رمضان واتفاق السويد
عبدالفتاح علي البنوس
تواصل قوى العدوان ومرتزقتها ارتكاب خروقاتهم اليومية لاتفاق السويد الخاص بالحديدة ، حيث كثفوا من خروقاتهم مع حلول شهر رمضان المبارك بالقصف المدفعي واستهداف الأحياء السكنية بالرشاشات والصواريخ المتوسطة ، متجاهلين مكانة وخصوصية هذا الشهر الفضيل ، متجاهلين بعثة المراقبة الأممية التي يبدو أنها منزوعة الصلاحيات ولا تمتلك الحق في تسمية الطرف الذي يرتكب الخروقات ، ويقوم بأعمال التصعيد اليومية ويسعى لنسف الاتفاق الذي ما يزال مجرد حبرا على ورق ، ينتظر تدخل الأمم المتحدة لتنفيذه على الأرض وإلزام قوى العدوان ومرتزقتهم بتنفيذه على أرض الواقع .
حيث عاد القصف الجوي ما بين الفينة والأخرى لمحافظة الحديدة في الوقت الذي تتواصل الخروقات اليومية والاعتداءات المتكررة على منازل وممتلكات المواطنين في مدينة الدريهمي المحاصرة التي تتعرض لحصار جائر ، واستهداف ممنهج لمنازل المواطنين ، والتضييق على سكانها في حياتهم ومعيشتهم ، وتواصل الخروقات في التحيتا وحيس وكيلو 16وشارع الخمسين و7يوليو والمطار وعدد من أحياء مدينة الحديدة التي يصحو وينام سكانها خلال الشهر الفضيل على أصوات المدافع والصواريخ الموجهة والرشاشات التي تعكر عليهم صومهم ، على مرأى ومسمع البعثة الأممية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، المنحاز إلى صف قوى العدوان ومرتزقتهم .
انحياز الأمم المتحدة لقوى العدوان ، مثَّل دافعا مساندا ومحفزا للمرتزقة للتمادي في غيهم وإجرامهم والاستمرار في ارتكاب خروقاتهم وهو الأمر الذي بات يشكل تهديدا خطيرا لاتفاق السويد الذي تم التوقيع عليه في 13 ديسمبر 2018في العاصمة استوكهولم الذي ما يزال يراوح مكانه ، دون أن تجرؤ الأمم المتحدة على تنفيذه أو إدانة الطرف المعرقل له ، وهو ما دفع بحكومة الفنادق إلى التلويح بانتهاء الاتفاق ودعوة البعثة الأممية إلى مغادرة الحديدة والإقامة في منطقة محايدة في محاولة منها إعطاء انطباع لدى الرأي العام بأن البعثة الأممية تتعرض لضغوطات تدفعها للانحياز في صف الشعب اليمني ، رغم أن البعثة الأممية أشبه “بالأطرش في الزفة” ولا يوجد لها أي دور ملموس يفضي إلى تنفيذ اتفاق السويد .
وعلى الرغم من تعرض نقاط المراقبة المشتركة لإطلاق النار من جهة مرتزقة العدوان ، وقيام الطيران بشن غارات غادرة على مناطق متفرقة من محافظة الحديدة من حين لآخر ، وفي ظل تواصل حصار الدريهمي واستهداف سكانها المحاصرين بالقصف المدفعي والصاروخي وقيام المرتزقة بشن زحوفات فاشلة على عدد من مواقع الجيش واللجان الشعبية علاوة على الخروقات والانتهاكات والجرائم اليومية التي يرتكبها المرتزقة يوميا إلا أن الصمت الأممي هو سيد الموقف ، وكأن المسألة لا تعنيها ، وما يزيد الطين بلة إحاطات (المنعوث) الدولي مارتن غريفيث والتي تتجاهل معاناة أهالي الدريهمي وانتهاكات وخروقات قوى العدوان ومرتزقتهم في الحديدة و تأثيرات ذلك السلبية على اتفاق السويد وما تمثله من تهديد خطير عليه .
بالمختصر المفيد، انحياز الأمم المتحدة وسلبيتها المفرطة اتجاه ما يحصل في الحديدة من خروقات وانتهاكات يشير وبما لا يدع أي مجال للشك إلى الرغبة الأممية في إطالة أمد الأزمة وتمديد فترة عمل بعثتها والمتاجرة بمعاناة وأوجاع الشعب اليمني ، وغياب جديتها في التوصل إلى حل نهائي للأزمة ، وهو ما تعكسه مواقفها السلبية تجاه خروقات قوى العدوان ومرتزقتهم ، وتجسده إحاطات غريفيث التي تظهر وكأنه تم طباعتها داخل سكرتارية القصر الملكي السعودي .
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وعملا متقبلا وإفطارا شهيا ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .