2.2 تريليون دولار للإنقاذ وطرح قانون لإنفاق تريليونين في البنى التحتية

كورونا يكشف هشاشة أمريكا ويؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية

 

2.2 تريليون دولار للإنقاذ وطرح قانون لإنفاق تريليونين في البنى التحتية

الثورة / جمال الظاهري
يخضع ثلاثة من كل أربعة أمريكيين الآن للحجر الصحي والمنع من التنقل بين الولايات، مع حزمة من الإجراءات اعتمدتها حكومات الولايات كإجراءات احترازية لمكافحة فيروس كورونا.
فاشية كورونا تكشف الثقب الكبير في البنى التحتية الأمريكية:
لقد نجحت الصين في الاحتواء والسيطرة على الفيروس رغم أنها أول من أصيب به .. حيث أعيد فتح مدينة ووهان الصينية جزئياً، بعد أكثر من شهرين من العزلة وتقلصت عدد الإصابات وسجلت أعلى معدل لحالات الشفاء وتحتل حاليا المركز الخامس في عدد الإصابات.
فيما احتلت الولايات المتحدة المركز الأول بأكبر عدد من الإصابات المؤكدة في العالم عند 277.950 حالة إصابة ووبلغ عدد الوفيات 7.139حالة.
في هذا الإطار دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الثلاثاء الماضي إلى إقرار قانون يسمح بإنفاق 2 تريليون دولار على مشاريع البنى التحتية، معتبراً أن الكلفة الزهيدة حالياً للاقتراض تسمح بمبادرة “جريئة” تنقذ الاقتصاد الأمريكي المترنّح بسبب الإغلاق الناتج عن وباء كوفيد-19.
سبق هذا الاقتراح بأيام أن وقع الرئيس الأمريكي على مشروع قانون حزمة إنقاذ بقيمة 2.2 تريليون دولار أقره الكونغرس يوم الجمعة، وهو أكبر حزمة تحفيزية للاقتصاد في تاريخ الولايات المتحدة.
وكتب ترمب على تويتر “مع تدنّي معدلات الفوائد في الولايات المتحدة إلى الصفر، هذا هو الوقت المناسب لإقرار قانون طال انتظاره منذ عقود للبنية التحتية”.
وأضاف أنّ مشروع القانون يجب “أن يكون كبيراً جداً وجريئاً جداً، بقيمة تريليوني دولار، وأن يتركّز فقط على خلق الوظائف وإعادة بناء البنية التحتية التي كانت يوماً ما عظيمة”.
أتى اقتراحه الأخير بعد أسبوع من توقيعه على مشروع قانون إنقاذ اقتصادي بقيمة 2 تريليون دولار أيضاً، لمدّ يد العون إلى الشركات الكبيرة والصغيرة التي تضرّرت من إجراءات الإغلاق بسبب فيروس كورونا المستجدّ.
يشار إلى أن عدد الأمريكيين، الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانة بطالة سجل مستوى بلغ 3.3 مليون شخص.
وخلال مناقشات مجلس النواب، قالت نانسي بيلوسي رئيسة المجلس: “إن أمتنا تواجه حالة طوارئ اقتصادية وصحية تاريخية، بسبب وباء كورونا، وهو أسوأ وباء منذ أكثر من 100 عام”.
ووفقا لتقدير بنك الاحتياطي الفيدرالي – البنك المركزي الأمريكي – قد يصبح 47 مليون شخص عاطلين عن العمل في الأشهر المقبلة، مع بقاء الولايات المتحدة على بعد أسابيع من ذروة الإصابات.
وهناك نحو 245 مليون شخص تلقوا بالفعل أوامر بالبقاء في منازلهم، أو يواجهون مثل تلك الأوامر، التي ستدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق.
ويقدم مشروع القانون أيضا قروضا وإعفاءات ضريبية، للشركات التي تواجه الإفلاس.
القانون الجديد يسمح بدفع أموال بشكل مباشر للأفراد والشركات، الذين تضرروا بالوباء.
كما أنها تعطي المال لحكومات الولايات مباشرة، وتدعم برنامج إعانات البطالة.
وبموجب القانون، سيتم توسيع نطاق إعانات البطالة بحيث تصل إلى أولئك الذين لا تشملهم عادة، مثل العاملين لحسابهم الخاص والعاملين المؤقتين.
كما تسبب الوباء في توقف شركات السيارات عن الإنتاج، وانخفضت الرحلات الجوية بشكل كبير, كما أغلقت عشرات الآلاف من المحلات والمعامل وغيرها, ووفقا لخبراء اقتصاديين، فإن نحو 20% من القوة العاملة الأمريكية في حالة إغلاق.
تجدر الإشارة إلى أن البنى التحتية الأمريكية تعاني من تدني في المستوى ولم تواكب التطور الذي استفادت منه الصين والهند وماليزيا وسنغافورة وروسيا وظل اقتصادها معتمداً على ريع الدولار كعملة عالمية, وعلى الحروب وبيع الأسلحة وفتح المجال للمضاربات والاستثمار غير المنضبط فأهملت الإنسان والإنتاج الاقتصادي والجانب الصحي وإلى حد ما التقنية الرقمية المدنية.
