كيف ذبحت الوهابية الإسلام وكيف قتل النفط العروبة؟!
عبدالله الأحمدي
أسرة بني سعود هي وكر للخيانة منذ أن أوجدتها المخابرات البريطانية واستمرت ومازالت حتى اليوم تمارس الخيانة والغدر بحق الإسلام والمسلمين.
قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى كانت الأوضاع السياسية في شبه الجزيرة العربية تبدو كالتالي: أمير الوهابيين ابن سعود في نجد، وآل رشيد في حائل والجوف، والأتراك في المدينة المنورة يحمون خط حديد الحجاز وفي بعض أجزاء اليمن، والشريف حسين في الحجاز، والإدريسي في عسير وبريطانيا تسيطر عل كل سواحل الخليج من شماله إلى جنوبه.
البريطانيون كانوا يتطلعون إلى حلفاء في حربهم ضد الأتراك والألمان في حال اندلاع الحرب، لذلك استمالوا عبدالعزيز وفي نفس الوقت شجعوا الشريف حسين على الثورة ضد الأتراك في الحجاز بما عرف بالثورة العربية الكبرى التي كان يقودها ويخطط لها ضابط المخابرات البريطاني توماس لورنس المعروف ( بلورنس العرب ).
ابن سعود كان يناور على أكثر من جهة، فقد كان على علاقة وطيدة مع الإنجليز الذين عقدوا معه اتفاقية حماية عرفت باتفاقية دارين في ٢٦ ديسمبر ١٩١٥م قضت بحمايته ومده بالمال والسلاح والاعتراف بسيادته على نجد والقطيف والجبيل وكل المدن والمرافئ التابعة لهذه المقاطعات مقابل تقيده بأوامر وسياسات الحكومة البريطانية، ومن يومها حصل على مرتب يقدر بخمسة آلاف جنيه إسترليني، وفي الوقت نفسه تواصل مع الأتراك مبدياً الاستعداد لحرب الإنجليز تحت راية تركيا، وفي نفس الوقت أوهم الشريف حسين بأنه معه في الثورة ضد الأتراك، وتأكيدا لذلك عقد مع الأتراك اتفاقية لحرب الإنجليز.
أرسل له الأتراك ضابطا لتدريب قواته، وأربعة علماء لدفع أهالي نجد للجهاد ضد الكفار، ولكنه وضعهم في السجن.
منذ البداية سعى عبدالعزيز إلى التواصل مع بريطانيا فقابل في العام ١٩١١م المندوب البريطاني في الكويت الكابتن شكسبير مبدياً استعداده لتقديم خدماته للإمبراطورية مقابل دعمه ضد تركيا وأعوانها من آل رشيد، ومن ثم تكررت لقاءات ابن سعود مع الضابط شكسبير.
في ١٩١٤م وقَّع ابن سعود معاهدة مع العثمانيين بعد أن استشار الإنجليز الذين وافقوا على ذلك من أجل أن يطمئن الأتراك لابن سعود، وكلَّف ابن سعود من الإنجليز برصد كل تحركات الأتراك وإرسالها للإنجليز أولا بأول، وأخذ التعليمات منهم.
بعد اندلاع الحرب الأولى في أغسطس ١٩١٤م كان ابن سعود هو العميل المفضَّل في الجزيرة العربية لدى حكومة الهند، بينما كان الشريف حسين العميل المفضَّل لدى المندوب السامي في مصر ( مكمهون ) بما يعني أن الاثنين كانا لعبة بيد بريطانيا.
أرسل ابن سعود في نوفمبر ١٩١٤م رسالة إلى القنصل البريطاني في الخليج بيرسي كوكس قائلا : ( إنني واحد من أكبر أعوان حكومة بريطانيا العظمى التي ستحصل بعون الله مني على نتائج مرضية).
كما شن حربا ضارية على آل رشيد الموالين للأتراك بالتعاون مع البريطانيين الذين كانوا يخافون على قواتهم من آل رشيد، وفي تلك الحرب قتل الضابط شكسبير الذي كان يقاتل إلى جانب ابن سعود كقائد للمدفعية في معركة الجراب، وبعد انتهاء الحرب كشفت الحقائق وعُرف من هو الخائن والعميل.
لم يوافق الشريف حسين على فرض الانتداب على فلسطين فتنكرت له بريطانيا، وسمحت لابن سعود بالتمدد والقضاء عليه في الحجاز.
قال مندوب بريطانيا في البحرين مورين: ( إن دولة في الجزيرة بقيادة ابن سعود ستزيد النفوذ البريطاني في الدول الساحلية ).
وهكذا كان ابن سعود عبارة عن لعبة بيد بريطانيا ضد الأتراك والعرب في حربهم الخاسرة ضد بريطانيا.
لم يكن موقف ابن سعود صريحا كي يأخذ العرب والأتراك حذرهم منه، بل كان موقفا خيانيا تآمريا، فقد كان يوهم الأتراك بأنه معهم ضد الإنجليز، ويوهم الأشراف بأنه معهم في الثورة على الأتراك، وكل هذه المواقف كانت تملى عليه من مندوبي الحكومة البريطانية التي صنعته وصنعت مملكته.