د. جابر يحيى البواب
في وقت سابق، من الصعب أن تجد شخصاً ماكثا في منزله، البقاء خارج المنزل طبع لدى أغلب اليمنيين نتيجة لعدة أسباب أهمها العمل أو مجالس القات أو أماكن الترفيه واللعب.. المنزل صار أشبه بالفندق المخصص للنوم والأكل فقط.. وافتقد لأهم مقومات الحياة الأسرية التي يجب أن يمنحها الآباء لأبنائهم أو شركاء حياتهم.. مع ظهور وباء كورونا شهدنا تحذيرات متعددة تصلنا من كل دول العالم، وعلى خطى الإجراءات الاحترازية الوقائية الخاصة بالتصدي لكوفيد 19 “فيروس كورونا” أطلقت مجموعة من القيادات الشبابية والرياضية والإعلامية حملة “خليك بالبيت” في مبادرة تجسد ثقافة ووعي الشباب والرياضيين والإعلاميين في تشجيع المواطنين- ومنهم جمهور وعشاق الرياضة- على البقاء في المنازل وأخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من فيروس كورونا؛ الوعي بالحيطة والحذر وتجنب الوباء شيء إيجابي، لكنه غير فعال ما لم يعزز ببعض الإجراءات التي تزيد من قدرة الجسم على التصدي لهذا الفيروس من خلال رفع قوة المناعة عبر تناول وجبات غذائية صحية وممارسة بعض التمارين الرياضية داخل المنزل.
يجب على من يمارِس التمارين الرياضية بشكلٍ روتيني أن يحافِظ على الغذاء الصحي المتوازن، وخصوصا في مثل هذه الظروف التي تشهد انتشار فيروس كورونا الذي يغزو الأجسام الضعيفة التي ينقصها عنصر المناعة، كما يجب المحافظة على شرب الماء والحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم، وتناول الفواكه والخضراوات، فهي مصدر أساسي للفيتامينات والمعادِن، وعامل مهم لتقوية مناعة الجسم كما تعتبر ممارسة التمارين الرياضية واحدة من أكثر الأمور التي يوصي بها الأطباء في جميع أنحاء العالم، لما لها من آثار إيجابية صحية ونفسية أيضاً؛ فهي تساعد الجسم على القيام بوظائفه وعملياته الحيوية المختلفة من خلال تنشيط الدورة الدموية مثلاً، ولها فوائد متعلّقة بالتخلُّص من الوزن الزائد والحصول على جسم صحي ورياضي، إضافةً إلى فوائدها في تقوية مناعة الجسم ضد العديد من الأمراض ومنها الأمراض النفسية المتعلّقة بإزالة التوتر والقلق الناتج عن التفكير في فيروس كورونا بل والتصدي له ومقاومته ومنعه من الاستقرار في جسم الإنسان.
هناك الكثير من التمارين الرياضية التي من الممكن ممارستها في المنزل وهي سريعة وسهلة تبث في الجسد النشاط والحيوية، وتسهم في تقوية العضلات وتخفف من الضغوطات اليومية التي قد نعانيها جراء الجلوس في المنزل لفترات طويلة “خليك بالبيت”، ومن هذه التمارين ما يلي:
تمرين الضغط: يعتبر واحداً من أفضل التّمارين الرياضية؛ لأنه يجمع أكثر من عضلة في نفس الوقت، ومنها عضلات الصدر، وعضلات الكتفين، وعضلات الذراعين، تتم ممارسته من خلال الاستلقاء على الأرض، ثم رفع الجسم من خلال الضغط على الأرض بواسطة الذراعين، ثمّ ثنيهما.
تمرين رفع الساق: يساعد على شد عضلات البطن وكذلك الخصر، وتتم ممارسة هذا النوع من التمارين عن طريق التمدد على الأرض وتحديداً على منطقة الظّهر بشكل مستوي، ثم يتم رفع الرجلين ما يقارب 15 سنتيمتراً عن مستوى الأرض والاستمرار في تحريكهما باتجاه الأعلى والأسفل.
تمرين الجلوس: يعتبر من أكثر تمارين عضلات المعِدة شيوعاً، وتتم ممارسته عن طريق الاستلقاء على الظّهر، ومن ثُمَّ ثني السّاقين بحيث تُصبح الرّكبتان للأعلى، وتوضع الذّراعان بمحاذاة الرأس حتى لا يتم استغلالهما أثناء التمرين، ومن ثُم يبدأ الشخص بمحاولة الجلوس بحيث يقترب رأسه من ركبتيه قدر المستطاع، يتلو ذلك الاستلقاء من جديد مع إبقاء الساقين في وضعيتهما، يكرر ذلك إلى حين إرهاق العضلة وشدها، ويفضَل أداؤه ثلاث إلى أربع مرات.
تمرين العقلة: يقوم بشد عضلات الظهر العلوية بشكل أساسي، إضافةً إلى عضلات الذراعين بشكل ثانوي، ويتم من خلال تعليق الجسم بعصا مثبتة أُفقياً وفتح اليدين بنفس مستوى الكتفين أو أوسع، ومن ثُم البدء برفع الجسم حتى وصول الذقن لمستوى العصا أو أعلى، ومن بعدها إنزال الجسم ببطء.
تمرين تمديد الظّهر: هو من أكثر التّمارين المفيدة وتحديداً لمن يعاني من آلام الظّهر التي تنتج عن الجلوس بشكل خاطئ، وتتم ممارسة هذا النوع من التمارين عن طريق التمدد على الأرض على الظّهر، ثم ثني الركبتين معاً بحيث تكون الذراعان ممددتين إلى الجانب، ومن ثُم شد الرأس باتجاه الركبتين، وبذلك سيتم الحصول على عضلات ظهر قوية ومرنة، وهناك العديد من التمارين التي يمكن ممارستها بالبيت لكن المجال لا يتسع لذكرها..”اللهم احفظ اليمن وأهله”.