصولا إلى تكفير التيارات القومية في ثمانينيات القرن الماضي، ولم تتوقف الكتب والمؤلفات السعودية التي تكفَّر هذا التوجه حتى اطمأنت إلى تلاشي صوته وتحكمها بالمسار السياسي على مدى عشرين عاما.
كما أن مشاركة الشعب اليمني في مسيرات يوم القدس العالمي خلال السنوات الماضية كان لها طابعها ومكانتها وتأثيرها على مستوى العالم كونها تأتي واليمن يمر بعدوان ظالم دخل عامه السادس من قوى الاستكبار الصهيونية العالمية أمريكا وإسرائيل وأدواتها من الأنظمة العربية العملية.
وهناك أهمية كبيرة لأحياء هذه المناسبة السنوية كي تتجذر لدى عقول الصغار والكبار لأنها قضية متآمر عليها من اليهود ومن بعض المسلمين فلابد من التمسك بإحياء مناسبة يوم القدس العالمي حتى يتم تحرير كل شبر من الأراضي العربية المحتلة من دنس اليهود.
وتزايدت أهمية أحياء مناسبة القدس العالمي وتزايدت الحاجة الملحة للأٔمة إليها مع المستجدات والتطورات المتلاحقة لمواجهة السعي الحثيث والمستمر لأبعاد الأمة عن الاهتمام بقضيتها المركزية كما إن يوم القدس العالمي هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس، ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم من كل عام في بعض الدول العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم.
استعادة هوية الأمة
اليمن اصبح اليوم جزءاً أساسيا في عملية استعادة هوية الأمة وإعادة رسم مستقبلها، واصبح بإمكان كل مواطن يمني مهما كانت بساطته ومكانته، المساهمة في نصرة قضايا الأمة في اطار مشروع عملي يراكم الإنجازات ويسهم في تحمل جزء كبير من العبء الذي يثقل كاهل القوى الشريفة في الأمة.. كما يخفف من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا.
لقد ظلت القدس المحتلة والقضية الفلسطينية في المرحلة السابقة في اليمن مقتصرة على جمعيات خيرية وصناديق لجمع التبرعات لفلسطين لا أقل ولا أكثر، أما كمسيرات وتظاهرات تضامنية فلم تكن سوى على هامش بسيط بسبب توجه الدولة وموقفها من القضية الفلسطينية المشابه لموقف معظم الأنظمة.. الفارق اليوم كبير جدا، فالمشاركة الشعبية والسياسية الكبيرة جداً في يوم القدس العالمي هو تعبير عن أن القضية الفلسطينية تعني له الكثير، ويؤكد التحول الكبير على المستوى السياسي، وتوجه الدولة وموقفها من القضية الفلسطينية، ومن الصعب أن يجد الشعب اليمني نفسه ضمن محور يسعى للتطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي أو حتى السكوت عن هذا المحور، فضلا عن الدفاع عنه أو التماهي والقتال تحت رايته، ما يجعل السعودية اكثر عدوانية وانتقاما من هذا الشعب، فهي قد أنفقت مليارات الدولارات في دعم مراكز تعليم ومساجد وتيارات دينية ومجاميع سلفية، وصولا إلى بناء مشيخات وساهمت في إيصالهم إلى اهم مراكز الدولة.
تجسيد الحق
يبقى يوم القدس العالمي تجسيداً عملياً للحق وتمييز الحق من الباطل في زمن غارق في الفتن المذهبية والتضليل الإعلامي، هو البرهان على عدالة قضايا الشعوب التي لم تمنعها آلامها، عن الدفاع عن قضية المسلمين الأولى، وهو ما بدا جلياً في المسيرات التي كانت ولازالت تعم شوارع اليمن الجريح في يوم القدس العالمي، والتي رفعت شعار “رغم العدوان فلسطين قضيتنا الأولى”.
مناسبة ثورية
باتت القضية الفلسطينية حالة شعبية ثابتة لدى أبناء الشعب اليمني، وشهدت اهتماما متزايدا قل نظيره في أي بلد عربي مسلم؛ وذلك من خلال الأنشطة المتعددة لشعب الإيمان والحكمة، والحضارة والتاريخ، بدءاً بيوم القدس العالمي، ومرورا بسلسلة الفعاليات والندوات المختلفة المدافعة عن الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وانتهاء بالتظاهرات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة، وحملة التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني؛ رغم ما يمر به الشعب اليمني من ظروف وأوضاع صعبة واستثنائية جراء استمرار العدوان الأمريكي السعودي وما يفرضه من حصار منذ ما يقارب ستة أعوام.
فيوم القدس العالمي في اليمن اصبح مناسبة ثورية تشهد زخما شعبيا تفضح وتحرج كل عملاء دول الاستكبار، لاسيما بعد العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، والفضائح التي كشفها هذه العدوان في مواقف بعض الدول العربية وعلاقاتها المباشرة مع العدو الإسرائيلي وحجم التآمر الصهيوأمريكي على اليمن .
وفي الوقت الذي غابت القضية الفلسطينية عن الشارع العربي وإعلامه المهترئ غيابا متعمدا، ظلت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في وجدان الشعب اليمني، كقضية مركزية، وموقف مبدئي وثابت لا يمكن التراجع عنه قيد أنملة، بل تشكل القضية الفلسطينية هدفاً جوهرياً لليمنيين، ومنطلقاً أساسياً ورئيسياً لحل مشكلات الأمة العربية والإسلامية.
دوافع العدوان السعودي
وليس بخاف على أحد دوافع العدوان السعودي الأمريكي الذي دخل عامه السادس والتي تتمثل في معاقبة الشعب اليمني على إصراره على نصرة القضية الفلسطينية، ويمكن تأكيد ذلك بسهولة من خلال مشاركة العدو الإسرائيلي والأمريكي في هذا العدوان؛ وعلى العكس تماماً، لم ينجح العدو انفي تحقيق هدفه؛ بل تزايدت حالة السخط الشعبي اليمني على العدو الإسرائيلي، واقتنع الكثير من اليمنيين بصوابية التمسك بالقضية الفلسطينية كقضية العرب والمسلمين الأساسية.
وعلى الرغم من كل ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار جائر وكل ما يترتب على ذلك من معاناة إنسانية وصحية صعبة أدت إلى فقدان الكثير من المقومات الأساسية للحياة الطبيعية والسليمة، وساهمت بتدمير الكثير من البنى التحتية للدولة المدنية في اليمن وانتشار المجاعة والأوبئة والأمراض على نطاق واسع وغير مسبوق في العالم باعتراف العديد من المنظمات الأممية والدولية والحقوقية، لا يتردد اليمنيون في الوقوف ورفع كلمة الحق بوجه كل طغاة العالم والمنطقة عند كل محطة توجب ذلك، فنرى الشعب اليمني ينزل إلى الساحات والميادين معلنا حضوره إلى جانب شعوب المنطقة والأمة ونصرة للقضايا المحقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ورفض كل المؤامرات والمخططات التي تحاك لتصفيتها وإنهاء حقوق الشعب الفلسطينية والتنديد بالقرارات الأمريكية التي اعتبرت القدس المحتلة عاصمة لكيان العدو ونقلت السفارة في الكيان الغاصب إلى القدس إلى جانب ما يسمى بصفقة القرن .
تسخير الامكانيات لخدمة فلسطين
هذه المواقف البطولية للشعب اليمني تنسجم مع الجهود العسكرية التي تذلها القيادة اليمنية في الجيش واللجان الشعبية عبر تخريج دورات عسكرية تحت اسم فلسطين والقدس، ما يؤكد ان القدرات اليمنية في مختلف المجالات هي في خدمة القضية الفلسطينية وان السلاح هدفه الأساس هو التوجه لصدر العدو الأول للامة والمتمثل في العدو الإسرائيلي، وما الحروب التي تحاول تدمير هذا السلاح كالعدوان السعودي الامريكي الاماراتي على اليمن سوى إحدى الأساليب لإلهاء الشعب اليمني الحر عن قضية فلسطين وعن العدو الذي اغتصب ارضها، حيث يعتقد بعض الحكام انه بهذه الطريقة يمكن اخراج اليمن من أن يكون حاضراً على الساحة العربية والإسلامية، لكن الرد دائما يكون يمنيا حكيما وواعيا وثابتا في ساحات القتال وساحات السياسة والنضال، بأن اليمن مهما زادت جراحه لا ينشغل عن قضايا أهله وأخوته أيا كانت هوية السيوف التي تطعنه بالظهر سعودية أو اماراتية أو غيرها.
أنظمة الخليج وبيع فلسطين
والحقيقة ان هذه المواقف اليمنية مقابل المواقف المهينة لأنظمة الخليج بحق القضية الفلسطينية تظهر وجود انقسام في المنطقة بين محور ينتمي إلى فلسطين وبين محور باع فلسطين ويتآمر عليها بكل الوسائل الممكنة خدمة لمصالحه السياسية ولمصالح امريكا و”اسرائيل”، والأنظمة التي تبيع فلسطين اليوم هي نفسها التي تواصل عدوانها على اليمن منذ الـ 26 من مارس عام 2015 م دون أي رادع اخلاقي أو قانوني على الرغم من كل الانتهاكات التي ارتكبت بحق مختلف فئات الشعب اليمني.
شهادة سيد المقاومة
مواقف الشعب اليمني واحتلاله طليعة الشعوب المدافعة عن القضية الفلسطينية كانت محل ثناء وتقدير كل شرفاء العالم ورأينا ردود أفعال كبيرة ومتعددة من قبل فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان وايران وفي كل مكان، وهنا يقول سيد المقاومة المجاهد السيد حسن نصر الله رئيس حزب الله اللبناني ” إن اليمنيين هم في صدارة المدافعين عن القضية الفلسطينية”، واشاد نصرالله بالخروج الكبير والمشرَّف لليمنيين في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات في يوم القدس العالمي العام الماضي، مؤكداً أن صنعاء هي العاصمة العربية الوحيدة التي تخرج فيها مظاهرة بهذه الضخامة.
وقال السيد نصرالله ” خرجت مظاهرات ضخمة في صعدة والحديدة التي تواجه أكبر حشد أمريكي وعدواني لإسقاطها”، مؤكداً أن الشعب اليمنيي عبَّر حقيقة عن أنه أهل الإيمان، عندما يخذله العرب وتقتلونه ويجوعونه فيخرج بمئات الآلاف ليدافع عن قضية العرب الأولى، موضحاً أن اليمنيين هم العرب الحقيقيون لا الدجالون الذين يقتلون الأطفال والنساء.
وقال السيد حسن نصرالله في ذكرى يوم القدس العالمي في شهر رمضان الماضي “هذا الشعب- قاصداً الشعب اليمني- لم يترك القضية الفلسطينية رغم كل شيء.. مئات الآلاف من كل الشرائح وتحت المخاطر بالقصف والقتل يتظاهرون .. يكفي هذا المشهد لنؤكد الفشل الأمريكي الإسرائيلي السعودي في اليمن وإن الشعب اليمني يؤكد أنه لم ولن يتخلى عن فلسطين والقضية الفلسطينية”.

قد يعجبك ايضا