صراع علی الزعامة بين الشقيقين بهاء وسعد الحريري بعد 15 عاماً على اغتيال والدهما

 

بيروت/
ظهر موضوع الخلاف بين رئيس الحكومة اللبنانية السابق “سعد الحريري” وشقيقه الأكبر “بهاء” إلى العلن، حيث تحدثت تقارير إعلامية عدة أنَّ بهاء (المستثمر و التاجر) يرغب بالانخراط في الحياة السياسية اللبنانية، بعد أن قامت المملكة العربية السعودية بإبعاده عنها، وتسليم الـ “زعامة السنية” إن صحت التسمية، لسعد الحريري، الأخ الأصغر في العائلة، بعد حادثة اغتيال والده “رفيق الحريري” عام 2005، فيما شهدت الأيام الماضية انقساماً حاداً في الآراء، بين الأطراف المحسوبة على كل من الأخويين.
وكان “بهاء” الأخ الأكبر في عائلة رفيق الحريري، أصدر بياناً في وقت سابق، أشار فيه إلى ضرورة إسناد مطالب “الثورة المحقة” في تغييرٍ جذري في بنية النظام والمجتمع اللبناني، وفي طريقة إدارة الشؤون العامة وتحسين معيشة المواطن، وإعادة كرامته المفقودة على يد المنظومة السياسية، على حد تعبيره.
وقد أظهر البيان الإعلامي الأخير لبهاء، الرغبة العارمة لديه في الدخول لعالم السياسة، لكن هذا الإعلان قوبل بانتقادات لاذعة من قبل قيادات في تيار المستقبل الذي يرأسه أخاه الأصغر، رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، حيث قال عضو كتلة المستقبل النيابية، النائب وليد البعريني: ” اعتقدنا أنَّ قصة قابيل وهابيل باتت من الماضي، لكن من الواضح أن لكل زمن قابيله”، وأضاف البعريني إلى أن بهاء سدد طعنة لسعد الحريري في هذه الخطوة، خاصة مع كثرة الأطراف التي تحاول اغتيال الحريري سياسياً وفق ما ذكر، واتهمه بتضليل الوقائع وتزييف الحقائق وتحريف التاريخ.
كذلك، انتقد المفتش العام المساعد لدار الفتوى الشيخ “حسن مرعب”، بشكل غير مباشر البيان الصادر عن بهاء الحريري وكتب في تغريدة له على تويتر:”من لا خير فيه لأخيه، لا خير فيه لأحد ولا للبلد”، في موقف ربما يمثل وجهة نظر مفتي الجمهورية الشيخ “عبد اللطيف دريان” من هذا الإعلان.
وفي هذا الصدد، بين عضو المكتب السياسي في ​تيار المستقبل النائب السابق “​مصطفى علوش” أنَّ بيان ​بهاء الدين الحريري يمثل الرصاصة الأولى التي أججت المعركة وأظهرت شدة الخلاف الذي كان مدفوناً تحت الرماد، قبل هذا الإعلان، وفي كلام وجهه علوش لبهاء الحريري قائلاً: “استغربت من أين أتتك هذه الغيرة المفاجئة على ​لبنان” .
من ناحية أخرى، بين المستشار الإعلامي لبهاء الدين الحريري، “جيري ماهر”، أن بهاء يملك مشروعاً حقيقياً لانتشال لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية حسب ادعائه، موضحاً ‏أنَّه لا سكوت عن الفاسدين ومن يدعمهم في الداخل أو الخارج، فيما بشر “ماهر” الشخصية المقربة من السعودية، بعودة قريبة لبهاء من مطار “القليعات” شمال لبنان، وهو مطار خارج عن الخدمة منذ مدة طويلة.
من جانبه، قال رئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب: “نتفق مع بهاء الدين الحريري في الكثير من الأمور الداخلية” ، واصفاً ما يقوم به بالـ”حرب” ضد منظومة الفساد ، مضيفاً أنَّ بهاء الدين الحريري شخصية جدية أكثر من سعد، واصفاً إياه بالشخص النشيط وصاحب العلاقات الدولية الجيدة، مبيناً أنَّ سعد الحريري قد انتهى بقرار أكبر منهم.
من المؤكد أنَّ ما يجري من خلافات بين أبناء “رفيق الحريري”، ترجع إلى اليوم الأول الذي تسلم فيه سعد الزعامة بعد اغتيال والده، ليبدأ الصراع الخفي مع بهاء، باعتباره الأكبر سناً، خلاف بين الأخوين ظل مخفياً رغم أن بعض التقارير الإعلامية تحدثت عن ذلك ولكن بشكل مقتضب، فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن بهاء قام بدعم خصوم شقيقه في الانتخابات البرلمانية السابقة في منطقة طرابلس شمالي البلاد، بينما قام سعد بتعيين “جمال عيتاني” رئيساً لبلدية بيروت وهو شخصية قد اتهمها بهاء بالاختلاس في وقت سابق.
في خضم كل هذه التطورات المتلاحقة، يبدو أن السعودية بعد قصة احتجاز سعد الحريري في الرياض ودفعه إلى الاستقالة من رئاسة الحكومة اللبنانية قبل عامين، كانت تجهز أخاه الأكبر ليحل محله، إلا أن تدخل رئيس الجمهورية اللبنانية “ميشيل عون” ورفضه لاستقالة سعد ، حال دون ذلك، ليعود هذا السيناريو من جديد، ويفضح ما آلت إليه الأمور في البيت الداخلي لعائلة الحريري.

قد يعجبك ايضا