الثورة نت-
جامع الأشاعر من المساجد الأولى في الإسلام التي تحظى بالمكانة الروحية والتاريخية في مدينة زبيد
جامع الأشاعر في مدينة زبيد يقع بالقرب من سوق زبيد، ويرجع تأسيسه إلى عهد الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري في سنة 8 هجرية الموافق 629 ميلادي ويعد هذا الجامع من المساجد الأولى التي تحظى بمكانتها الروحية والتاريخية، ثم قام بتوسيعه الحسين بن سلامة وتعهده سلاطين بني رسول بالعناية والتجديد، غير أن أهم الإضافات التي تمت فيه كانت في عهد بني طاهر على يد الملك المنصور عبدالوهاب بن داوود سنة 891 هـ الموافق 1486 م وظل الجامع على وضعه الحالي حتى اليوم، وقد أشار إلى ذلك المؤرخ الكبير ابن الدبيع في كتابه بغية المستفيد.
لقد كان جامع الأشاعر جامعة إسلامية كغيرة من الجوامع والمدارس التي عمّرت عبر التاريخ، فضلا عن الأربطة والمقاصير التي أنشئت لطلاب العلم الغرباء من جميع أنحاء اليمن والعالم الإسلامي، وأصبح كعبة للزهاد والعباد والصالحين الذين أمُّوه لما له من قدسية وروحانية.
تعد بوابته الرئيسية التي تقع في الجهة الجنوبية المدخل الرئيسي إليه كما يمتلك أبواباً أخرى موزعة على جدران الجامع والتي تفتح مباشرة على رواق القبلة، والجدير بالذكر أن المحراب لا يتوسط جدار القبلة، ويعزى السبب في ذلك إلى الزيادات المتكررة على الجامع، كما وضع منبر خشبي داخل الجدار إلى الشرق من المحراب ,وهو منبر يرجع تاريخه إلى عام 949هـ الموافق 1542م. وينسب إلى الوالي العثماني مصطفى باشا النشار وهو ابن عم السلطان سليمان القانوني وزوج أخته وكان حاكما لمصر مرتين توفي رحمة الله عليه بالقاهرة وما زالت تربته قائمة الشعائر وهي بيد ذريته.
ويغطى المسجد سقف خشبي مسطح وضع أسفله أزار خشبي لم يبق منه إلا النزر اليسير،أما مئذنة الجامع فتقع في الرواق الجنوبي، وترتكز على قاعدة مربعة يعلوها بدن مثمن تزيِّنه أشكال معيَّنة متكوُّنة من تقاطع الخطوط, وتغطي المئذنة من أعلى قبة مقر نصة وهي بذلك تشبه طراز المآذن المنتشرة في زبيد ولا سيما مئذنة الجامع الكبير.
يلحق بالجامع عدد كبير من المنشآت من أهمها مدرسة الأشاعر في الجهة الغربية وكذلك مكتبتان كانتا تضمان نوادر المخطوطات وكذلك مقصورة للنساء، كما احتوى الجامع على كرسي من خشب كان مخصصا لقراءة الحديث النبوي الشريف وما زال موجودا في رواق القبلة إلى اليوم منذ تاريخ صنعه في عام (هجري والموافق 1520م.