منذ انتشار فيروس كورونا ووصوله إلى الدول المجاورة ظلت المنافذ البرية والبحرية الخطر القاتل الذي يتهدد اليمنيين في الداخل في ظل إصرار دول العدوان تصدير وباء كورونا إلى اليمن من خلال المنافذ الجوية والبرية التي يسيطر عليها.
منافذ اليمن التي يسيطر عليها العدوان استقبلت مئات القادمين الذين وصلوا إلى مطارات عدن وسيئون من الدول الموبوءة، إضافة إلى قيام السعودية بإدخال المئات عبر منفذ الوديعة، وقيامها بإعادة تأهيل منفذ البقع على الحدود مع محافظة صعدة، لاستخدامه في إعادة المغتربين اليمنيين إلى الأراضي اليمنية، وهو ما يكشف عن نية السلطات السعودية إغراق اليمن بالوباء بتواطؤ حكومة المرتزقة.
وأخيراً نجح العدوان في إدخال فيروس كورونا إلى المحافظات المحتلة والذي سجلت أول إصابة للفيروس في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت أمس الأول.الثورة / قضايا وناس
ميناء الشحر مصدر الوباء
في خطوات مشبوهة ومع انتشار وباء كورونا قامت دول العدوان بإعادة تشغيل ميناء الشحر في محافظة حضرموت الذي ظل متوقفاً لمدة عام.
مصادر محلية وناشطون في مدينة الشحر كانوا قد حذروا من إدخال الإمارات والسعودية وباء كورونا إلى المدينة عبر منفذ الشحر الذي يستقبل سفناً تجارية من الإمارات والسعودية في ظل غياب الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس في الميناء واحتكاك عمال وموظفي الميناء بطواقم هذه السفن.
تجاهل حكومة المرتزقة لهذه التحذيرات وتواطؤها مع دول العدوان أدى إلى وصول الوباء عبر ميناء الشحر وإصابة مواطن حضرمي يعمل في الميناء بالفيروس وفق إعلان اللجنة الوطنية لمواجهة كورونا التابعة للمرتزقة يوم أمس الأول.
دول تحالف العدوان واصلت إدخال العسكريين التابعين لها وعشرات من المواطنين عبر مطارات عدن وسيئون والغيضة خلال الأيام الماضية رغم التحذيرات والمطالبات التي وجهها أبناء المحافظات الجنوبية لهذه الدول لإيقاف هذه الرحلات لمنع وصول كورونا إلى هذه المحافظات.
حيث كشفت وسائل إعلام بداية الأسبوع الماضي، أنباء عن تحضيرات تقوم بها الإمارات لتسيير رحلات جوية إلى مطار عدن، ونقل مئات اليمنيين من مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي الوباء، ومدنيين آخرين من الإمارات المصابة بالفيروس إلى اليمن، وهو الأمر الذي أثار مخاوف أبناء عدن، الذين خرجوا في مظاهرات مطالبين بمنع وصول الرحلات الجوية من الإمارات والسعودية إلى مطار عدن الدولي لمنع نقل الفيروس إلى عدن.
هذه المظاهرات أتت بالتزامن مع وصول عشرات من المجندين الذين جندتهم السعودية في أراضيها إلى مطار عدن دون القيام بإجراءات طبية وفحصهم في المطار.
منفذ شحن يثير الهلع لدى أبناء المهرة
وفي محافظة المهرة أكدت مصادر محلية خطورة منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان على أبناء المهرة، والذي مازال مفتوحاً أمام الحركة التجارية في ظل ضعف الإجراءات الصحية في المنفذ، خصوصاً أن هناك حالة مصابة بالفيروس تم اكتشافها لسائق شاحنة قادمة من سلطنة عمان يحمل الجنسية الباكستانية مما أثار الهلع بين أبناء محافظة المهرة من انتشار فيروس كورونا في حالة بقاء المنفذ مفتوحاً.
منفذ الوديعة الأكثر خطورة
منفذ الوديعة هو أكثر المنافذ خطورة على الداخل اليمني خصوصاً في ظل دفع السعودية بالمزيد من المغتربين اليمنيين إلى الأراضي اليمنية عبر المنفذ، والتي كان آخرها إدخال 18 شاحنة محملة بـ 720 مرحلاً يمنياً عبر المنفذ الأربعاء الماضي.
منفذ البقع خطر قادم
وفي خطوة مشبوهة تقوم السعودية بإعادة تأهيل منفذ البقع الذي يقع على حدود محافظة صعدة لإعادة المغتربين اليمنيين إلى الأراضي اليمنية وترحيلهم إلى البقع، وهو ما يؤكد إصرار السعودية على تصدير وباء كورونا إلى اليمن، وإدخاله إلى محافظة صعدة التي تخضع لسيطرة المجلس السياسي وحكومة الإنفاذ.
خطوات السعودية المشبوهة في المنفذ، والتي تتزامن مع تجميع السعودية لعدد كبير من اللاجئين الأفارقة في مخيم وادي الرقو على حدود محافظة صعدة، أثارت المخاوف بين أبناء المحافظة صعدة من انتشار كورونا، خصوصاً وأن هنالك أنباء عن توجه سعودي لإدخال اللاجئين الأفارقة إلى صعدة عبر منفذ البقع خلال الأيام القادمة.
تعويض الخسارة العسكرية
ووفق مراقبين فإن ما تقوم به دول العدوان من خطوات إجرامية لإغراق اليمن بالفيروس هي محاولة يائسة لتركيع الشعب اليمني، من خلال استخدام الحرب البيولوجية بعد هزيمتها العسكرية المدوية خلال الفترة الماضية على امتداد جبهات القتال في الداخل اليمني وعلى جبهات الحدود.
نتائج كارثية
ويشار إلى أن وزير الصحة اليمني الدكتور طه المتوكل أكد أن الوضع سيكون كارثي في حال وصول كورونا إلى اليمن، وسيصاب 90 % من الشعب اليمني، في وقت أن اليمن لا يوجد بها سوى 1500 سرير، وفي حال دخول الوباء سيحتاج اليمن إلى مليون سرير خلال شهرين.
تحذيرات المتوكل تكشف حجم الخطر الذي يتهدد اليمن جراء ما تقوم به دول تحالف العدوان في المنافذ البرية والبحرية من محاولات لإدخال الفيروس إلى اليمن، وهو ما يتطلب موقفاً حازماً من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإيقاف مجرمي تحالف العدوان عن القيام بهذا العمل الإجرامي الخطير الذي يهدد حياة أكثر من تسعة وعشرين مليون يمني يعيشون أوضاعاً مأساوية بسبب الحرب والحصار.