المرتزقة وشهرهم المفضل
عبدالفتاح علي البنوس
يبدو أن شهر أبريل بات شهر مرتزقة العدوان- أدوات المحتل السعودي والإماراتي في الداخل اليمني – ففي الوقت الذي درجت فيه العادة للترويج لما يسمى (بكذبة أبريل) في المجتمعات العربية تقليداً للغرب ، لم يكتف مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني بكذبة أبريل التي جعلوا منها فرصة سانحة للترويج لانتصاراتهم السرابية الوهمية الأبريلية ، فصار شهر أبريل شهرا للكذب والتدليس والتضليل والزيف والخداع ، فنجدهم يغرقون في الكذب ، ويروجون لانتصارات غير حقيقية ، يعمدون إلى الترويج لها على الفبركة ، والدبلجة ، والمونتاج ، والمشاهد المركبة داخل استديوهات قناتي العربية والحدث .
بالأمس وبمناسبة الأول من أبريل ( كذبة أبريل) ذهب مرتزقة السعودية من الإصلاحيين ، ومرتزقة الإمارات من العفافيش للترويج لكذبة سقوط جبل هيلان والسيطرة عليه من قبلهم ، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، والمضحك أن هذه الكذبة الأبريلية لم تحظ بتوافق المرتزقة ، فمرتزقة السعودية نسبوا هذا الإنجاز الوهمي لميلشياتهم وقاموا بالاحتفال به على طريقتهم ، فيما نسبه مرتزقة الإمارات من العفافيش لميلشياتهم التي قدمت من الساحل الغربي حسب زعمهم ، ولم يجد المرتزق العميل الخائن طارق عفاش أي حرج في التغني بهذه الكذبة والتلويح بأن مرتزقته هم من قاموا بتنفيذ هذا الإنجاز السرابي ، وهو ما قوبل بردة فعل من قبل مرتزقة السعودية الإصلاحيين الذين هاجموه واتهموه بالكذب والخيانة ، بالتزامن مع قيام ناشطين إصلاحيين بنفي أي سقوط لجبل هيلان في مارب والتأكيد على أنه لا يزال تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية ، واتهام طارق عفاش بالترويج للأكاذيب ومحاولة ادعاء البطولة ، وهو من هرب من صنعاء بملابس نسائية ، بعد أن أشعل الفتنة الديسمبرية التي تم وأدها في أقل من 72ساعة .
ويبدو أن شهر الكذب الخاص بالمرتزقة سيكون حافلا بسلسلة من الأكاذيب (الدسمة) التي تعالج الروح المعنوية المنهارة التي تطغى على مليشياتهم في مختلف الجبهات ، فما يزال محمد العرب يتحدث في تقاريره الإخبارية عن تقدم مليشيات العمالة والخيانة والارتزاق الذين يطلق عليهم مسمى (الجيش الوطني) وأحيانا ( مقاومة إقليم سبأ) في بني حشيش ، ويُصِرّ على أن المرتزقة يتقدمون في نهم ، وأنهم باتوا على أبواب صنعاء ، ولو عرجنا على فضائيات المرتزقة بشقيها الإماراتية والسعودية ، والفضائيات السعودية والإماراتية ، فإننا سنشاهد عجب العجاب ، وسنقف أمام سيل جارف من الأكاذيب والتي تدخل مرحلة الذروة في شهر أبريل الذي بات شهرهم المفضل .
واللافت هنا في انتصارات المرتزقة الوهمية والتي تتزامن مع دخول شهر أبريل أنها تأتي في ظل التسريبات التي تتناقلها وسائل إعلام خليجية تابعة لقوى العدوان عن تحركات من أجل البحث عن حلول للأزمة اليمنية ، وكأنها تسعى من خلال الترويج للأكاذيب إلى تفادي الظهور في موقف المهزوم في حال تم التوصل إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار ، والمشكلة هنا أن تلكم المشاهد المفبركة والقديمة غير مقنعة لأنصار ومؤيدي المرتزقة وحكومة الفنادق وشرعية الدنبوع المزعومة أنفسهم ، وهم أول من يتمسخر بها ، ويتندر عليها على شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي .
بالمختصر المفيد: مهما ظن صنَّاع الكذب أن حبل الكذب طويل من وجهة نظرهم ، فإن الحقيقة الدامغة تؤكد وبما لا شك ولا لبس ولا كذب فيه أنه قصير جدا ، ولا يمكن للكذب أن يمنحك انتصارا ، ولا يمكن للوهم والخيال والأوهام أن تتحول إلى حقيقة ، فالانتصارات شواهدها حية وماثلة للعيان ، وموثقة بالصوت والصورة ، ولا تحتاج إلى دبلجة ومونتاج وفبركة وتركيب مشاهد ، والاستعانة بالمشاهد المؤرشفة .. لقد نزع الله من المرتزقة وقوى العدوان الحياء ، ولذلك فهم يكذبون ويغرقون في الكذب منذ خمس سنوات ، وهاهم يدشنون العام السادس بكذبة سقوط جبل هيلان وانتصاراتهم السرابية في مارب والجوف ، والفرق كبير جدا بين من يستهل العام السادس بعملية نوعية تضرب عمق العدو السعودي ، وبين من يفتتح العام السادس (بكذبة مدخنة) لا تمت للحقيقة بأدنى صلة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .