محمد العزيزي
يفصلنا عن رحاب أيام الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار أيام قليلة، وهنا نقول للجميع شهر كريم وجعل الله أيامه ولياليه وساعاته خيراً وبركة وسعادة على الجميع وأن يتقبل منا أعمالنا ويوفقنا لصيامه ويغفر ذنوبنا بإذنه وبحوله وقوته.. اللهم ادخل علينا الشهر الفضيل بخيراته وحسناته ورضاك عنا يا أرحم الراحمين اللهم آمين.
طبعا هذا العام سيكون شهر رمضان خالٍ من الأنشطة الرياضية الرسمية التي تقام كل عام بإشراف وتمويل من وزارة الشباب والرياضة ورجال المال، بسبب قرارات الحكومة واللجنة العليا لمواجهة الأوبئة الذي قضى بتوقيف كل الأنشطة الرياضية كإجراء احترازي لمواجهة فيروس كورونا.
كان رمضان قبل ما يأتي زمن كورونا دائما مفعما بالأنشطة الرياضية الرسمية والشعبية حتى آخر أيام هذا الشهر، تقام التجمعات الكروية من جهة وبطولات كرة الطائرة والطاولة والسلة وغيرها من جهة ثانية وفي جميع المحافظات وعلى مستوى المديريات إلا هذا العام عام كورونا، فهو عام يتيم وفقير من الرياضة ومن كل الأعمال الحياتية والعامة بقرار رسمي ولأول مرة في تاريخ اليمن وشعوب العالم.
بالأمس كنت جالسا بجوار شباب وهم يتحدثون عن الرياضة الرمضانية واستعداداتهم لها، وأن البرنامج الرياضي لديهم سيكون على مستوى الحارة أو الحي من بعد صلاة الفجر وأخرى من بعد صلاة العصر، كانت أحاديثهم قد تناولت حتى توزيع المهام والاحتياجات المطلوبة لأنشطتهم الرياضية وكذا توزيع الأسماء والفرق وجدول المواجهات.
الشباب ونشاط فئة الشباب لن يتوقف بحكم حماس ونشاط وحركة الشباب الدائمة والمستمرة، ومع أن التوجس والخوف من فيروس كورونا قائم والحذر يجب أن يكون حاضرا بين الشباب تحت اليافطة الرسمية خليك بالبيت، كما أن أيام شهر رمضان قابلة لتكون كذلك أقصد خليك بالمنزل.. لكن الواقع والوقت والفراغ القاتل والممل يمكن أن ينصهر في حماس الشباب وبالذات شباب الحارات والأحياء، و ما اعتاد عليه الناس وهؤلاء الشباب أن النشاط الرياضي سيكون حاضرا وجزءا من حياتهم الرمضانية، وهنا نوجه دعوة للشباب أن المخاطرة والمجازفة في عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة والوقاية الاحترازية سلوك غير رياضي وغير صحي، لأنه يجب أن تكون حاضرة فعلا كسلوك ووعي وثقافة بين الشباب.
أيضا من المهم أن نتخذ أسلوب التباعد الاجتماعي عند تجمعنا وممارسة أي نشاط أكان رياضيا أو اجتماعيا أو غيرهما من أساليب الاختلاط البشري، كون خطر كورونا مازال يتربص بالجميع.
الرياضيون دائما يتأثرون من برامج وقرارات الحجر أو خليك بالبيت، لأن الرياضيين وهواة الرياضة واللاعبين كثيرو الحركة والنشاط والجري وممارسة التمارين والأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها وأشكالها، ولذلك خالف وكسر الحجر الصحي العديد من اللاعبين على المستوى العالمي وأشهرهم رونالدو وميسي والمدرب زين الدين زيدان والبرتغالي مورينيو وغيرهم من نجوم العالم والسبب كما قلنا عدم قدرتهم على تحمل البقاء في المنزل دون رياضة مهما كانت المخاطر وفقا لاعترافاتهم بالمخالفات، فما بالكم الرياضيين في بلادنا.
بصراحة الشباب من أصحاب الميول الرياضي دائما يكونون من أكثر الفئات العمرية نشاطا، وأيضا تقبلا للنصائح والتوجيهات، كونهم أكثر الناس إلماما ومعرفة وسلوكهم فيه جانب من الانضباط الأخلاقي والرياضي، كما أنهم يتمتعون، بل ويتصف أهل الرياضة بذهنية عالية وصفاء العقل والوعي والثقافة والروح الرياضية والإنسانية والأهم من كل ذلك أنهم أكثر التزاما بالجوانب الصحية فهم الأصحاء من بين الأجساد المعلولة سواء كانت هذه الأجساد المعلولة نتيجة ما نعانيه من ظروف معيشية صعبة جراء الحصار والعدوان وانقطاع الرواتب أو المصابة بالأمراض العصرية المختلفة أو تلك المصابة بالهلع والخوف من تفشي كورونا.. هذا ما أحببت قوله، وشهر كريم وكل عام والجميع بألف خير وصحة وسلامة.