إنــــــــــــــــــــــــــا لمدركون..!!

 

ضيف الله الشامي

• أرخى الليل سدوله ، وتلاشت معها خيوط النهار ليحل الظلام الدامس مع كآبة لم يسبق لها مثيل ولحظات أليمة لن تمحيها ذاكرة الزمان ولا هول الأحداث ، كالصاعقة كانت وقد حال العدو بيننا وبين جميع إخوتنا المجاهدين وتقطعت بالكثير منا السبل وانتهى المطاف بالجميع بين شهيد وجريح وأسير ومشرد.
• مع مجموعة من الإخوة كنت أنظر إلى عيونهم وقد احتبست دموعهم في مآقيهم وكادت ان تتفجر وكل واحد منا يحاول إخفاء الألم عن الآخرين.
• أحدنا كان يحمل مذياعا صغيرا يقلب موجاته لعله يسمع ولو همسا ونحن في بطن الوادي قد أثخنت الكثير منا الجراح والبعض لا يقوى على الحركة وآخرون انهكهم الجوع والأرق ، وفي لحظة صمت وهدوء غريبين وعبر أثير إذاعة صنعاء سمع خبرا يمثل الفاجعة أعلن فيه عن نهاية المعركة في مران باستشهاد الشهيد القائد / السيد حسين بدر الدين الحوثي وبنبرة استعلاء واستكبار وفرح وسرور يزفون البشرى ويعلنون الانتصار وكأنهم فتحوا بيت المقدس لتتعالى صوت الرصاص والرشاشات والمدافع وبكل الأسلحة ومختلف الأعيرة النارية في الهواء في زهو وافتخار من قبل جيش السلطة الظالمة العميلة آنذاك لتتفجر معها مآقي المحبين والصادقين دموعا ودما من كل رجل وامرأة وطفل من أبناء مران لهول تلك الفاجعة.
• أظلمت الأرض وازداد ظلام ليلة الـ26 من شهر رجب 1425هـ قتامة حتى كادت السماء أن تنطبق على الأرض .
• كان الزاد الأساسي والوحيد الذي كنا نملكه تلك اللحظات هو الثقة بالله وبوعده بالنصر فكان كل واحد منا يذكر الآخرين بعظيم المنهجية والمسار الذي نسلكه وكلما نتذكر فيه كلام الشهيد القائد نزداد طمأنينة وسكينة لتهدأ النفوس ، ومع كل صوت نسمعه عبر مكبرات الصوت من المساجد في منطقة مران والتي سارع المجرمون وأبواقهم ليعلنوا منها البشارات لكل مستمع عن جريمتهم الشنعاء ظنا منهم أن ذلك يعد انتصارا لهم وشرفا يتفاخرون به بين الناس.
• كانت تلك الأصوات تعيدنا لما كان يتحدث عنه الشهيد القائد وعن الأحداث التي أشار اليها وكيف سيحقق الله النصر والغلبة والتمكين لأوليائه حتى لو وصلوا إلى أصعب المواقف وأشدها ولاح في الأفق حديثه عن نبي الله موسى عليه السلام عندما خاطبه قومه (إنا لمدركون) فكان رده عليهم (كلا إن معي ربي سيهدين).
• وفي نهاية تلك الليلة المظلمة بدأت إشعاعات ضوء القمر تلوح في الأفق وتنساب إلى الوديان رويدا رويدا خجولة حزينة تداعب نفوس المجاهدين المؤمنين المشردين لتعلن لهم أن بعد الليل صبحا وبعد الظلام نورا ، وكأني بها حينها تقول كيف أسفر على فاجعة كبيرة مثل هذه لكنها سنة الله في أرضه وخلقه ، وكيف لمكان قتل فيه النور أن اضيئه وقد سفكت فيه دماء علم وقائد ورجل لم يكن ذنبه سوى الدعوة إلى الله وإلى كتاب الله فلو كان للقمر عيون لأرتنا دموعها وحرقتها لهول الجريمة والفاجعة.
• نعم … (إن من أعظم نكبات الأمة أن تخسر عظماءها) فقد خسرت الأمة تلك الشخصية العظيمة من أجل إرضاء اليهود والنصارى من الأمريكيين والإسرائيليين حتى أن النظام العميل سعى لاستغلال الحدث للتقرب للأمريكان بشكل أكبر وخصوصا أنهم أقدموا على هذه الجريمة بأمرهم وطاعة لهم فالشهيد القائد ومشروعه العظيم كان ولازال الخطر الأكبر على المشروع الأمريكي الصهيوني في هذا العالم فهو من سارع إلى كشف مؤامراتهم على الإسلام والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001م والتي اتخذها الأعداء ذريعة للحرب على الإسلام والمسلمين واتجهت الحكومات والأنظمة العميلة والخانعة لتقديم الولاء والطاعة للأمريكان وتسليم رقابهم وأسلحتهم ومقدراتهم تحت تصرف الأمريكان.
• لكن صوتا من قمم جبال مران وقف شامخا وأسمع العالم صوته بعد أن أعلن جورج بوش حينها شعاره ( من لم يكن معنا فهو ضدنا ) ليقول للأمريكيين وأدواتهم (نحن سنكون ضدكم ولن نكتفي بذلك بل سنعلن الموت لكم ونكشف للعالم حقيقتكم وإجرامكم) .
• ومن هنا أتت القرارات لشن المعركة على الشهيد القائد ليتوج ذلك بتقديم الإعلان الرسمي لاستشهاده من قبل النظام العميل حينها في يوم الـ11 من سبتمبر 2004م ليقولوا للأمريكيين ها هو الصوت الذي أزعجكم ووقف ضد مشروعكم ها هو اليوم قتيل بين أيديكم فنحن الخادمون المطيعون والعملاء المخلصون على الرغم من ان استشهاده كان ليلة الـ26 من شهر رجب 1425هـ التاسع من سبتمبر 2004م.
• هكذا كانت العمالة على أشدها والخيانة في أوجها والولاء لأعداء الأمة في أسوأ التجليات.
• لكن مع مرور الزمن وتكشف الحقائق وتوالي الأحداث وتجلي البينات لكل ذي لب وعقل تجلى قول الله تعالى }إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {
• هكذا مرت الأحداث وأظهر الله نوره الذي حاول الأعداء ان يطفئوه بأفواههم وجرائمهم ودجلهم وخداعهم واستخدامهم للتهم الباطلة كذبا وزورا وبهتانا كالتمرد على الدولة والخروج عن النظام والقانون ، ليرينا الله فيهم عظيم قدرته ويجازيهم في الدنيا قبل الآخرة وليحقق مصداقية سنن الله في خلقه فكما أهلك الطاغية فرعون الذي تعالى بالقول أنا ربكم الأعلى فأهلكه الله غرقا في قعر البحر رأينا هلاك من ارتكبوا جريمة قتل الشهيد القائد بحجج باطلة هلكوا وشردوا وطردوا وهم مجرمون ،متمردون، عملاء، خونة، مفضوحين أمام الله وامام شعبهم وأمتهم.

وزير الإعلام

قد يعجبك ايضا