هل العالم أمام حرب بيولوجية!

 

عبدالله الأحمدي

الحروب الجرثومية ليست غريبة على الامبريالية الامريكية فقد استخدمتها في العدوان على فيتنام والعراق، ومازالت الأرض في العراق وفيتنام لا تنبت زرعا جراء اليورانيوم المنضد الذي استخدم في العراق، ومازالت النساء في فيتنام يلدن أطفالا مشوهين نتيجة الحرب الجرثومية التي طالت الشعب الفيتنامي. وغابات بكاملها ومزارع تم احراقها بواسطة قنابل النابلم والاسلحة الكميائية التي قذفتها الطائرات الامريكية في فيتنام.
اليوم يبدو العالم أمام جائحة جديدة ونوع متطور من الحروب. هذه الجائحة هي فيروس كورونا الذي صنع في معامل الجيش الامريكي، وتم نقله الى الصين في اطار الحرب الاقتصادية بين البلدين.
ويبدو ان الصراعات في العالم وخاصة بين القوى الكبرى ستتخذ منحى خطيرا في ظل استخدام الحروب البيولوجية، وان الاسلحة ما قبل ذلك ستبدو تقليدية وستفقد اهميتها ودورها، وان الخرائط السياسية ستشهد تبدلا وتغييرا.
الراسمالية من أجل الربح مستعدة ان تفني الجنس البشري بأسره، كما فعلت بالهنود الحمر والسود في امريكا. وهناك خطة غربية لافناء سكان افريقيا في القرون القادمة، الذين تعتقد انهم عالة عليها، واستبدالهم بأجناس اوروبية،كما فعلوا بالامريكيين الأصليين وسكان استراليا.
أمام بريق المال تفقد الرأسمالية أي قيمة انسانية، كما هو حاصل اليوم.
الذين اشعلوا الحروب التقليدية والنووية مستعدون أن يشعلوا الحروب البيولوجية، وإفناء الجنس البشري. لقد أصبح من الثابت ان فيروس كورونا تم تخليقه في معامل الجيش الامريكي ومعامل أخرى، وتصديره الى الصين وايران وايطاليا لأسباب تتعلق بالصراع والعلاقات بين هذه الدول ومركز الرأسمالية في العالم امريكا.
في حمى كارثة كورونا رفضت الدول الراسمالية وعلى رأسها امريكا تقديم أي عون للدول التي يجتاحها الفيروس، مما اضطر مواطنوي ايطاليا التعبير عن غضبهم بانزال علم الاتحاد الأوروبي والعلم الامريكي، ورفع علم الصين الشعبية بدلا عنهما.
الصين وروسيا وكوبا هم من بادروا لتقديم العون للطليان والايرانيين رغم معاناتهم في الصين من هول الكارثة، ومحدودية الامكانيات الكوبية، مما جعل العالم يتجه بانظاره الى هذه الدول كمنقذ للبشرية من حيث العون والمساعدة وتصنيع أدوية ولقاحات ضد هذا الفيروس القاتل.
الفيروس امريكي ترامبي بامتياز، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية إنها ضبطت معامل في جورجيا واوكرانيا تصنع الغبار الفيروسي وترسله عبر الطائرات المسيرة الى مناطق اقتصادية بعينها. كما اعلنت إن روسيا سوف تقاضي امريكا بهذا الخصوص.
الصينيون بدورهم اعلنوا ان الفيروس تخلق في المعامل الأمريكية وأوردوا اتهامات كثيرة للامريكان:
وقالوا ان الفيروس جاء من امريكا عبر نشاط عسكري، وان الفيروس منشأه امريكا رغم ظهوره في الصين.
ورفض الصينيون اتهامات ترامب بتسمية الفيروس بالصيني.
النظام الرأسمالي أثبت فشله في مواجهة هذه الكارثة فلم يستطع، التحكم بحركة مواطنية، أو السيطرة على الفيروس،بل ان مسؤولا بريطانيا قال لمواطنيه استعدوا للموت.
الدول الرأسمالية عجزت عن تقديم أي شكل من اشكال والرعاية لرعاياها. وبحسب ما جاء في الاخبار والتحليلات فان الراسمالية تريد التخلص من بعض السكان وبالذات من هم فوق السبعين التزاما بنظرية مالتوس حول انقاص السكان.
هذه الجائحة بحسب الكثير من المفكرين اثبتت حاجة البشرية لنظام اجتماعي وسياسي واقتصادي اكثر عدلا يهتم بالإنسان لا يقل عن الاشتراكية.
أثبتت المافيا الايطالية انها أرحم من الرأسماليين في مد يد العون لمواطني وحكومة ايطاليا فقد جاء في الأخبار ان منظمات المافيا تبرعت بسبعة مليارات دولار لمواجهة الكارثة في ايطاليا.
ومرة اخري يثبت تفشي كورونا وعدم قدرة الانظمة الحالية السيطرة عليه حاجة العالم الى التغيير ووجود انظمة سياسية ذات نزعة إنسانية تستثمر في هذا المجال بدلا من استغلال هذه الانظمة لخيرات الشعوب، وتحويل هذا الخيرات الى اسلحة وأجهزة تجسس وسيطرة.
لقد عجزت حتى امريكا زعيمة الرأسمالية وصاحبة الدولار عن مواجهة هذه الكارثة، ومازال البلطجي ترامب ووزير خارجيته بومبيو يوزعان الاتهامات للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية وكثير بلدان معادية للانحطاط الامريكي.
لقد عجز النظام الرأسمالي عن افناء البشرية بالحروب التقليدية والكميائية، وها هو يجرب شوطا جديدا باستخدام الحروب البيولوجية. فهل ينجح في ذلك؟!

قد يعجبك ايضا