معالم النصر وخبث النزوات الشيطانية

أحمد يحيى الديلمي

 

أحمد يحيى الديلمي

أمام الانتصارات الكبيرة للجيش واللجان الشعبية في جبهات العزة والكرامة والبطولات الأسطورية الخارقة التي يجترحونها بشكل مبهر أذهل العالم .
هذه الحقيقة ناصعة البياض يبدو أن البعض لم يستوعبها ، ولم يسمو بنفسه وسلوكه إلى مستوى ما تمثله من عظمة ومعان سامية ، وكأنه مصاب بداء الغفلة والبعض لا يزال يراهن على سراب الحياد وانتظار ما ستأتي به الأيام ، وكأن الأمر لا يعنيه أو أنه أحد رموز الفوضى وعصابات النهب المنظم والسطو المسلح على الأموال والممتلكات ، من تخرج من مدرسة المدعو علي محسن ، ولا يزال يخدم الأعداء عبر إثارة الفتن وافتعال معارك وهمية بحجة حماية الحقوق والإفراط في استخدام السلاح وإشعال المعارك .
بهذه الحُجة يُثير مواجهات عبثية في الغالب تؤدي إلى سقوط ضحايا يكونون من المارة ممن لا ناقة لهم ولا جمل في ما يجري ، هذا الأمر يعقد المشاكل ويوسع نطاق المواجهات فيقود إلى إرباك الأجهزة الأمنية ويشغلها عن المهام الأساسية ممثلة في حماية الأمن العام وإقرار السكينة .
للآسف هذه الظواهر بدأت تتفاقم وتتضاعف معها أعداد الضحايا ، فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع لعلعة الرصاص في هذه المنطقة أو تلك ، وتمر العملية بسلام بلا عقاب ولا سؤال إلا في حالة وجود ضحايا فإن الخاسر الأكبر هم الضعفاء من لا سند لهم ولا حيلة ولا ظهر يحميهم ، الأمر يا سادة تجاوز كل حد ويحتاج إلى مواقف حاسمة وتصدي قوي لكل قضية بحسب أبعادها ودوافعها ، هذه النزوات الشيطانية بحاجة إلى وقفة جادة ومسئولة من قبل جهات الاختصاص المعنية وفي المقدمة أجهزة القضاء والأمن ويجب أن تبدأ بإعادة النظر في الإجراءات المتبعة للرد ووضع آليات استثنائية قد تصل إلى فرض حالة الطوارئ كي تتوفر إرادة الحسم والمواجهة الحاسمة للاختلالات وكل الأعمال التي تثير القلق وتمس السكينة العامة ، والنظر إلى هذه المعارك الوهمية والسلوكيات الشاذة باعتبارها حرابة واعتداء صارخاً على هيبة الدولة يجب أن يتعرض من يُثيرها إلى العقاب الصارم ، لأن من يلجأ إلى قوة السلاح في هذه الظروف مارق خارج عن القانون ، هدفه إرباك الموقف وإقلاق الآمنيين في المناطق التي تنعم بالأمن والاستقرار وكلها تصب في خدمة الأعداء وتحاول هز المعنويات وتوفر ثغرات للتشكيك فيما يقوم به الأبطال ومدخل لابتكار الشائعات والأخبار الزائفة التي تقلل من أهمية الانتصارات وتقدح في قيادات المسيرة الوطنية .
كما نلاحظ كلها معطيات هامة لا تستبعد ظلوع بقايا الخلايا النائمة في مثل هذه الأعمال المسبوقة بإصرار وترصد ، وفي إطار خدمة مخطط الأعداء الإجرامي، لأنها تخلط الأوراق وتؤثر على حالة التماسك والصمود الوطني في وجه الأعداء خاصة أن العدو لا يدخر أي وسيلة في سبيل الوصول إلى غايته ، كما دلت على ذلك الملحمة الأمنية العظيمة التي مُنيت بالفشل بعملية “فأحبط أعمالهم” وفق الحقائق التي أفصح عنها السيد اللواء عبدالكريم أميرالدين الحوثي- وزير الداخلية وأكدتها الاعترافات التي وردت على لسان الخونة عبر شاشات التلفزيون ، فلقد أكدت عظمة الانتصارات اليمنية غير المسبوقة مقابل الانتكاسة الكبرى للمرتزقة ودول العدوان من خططوا لمثل هذه الأعمال وأنفقوا عليها المليارات ، لكن كل الخطط والمليارات ذهبت أدراج الرياح بفعل يقظة الأجهزة الأمنية والتعاطي مع مفردة الأمن بإحساس عميق بالولاء واستشعار وطنية صادقة تستند إلى استراتيجية شاملة مغلفة بعمق إيماني يرى في الوطن جبهة واحدة يصبح معها الجهاد ثقافة عامة وتكليفاً دينياً واجباً يتماثل فيه من يحرس الأمن ويتصدى للمؤامرات في الداخل مع أولئك الأبطال المجاهدين في ميادين الصمود والكرامة، ومن خلال نفس الثقافة العظيمة يمكن التعاطي مع دوافع النزوات الشيطانية وأساليبها الملتوية .
عملية مواجهة مثل هذه النزوات ليست خياراً بقدر ما تمثل ضرورة ملحة تحتمها المؤامرات الخفية ومحاولة النيل من الاصطفاف الوطني وإلا فالأمر لا يستدعي مثل هذه الأعمال طالما قنوات الشرع مفتوحة ، صحيح أنها تعاني من حالات ارتخاء وإهمال ومماطلة وأن هناك فساداً لصيقاً ببعض القضاة إلا أنه يمكن تجاوز هذه الثغرات عبر تصحيح مسار القضاء ، وتنشيط هيئة الرقابة والتفتيش القضائية لتمثل شوكة ميزان وآلية رادعة تُعيد للقضاء قوته واعتباره بحيث يتحول إلى أداة للفصل في المنازعات بشرف ونزاهة وإيمان صادق هدفه إنصاف المظلوم وردع الظالم .
ما يجب أن يدركه كل مواطن يمني شريف أن المعركة فاصلة وواسعة الأطوار تشبه رؤوس الثعابين لأنها في الأساس واضحة تستهدف النيل من كرامة وعزة الإنسان اليمني وسيادة واستقلال الوطن ، وبالتالي فإن المواجهة عادلة وتتطلب تكاتف الجميع كلاً بحسب إمكانياته وموقعه من المسؤولية , لا ننسى أن المعتدي صلف وأن هناك فارقاً كبيراً في الإمكانيات من حيث العتاد والعدة إلى جانب وجود الوفرة المالية المهولة وغير المنظورة التي تجعل المعتدي لا يبالي بالإنفاق طالما سيصل إلى غايته ، مع يقيننا أن الله معنا وأن مآل هذه المؤامرات إلى الفشل خاصة أنها تصطدم بصلابة وقوة شكيمة المقاتلين الأبطال في ميداين القتال من يتصدون لكل الزحوفات مهما عظم شأنها بإيمان صادق وقدرات فولاذية عظيمة تحقق النصر وتُذيب الفارق الكبير في التكافؤ والإمكانيات .
أمام هذه الحقائق والمعطيات فإن كل يمني مطالب بالمشاركة الفاعلة للمواجهة كلاً بحسب قدراته وحيثما كان موقعه باعتبار القضية مقدسة والحق واضحاً وعادلاً لا يقبل التجاهل والمساومة ، وكل المؤشرات تدل على أننا في جهاد مقدس من يضحي في سبيله شهيد في المقام الأعلى عند الخالق سبحانه وتعالى ، فهل تعي الجهات المسؤولة خطورة مثل هذه الأعمال الصبيانية الصغيرة ودورها في زعزعة الأمن والاستقرار ؟!! السؤال موجه إلى كل من مجلس القضاء الأعلى ومعالي الأخ وزير الداخلية .. آملين أن يستوعبوا مثل هذه الملاحظات باعتبارها صمام أمان ومدخلاً لإشاعة والأمن والاستقرار في الوطن ، والتقريب من يوم النصر إن شاء الله .. والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا