د.عبدالعزيز المقالح
-1-
أهيّئ نفسي غداً
للرحيل.
مكاني هناك
على شرفةٍ من سماءِ
السماء
وفي غيمةٍ من بهاءِ
البهاء
يظللني الحبّ
تسكنني نشوهُ الواصلين
ولا خوفَ يدركني
أو ندم.
-2-
لي هناك
حديقةُ بيتٍ
وبيتٌ،
أرى الكونَ تحتي
أُطِلُّ على ليلهِ
ونهاراتهِ
والنجوم على يسرَتي
والشموسُ على يمنَتِي
وأرى الأرضَ مقبرةً
للخصوماتِ
والترّهاتِ
وللقوةِ الباطشة.
-3-
من هنا
من على شرفةٍ
في سماءِ السماءِ
أرى الناسَ يختصمون
ويقتتلون
فأبكي على الأبرياء
وأشعر أنّ السماء تشاركني
الحزن
تسألُ في حرقةٍ
عن دمٍ يحرقُ الأرضَ والبحر
من غير ما هدفٍ
أو شعارٍ جليل.
-4-
خارج الوقت
كنتُ، وكان الزمان
يمرّ كطيفٍ
سريعَ الخطى
لا أحسّ به
لا أراه،
وحين خرجتُ عليه
وفاجأتُهُ
صرتُ أملك وقتي
أسيِّرهُ بأصابع روحي
وأزرعُ فيه الفصولَ التي أشتهي
والكلام الذي تشتهيهِ الفصولْ.
-5-
حين يغشانيَ المللُ البشري..
أُوقفُ الوقت
أدخلُ في ملكوتٍ من الصمت
أنسى وجودي
وأنسى المكان
وساعةَ أن أذكر الله
تغمرني نشوهُ العارفين
فأصحو على نغمٍ
شاردٍ من جنانِ الفراديس
أغرقُ، أغرقُ
في صلواتِ الصلاة.
-6-
ما الذي تحلمين به
أنتِ يا نفس؟
كنا سَجينَين في الأرض
صرنا طليقين
في عالمٍ يصنع الشعرُ أنهارَهُ
ومدائنهُ
وضواحَيهُ
أتخيّرُ وردَ حدائقهِ
ومراجيحَ أطفالِهِ
عالمٍ من نعيمِ الخيال
وماء أساطيره
الباذخةْ.
-7-
ليس في الأرض
غير الحروب،
وغير الدمار
وما يتصاعدُ بينهما
من غبارٍ ونار
فلا تقفوا حائرين
اهربوا – إن قدرتم-
إلى أيّ نجمٍ
ولا تأخذوا معكم غيرَ أسمائكم
وقليلاً من الذكرياتْ.
فثمة خلف حدودِ الزمان
وخلف حدودِ المكان
ضياءٌ كثيرٌ
وماءٌ كثيرٌ
وخبرٌ كثيرٌ
وثمة وردٌ على كل ناصية
لا يُطوِّقُها حَرَسٌ أو جدار.
* من ديوانه الجديد «بالقرب من حدائق طاغور»