التخبط الإداري
دائما ما ترافق المشاركات اليمنية الخارجية أمور يمكن أن نعدها غرائب عند بقية خلق الله¡ أما لدينا فليست كذلك لأننا ألفناها وتعايشنا معها¡ ولم نقم بتقويم اعوجاجها.. ومن تلك المفارقات الغريبة التي لا تحصل إلا في بلادنا ما حصل للاعبي منتخب الكونغ فو¡ فكيف يعقل أن يصل الوفد الإداري قبل اللاعبين¿ وكيف يسمح للاعبين بالسفر بعد انطلاق البطولة¿ مما يعني عدم مشاركتهم ببطولة العالم الثانية عشرة للووشو كونغ فو والتي استضافتها العاصمة الماليزية كوالالمبور¡ في حين نسافر قبل مدة لبطولات ليست مهمة.. من المسؤول عما حصل¿ هذا ما يجب أن يعرفه الشارع الرياضي ليعرف مكمن الخلل الإداري.
في أكبر وفد مشارك خارجيا غادرت الحدود اليمنية بعثة الأندية اليمنية للجودو قاصدة مدينة مكة عن طريق البر¡ ليس لأداء مناسك الحج على الأقدام كما كان في الزمن السابق بل للمشاركة في البطولة العربية لأندية الجودو (شباب وناشئين) والتي ستستمرمن 10 الى 15 نوفمبر 2013م .. البعثة مكونة من 70 لاعبا ومدربا وإداريا يمثلون سبعة اندية هي (هلال الحديدة ¡ شمسان¡ وشباب المنصورة¡ وشباب رخمة¡ وشباب المحويت¡ وحدة صنعاء¡ فريق الاتحاد العام) ¡ هذه المشاركة الكبيرة تحسب للكابتن نعمان شاهر رئيس الاتحادين اليمني والعربي للجودو.
سبب السفر برا ليس لأن الاجواء بين البلدين مغلقة – لا قدر الله- بل لأن إدارات تلك الأندية فشلت في الحصول على تذاكر للسفر جوا¡ فاضطرت لاستقلال حافلة جماعية تسعفها للوصول لمكة المكرمة.. ما نتمناه أن يكون اللاعبون فيهم¡ لا أن تتكرر مأساة الكونغ فو .. ويبقى التساؤل الهام : بما أن كل هذه الأندية تعرف موعد البطولة مسبقا لماذا لم تنسق مع طيران اليمنية لحجز أماكن للوفد¿ ومن المتسبب في عدم الحجز المبكر .. فمخاطر البر وإرهاقه سيؤثر على حالة اللاعبين… نثمن عاليا تكفل الشيخ علي جلب بدفع رسوم السكن والتغذية لنادي شمسان.
ما يجري في نادي التلال العريق¡ لا يوحي إطلاقا بأن من يقومون على شؤونه يعون عراقته كأقدم الأندية في الجزيرة والخليج¡ فالتلال لم يعد كما كان مستقرا لا إداريا ولا رياضيا.. وهذا ما يحز في النفس أن نجد كبار أنديتنا تعوم في التخبط¡ والأمر عندما يكون هذا التخبط مرسوما◌ٍ له¡ بسبب المكايدات الشخصية¡ التي جعلت أسماءها فوق اسم التلال.. فمن يوقف هذا التخبط الإداري¿ الأمر متروك لوزارة الشباب والرياضة ومحافظة عدن.
جميل أن يتفاعل وزير الشباب والرياضة معمر الارياني مع إعلان سقطرى محافظة جديدة¡ وأن يعد بمعاملتها مثل بقية المحافظات في البنية التحتية وعدد الاندية¡ ولكن ما يجب أن يعيه الجميع ان سقطرى جزيرة سياحية¡ بمعنى أنها لا تحتاج الى مرافق شبيهة بتلك المتعثرة في محافظات أخرى¡ بل هي محتاجة إلى المنشآت الرياضية ذات البعد السياحي¡ وهذا لا يفهمه المقاولون الذين تعتمد عليهم الوزارة¡ بل هناك شركات دولية هي من تقوم بتنفيذها¡ وهذه المنشآت مدرة للأموال وستجني منها الجزيرة أموالا◌ٍ طائلة خاصة إذا فتحت سياحيا أمام العالم.. ما نخشاه أن يتدخل التخبط الاداري ليجعل من منشآت سقطرى نسخة شبيهة لبقية المحافظات¡ وفي هذا إهدار للمال العام.