كتابة التاريخ
فؤاد عبدالقادر
كتابة التاريخ مهمة مقدسة وصعبة في آن واحد، وتتطلب الكثير من المقومات وعلى رأسها الحيادية والعلمية في الطرح، والموضوعية في البحث، والتقصي والأمانة في نقل الحقائق حتى لا تصبح مجرد تحصيل حاصل ولا تمت إلى الحقيقة بصلة أو إلى التاريخ..
الجنرال بونابرت (الفرنسي ما غيره) قال عن كتابة التاريخ (التاريخ مجموعة أكاذيب متفق عليها) وحتى لا تصبح هذه المقولة حقيقة مسلم بها، نستطيع القول أو التأكيد على أن كتابة التاريخ ليست مجرد نزوة أو مزاج لكاتب ما أو سياسي، لكنها مسؤولية وأخلاق وصدق قبل أي شيء آخر.
كثير من الثورات أو النضالات السياسية ضاع تاريخها بسبب كتابتها من قبل أناس حاولوا أن يعطوا لأنفسهم حجما أكبر من دورهم الحقيقي، وصادروا بذلك أدوار الآخرين ولووا عنق التاريخ والحقيقة.
الأمثلة كثيرة على ذلك وقد حدثت في أماكن كثيرة لكن أبشع الأكاذيب ما يحدث فيما يسمى المذكرات التي كتبها ويكتبها ساسة عرب في الوطن العربي.. تبدو البشاعة من أول سطر، لقد ذبحوا الحقيقة وأسالوا دمها.
ماذا يبقى للتاريخ وللعزة وللعنفوان العربي عندما تكتب راقصة أو عاهرة في ماخور عن رأيها في تاريخ زعيم أو ثورة أو كفاح مسلح ضد مغتصب وطن، أو يكتب جاسوس نصف متخلف فكريا وأيضا خلقيا عن التاريخ والتاريخ منه بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب؟.
الخيانة
الخيانة لا تتغير ولا أب لها وهي نفسها في كل زمان ومكان، فقد يخون الإنسان أخاه الإنسان.. لكن أبشع أنواع الخيانة أن يخون الإنسان نفسه ويبيع مبادئه التي تربى عليها.
شعر
صامت لو تكلما
لفظ النار والدماء
قل لمن عاب صمته
ولد الحزم أبكما
الشاعر الشهيد: إبراهيم طوقان