حسن الوريث
يبدو أن أضعف حلقة هي الرياضة وبالتالي فإنها تكون عرضة للاستهانة بها وبمنتسبيها أكثر من غيرها وهو ما يتجلى واضحا في تعرض أراضي الشباب والأندية للنهب والاعتداء والسيطرة عليها بحكم أنها لا تجد من يدافع عنها أو يمنع هذه التصرفات وهو ما يشجع على استمرار نهبها أو الاعتداء عليها.
بالطبع إن ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع هو تعرض أرضية نادي شباب الجيل بالحديدة للاعتداء عليها من قبل شخص ربما يبدو أنه نافذ لأن الكل سكت في حضرته من أعلى قمة الوزارة والسلطة المحلية بالمحافظة إلى كل من له علاقة بالضبط والربط ولم نجد سوى بعض الزملاء الإعلاميين الرياضيين الذين وقفوا مع إدارة النادي المغلوبة على أمرها وحاولوا إيصال الصوت إلى الجهات المعنية لكن دون جدوى فالأمر ربما يحتاج إلى صوت أقوى من صوتنا كصحفيين وإعلاميين رياضيين لإنقاذ أراضي الشباب وممتلكاتهم التي تتعرض للاعتداءات المستمرة وسط الصمت الرهيب لتلك الجهات التي يفترض بها حماية الشباب والرياضة وممتلكاتهم وكما نقول إن الصمت الدولي يشجع دول العدوان على الاستمرار في عدوانها على الشعب اليمني فإن الصمت المطبق لهذه الجهات هو الذي يشجع على الاستمرار في نهب أراضي الشباب والاعتداء عليها.
وقد انتشرت في الفترة الأخيرة عملية الاعتداءات على أراضي الشباب والرياضة كالنار في الهشيم بل أصبحت مثلها مثل فيروس كورونا الذي وقفت كل الأنظمة والدول عاجزة عن مواجهته مثلما وقفت وزارة الشباب والرياضة والسلطة المحلية في محافظة الحديدة عاجزتين أمام ما تتعرض له هذه الأراضي وبالتأكيد أن الحجج والذرائع واهية والأهم أن العملية تأتي خارج إطار الأجهزة المختصة، فليس كل من يدعي الملكية صاحب حق وإلا لكان اتجه الاتجاه الصحيح وعبر الجهات القضائية التي لها الحق في الحكم على أحقية أي كان بملكية أي أرض وأعتقد أن عملية الاعتداء المباشر تدل على ضعف الحجة، ومهما كان لدى مدعي الملكية من قوة أو من سلطة أو نفوذ أو حتى تواطؤ من أي جهة كانت، فالحق لا يبرر هذه التصرفات وكان الأحرى أن يتم انتهاج الطرق الشرعية السليمة في حال وجود أي حق .
تساؤلاتنا المشروعة التي نتقدم بها إلى وزارة الشباب والرياضة والسلطة المحلية في محافظة الحديدة حول قضية الاعتداء على أرضية نادي شباب الجيل وربما أن الأمر يسري على كافة أراضي الأندية والاتحادات التي يعتدى عليها في الكثير من المحافظات.. لماذا هذا السكوت على ما يجري من اعتداءات تطال أراضي الشباب والرياضة؟ وهل هو نتيجة ضعف أم أشياء أخرى؟ ولماذا تعجزون عن توفير الحماية اللازمة لأراضي وممتلكات الشباب والرياضة والأندية والاتحادات؟ وهل لديكم قاعدة بيانات ومعلومات يا وزارة الشباب والرياضة عن أراضي الأندية والاتحادات مدعمة بكل الوثائق اللازمة والتي تجعل حمايتها أسهل؟
وهل هناك تنسيق بينكم وبين هيئة الأراضي ووزارة الأوقاف ومكاتبها في المحافظات للحفاظ على هذه الأراضي؟ وهل تقتصر مهمتكم في إجراء اتصال إسقاطاً للواجب أم أن واجبكم يقتضي المتابعة المستمرة والحثيثة لمنع الاعتداءات التي تتعرض لها أراضي الشباب؟ بالتأكيد ان العلاج بسيط وسهل فهناك علاج وقائي من خلال حصر كافة أراضي الأندية والشباب والرياضة في مختلف المحافظات وتوثيقها وتسجيلها لدى الجهات المختصة حتى لا يستطيع هذا الفيروس الدخول وإن تمكن فيمكن حينها اللجوء إلى العلاج وهو الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بممتلكات الشباب والرياضة وبالتأكيد أن هذا هو أنجع علاج لكورونا الأراضي.. ويمكن تجربته في موضوع أرضية نادي شباب الجيل وإذا نجح يمكن تعميمه كعلاج لبقية الأراضي المعتدى عليها في كافة المناطق والمحافظات وأنا على ثقة أنه سينجح، المهم وجود الإرادة القوية لديكم يا مسؤولي وزارة الشباب والرياضة والسلطة المحلية..