فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم
عبدالفتاح علي البنوس
قال تعالى ((وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)) وتتوالى العمليات النوعية لأبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل اليمنية الشرفاء ، الذين يعافون حياة الذل والهوان ، ويرفضون العيش على الارتزاق والعمالة للغازي المحتل ، ويأبون إلا أن يعيشوا حياة مشبَّعة بالعزة والكرامة والشموخ والإباء ، الحياة الكريمة التي لا انبطاح فيها ولا ارتهان لأي قوى خارجية شقيقة كانت أو صديقة ، فالسيادة اليمنية غير قابلة للمزايدة أو البيع والشراء مهما كان الثمن .
بعد عملية “البنيان المرصوص” النوعية دلف الأبطال في معركة نوعية جديدة محورها محافظة الجوف ، العملية التي دقدقت مفاصل قوى العدوان والعمالة والارتزاق التي باعت نفسها للعدو السعودي تمكن خلالها الأبطال المغاوير من تحريرَ كافةِ مديرياتِ محافظةِ الجوفِ باستثناء بعض المناطقِ في مديريةِ خب والشعف وصحراءِ الحزمِ في عمليةٍ عسكريةٍ واسعة بعد سلسلة من الملاحم البطولية والعمليات القتالية التي أطلق عليها اسم “فَأمْكَنَ مِنْهُم” والتي استمرت لمدة خمسة أيام ، والتي أسفرت -بحسب البيان الصادر عن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع- عن دحر ما يسمى بالمنطقةِ العسكريةِ السادسةِ التابعة للمرتزقة بجميعِ ألويتِها العسكرية ، ووقوعُ المئاتِ من قواتِ العدوِّ بينَ قتيلٍ وأسيرٍ ومصابٍ بينهمْ قيادات بارزة عميلة ، بالإضافة إلى اغتنام كمياتٍ مختلفةٍ من الأسلحة.
العملية التي شاركت فيها القوةُ الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر بأكثر من خمسين عملية ، شملت أيضا بعض الضربات الخاطفة لعدد من المنشآت الحيوية داخل العمق السعودي جاءت بعد أن تنكر المسخ المرتزق أمين العكيمي مع تسامح وعفو قائد الثورة وعاد ليعلن خيانته ويعيد عمليات ميلشياته الإجرامية الغادرة التي تطلبت التعامل معها بحزم وقوة ، الأمر الذي أدى إلى دك تحصيناتهم والفتك بهم وبمعداتهم وآلياتهم العسكرية رغم الغطاء والإسناد الجوي الكبير الذي رافق المواجهات دعما وإسنادا للمرتزقة ، إلا أن خيانتهم وغدرهم وإجرامهم ورفضهم الانصياع لصوت العقل ومنطق الحكمة والصواب أمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية منهم ، وكبدوهم خسائر كبيرة في العدة والعتاد .
وأمام هذا الإنجاز الميداني الجديد الموثق بالصوت والصورة ، الخالي من التدليس والتلبيس والمونتاج والدبلجة التي يتم تنفيذها في استديوهات قناة العربية للحديث عن انتصارات المرتزقة الوهمية السرابية يتأكد وبما لا يدع أي مجال للشك أن القيادة الثورية الحكيمة والقيادة السياسية الرشيدة قررت حسم المعركة وعدم الالتفات إلى مراوغات المبعوث الأممي والأمم المتحدة ، والمضي في تطهير ما تبقى من مناطق محافظة الجوف والتقدم صوب مارب بغية استعادة السيطرة على كافة الأراضي اليمنية ، وتطهيرها من رجس الغزاة والمرتزقة الذين عاثوا في البلاد الفساد ، ومارسوا في حق أبناء الشعب في المناطق التي سيطروا عليها صنوف الإذلال والقمع والقهر والاستعباد والاستبداد ، وأن ما هو قادم من الأيام تحمل معها بشائر النصر المرتقب ، النصر الذي يُعز الله به المستضعفين من أبناء الشعب اليمني بعد خمس سنوات من العدوان الجائر والحصار الغاشم الذي أهلك الحرث والنسل .
بالمختصر المفيد: عملية “فأمكن منهم” هي محصلة عملية للوعد الإلهي بنصرة وتأييد المستضعفين والمظلومين ، وحاشا الله أن يخلف وعده ، أو يخذل عباده المؤمنين ، وبإذن الله وتوفيقه سيكون النصر الكبير قريبا جدا وسيتنفس اليمنيون الصعداء ، وتعود لليمن السعيد سعادته ، وسيجر الغزاة والمرتزقة أذيال الهزيمة والخزي والعار ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .