المشروع القرآني.. قيام بالمسؤولية وتصحيح للثقافات المغلوطة
نبيل بن جبل
المشروع القرآني العظيم هو المخرج الوحيد للأمة، فالشهيد القائد عليه السلام وضع للأمة في هذا المشروع المخرج، عين على الأحداث وعين على القرآن، وأيضا عرّف الأمة بدلالات القرآن، وكيف يجب أن يقف أبناؤها على معانيه الممزوجة بحروفه وكلماته.
ولو دققوا في قيم ومبادئ وأخلاق هذا المشروع سيفقهون من خلال طرح الشهيد القائد عليه السلام ، أن في هذا المشروع طريق سلامة ونجاة ونهوض بالأمة وطريق حياة تتدفق بين سطور ما طرح في ملازمه أسرار النهوض وعوامل تحقيق السيادة والريادة في هذه الحياة.
ويعرفون من خلاله أن فقه القرآن وفهمه ومعرفته أساس هام يقوم عليه صرح الأمة الثقافي والمعرفي ، وأهم ما فيه روحية الجهاد في سبيل الله والإعداد لمواجهة الأعداء من اليهود والنصارى والنهوض بالأمة على أرقى المستويات، والتولي لله ورسوله وأعلام هداه، ومواجهة الأعداء ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا، وكشف مؤامراتهم وخططهم وخداعهم وكذبهم.
المشروع القرآني للشهيد القائد فضح من خلاله الوهابية وأفكارها المغلوطة التي دجنت الأمة الإسلامية بكتب وعلوم وأحاديث تقدر بالآلاف حتى نسوا كتاب الله وتوجيهاته، ورسالة الدين المحمدي الأصيل، ألهوا الأمة بهذه الكتب وجعلوها تنشغل بهم وتنسى الأصل والأهم أبرز ما في تلك الكتب انشغال مفرط في الذات والصفات وفي خلق القرآن أو أزليته والعنعنات والسندات والهوامش والتعليقات والسواك وتقصير الثوب وحلق الشنب في كتب ما يسمى بالسلف والخلف، وكان لهذه الكتب الأثر السلبي الذي جر الأمة إلى خذلانها وتخلفها وترديها ،لأنها لم تلتزم بتوجيهات الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وحديثه الأهم الذي قال فيه (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
فيجب على المؤمن الحريص على دينه الرجوع إلى كتاب الله ، والتولي لأعلام الهدى والرجوع لهذا المشروع القرآني العظيم ففيه العزة والكرامة والنهضة وفيه العزة والمنعة للأمة، وما الذي يضر المؤمن إن هو عرف ربه وأخلص له وأحب رسوله وأحسن اتباعه واتباع أعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام ثم يدأب على عمل الخير والجهاد في سبيل الله والإعداد لمواجهة أعداء الله ليكون زادا له يوم اللقاء !!
إن آية واحدة من القرآن الكريم بنورها وإشراقها وجلالها وروعتها لتكفي المؤمن وتذيقه طعم النعيم في جنة الدنيا قبل جنة الآخرة ، وإني لألحظ حرص القرآن الكريم على تنمية الملكات وتزكية القدرات وبعث الطاقات لدى الأمة، متمثلة في أفرادها وهو يهيب بهم أن يتعلموا ويتقنوا الصناعة، وأجده قد تخير أشد العناصر قوة وبأسا وهو (الحديد) وسمي باسمه سورة مباركة من سوره الشريفة ثم عمد إلى ذكر نبي كريم من أنبيائه «داود» عليه السلام، مشيرا إلى مهارته ومقدرته في تشكيل الحديد وتحويله إلى سيوف ودروع ومحاريب وآلات حربية تحفظ للإنسان حرمته وكرامته ودينه، ثم ختم القصة بأمر حاسم بالعمل شكرانا وعرفانا لواهب النعم ومسدي الخيرات «وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ»!
(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) ولله عاقبة الأمور.