صحيح أن أمريكا تمثل قوة اقتصادية كبيرة ومهيمنة ولكن من الصحيح أيضاً أن العالم الذي كانت قد رسمته عبر الريع الدولاري أصبح مهدداً وأنها كانت بحاجة إلى هزة كبيرة كي تدرك وضعها الهش في العديد من الجوانب أهمها البنى التحتية, وخاصة في الجوانب الاقتصادية والصحية والمجتمعية وحتى الاستخباراتية الرقمية خاصة مع وجود منافسين جدد نجحوا في ملء الثغرات التي أغفلتها ليأتي كورونا ويكشف ضعفها في تأمين حاضرها ومستقبلها وأمنها القومي الذي أنهار تحت بفعل فيروس مجهري وقفت أمامه عاجزة واضطرت لطلب المساعدة من الآخرين، الصين وروسيا وصادر شحنة كمامات كانت في طريقها إلى برلين.
وفيما كان أعلن ترامب في وقت سابق عزمه إعادة فتح البلاد بحلول عيد الفصح، الذي يوافق يوم الأحد 12 من أبريل الحالي، إلا أن عدداً من الخبراء أكدوا أن المؤشرات تشير إلى عدم الجدوى من مثل هذا القرار وأنه يفتقد للموضوعية.
وفي الأيام الأخيرة طلبت الولايات المتحدة المساعدة من عدد من الدول منها الصين وروسيا.
العشر الدول الأكثر تضررا حتى 4 أبريل 2020م
الولايات المتحدة الأمريكية، سجلت فيها 277.950 حالة إصابة وو7.139 حالة وفاة تليها إسبانيا 124.736 حالة إصابة و11.744 حالة وفاة وإيطاليا 119.8827 حالة إصابة و14.681 حالة وفاة وألمانيا 91.159 حالة إصابة و1.275 حالة وفاة والصين 82.543 حالة إصابة و3.330 حالة وفاة تليها فرنسا 82.165 حالة إصابة و6.507 حالة وفاة وإيران 55.743 حالة إصابة و3.452 حالة وفاة وبريطانيا عدد الحالات 41.903 حالات إصابة و4.313 حالة وفاة وتركيا 20.921 حالة إصابة ووفيات 425 حالة وفاة سويسرا عدد الحالات 20.278 حالة وفاة 620 حالة وفاة.
مجموع الحالات المؤكدة حول العالم حسب بيانات من جامعة جونز هوبكنز وقد لا يعكس أحدث المعلومات لكل دولة. حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة: (1.138.160)، ومجموع الوفيات: (60.823) حتى 4 أبريل 2020م
تعزيز التعاون الدولي ونهاية الليبرالية
لم تتوقف أضرار كورونا على شعوب العالم الثالث – حسب التوصيف المتعارف عليه – ولم تقتصر على خسارة الأرواح وفقدان الأحبة, لقد فقد ملايين الأشخاص وظائفهم, وأغلقت مصانع وشركات عملاقة ووصل الضرر إلى العلاقات الإنسانية وصار من اللازم تقنين التواصل والالتقاء والتجمع حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.
أزمة تفشي فيروس كورونا صارت بمثابة الجائحة، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، ولا يمكن التصدّي لها سوى من خلال تعزيز التعاون الدولي.
لقد جسد فيروس كورونا العالمية بصورتها الشاملة, وفرض علينا سلوكيات موحدة يجب اتباعها في أي نشاط, أرعب الجميع – غنياً وفقيراً، متعلماً وأمياً، كبيراً وصغيراً ذكراً وأنثى, لقد نجح كورونا في دق الأجراس وفي تغيير الأولويات وسيفرض علينا كمجتمع بشري إعادة صياغة خططنا وأولويات مستقبلنا أفراداً وحتى دولاً.
وكشف كورونا (19Covid ) هذا المخلوق غير المرئي ضعف الإنسان العصري وعجز الأنظمة والدول المتقدمة صناعياً إلى جانب ذلك كشف ضعف النظام العالمي الذي حاول فرض نظريات الليبرالية، لقد اسقط الأيدولوجيات الشمولية التي روج لها مع نهاية الحرب الباردة.
لقد أعاد فيروس كورونا الجميع إلى البدايات إلى مرحلة العصور الوسطى وجسد “العولمة” في قالب مغاير لما أراده منظروها وأنهى دعوات التفكير فيما بعد الحداثة وما بعد العولمة، ووضع البشرية أمام تاريخ وبدايات جديدة لما بعد كورونا.
جيمي كارتر وأثناء حديث له مع ترامب حول الصين قال: هل تعرف لماذا الصين في طريقها لتجاوزنا؟ لقد قمت أنا بتطبيع العلاقات الديبلوماسية مع بكين سنة 1979م منذ ذلك التاريخ، هل تعلم كم عدد المرات التي خاضت فيها الصين الحرب ضد أيٍّ كان؟ ولا مرة’ أما نحن، فقد بقينا في حالة حرب دائمة، لقد بدّدنا 3000 مليار دولار على النفقات العسكرية، أما الصين فلم تبدّد فلساً واحداً على الحروب، ولذلك هي تتفوّق علينا في جميع المجالات تقريباً.

قد يعجبك ايضا