واشنطن/
قال المتحدث باسم الحكومة الصينية تشاو لي جيان، إن الجيش الأمريكي ربما جلب كورونا إلى مدينة ووهان الصينية، التي كانت الأكثر تضرراً بسبب تفشي الفيروس.
ونشر تشاو لي جيان تغريدة بالإنجليزية في حسابه على “تويتر” قال فيها: “متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما هي أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأميركي الوباء إلى ووهان.. تحلوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أميركا مدينة لنا بتفسير”.
وبعد شفاء جميع حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في عدد من المستشفيات المؤقتة في مدينة ووهان الصينية، أدى أفراد الكوادر الطبية رقصات مختلفة للاحتفال بتعليق الأعمال في المستشفيات المؤقتة.
وبدءاً من الثامن من الشهر الحالي، علّقت مدينة ووهان العمل في أحد عشر مستشفى مؤقتاً، وذكرتْ لجنة الصحة في المقاطعة أن هوبي سوف تغلق تدريجاً المستشفيات المؤقتة مع إبقاء الإجراءات الصارمة للوقاية من الفيروس والسيطرة عليه.
وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ يومين أنه تمّت “السيطرة عملياً” على تفشي كورونا المستجد في هوباي؛ بؤرة انتشاره.
وقال شي: “تم تحقيق نجاح أولي نحو استقرار الوضع وتحسنه في هوباي وووهان”، بحسب ما نقلت وكالة أنباء “الصين الجديدة” الرسمية.
وفي 3 فبراير، ردت الخارجية الصينية على واشنطن بقولها: “إن بعض الدول، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، تتعامل مع فيروس كورونا بطريقة عجيبة جداً، وكل ما تلقيناه من واشنطن هو نشر الذعر”.
من جانب آخر، وضعت السلطات البرازيلية الرئيس جايير بولسونارو تحت الملاحظة الطبية؛ وذلك خشية إصابته بفيروس كورونا المستجد، بعد التأكد من إصابة وزير الاتصالات فابيو واجنجارتن.
وأعلن مكتب الرئيس البرازيلي، أن وزير الاتصالات اجتمع، السبت الماضي، برفقة بولسونارو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
كما أكد مكتب الاتصالات التابع للرئاسة البرازيلية أن واجنجارتن مصاب بفيروس كورونا المستجد بعد أن أكد تحليل ثانٍ إصابته.
وأفادت صحيفة “أو إستادو دي ساو باولو” البرازيلية بأن الرئيس بولسونارو قد عاد إلى البلاد هذا الأسبوع، بعد زيارة للولايات المتحدة التقى خلالها ترامب.
وقال وزير الصحة البرازيلي لوكالة “رويترز” إن بولسونارو سيوضع تحت الملاحظة إذا تأكدت إصابة وزير الاتصالات البرازيلي بالفيروس.
من جهته، قال البيت الأبيض إنه “لا حاجة لخضوع ترامب لفحص كورونا، بعد لقائه المسؤول البرازيلي المصاب بالفيروس”.
وكانت وزارة الصحة البرازيلية أعلنت تسجيل 30 إصابة مؤكدة بفيروس “كورونا” في البلاد، فيما يخضع نحو ألف شخص للفحوصات الطبية.
جدير بالذكر أن الفيروس الغامض ظهر بالصين أول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان، لكن بكين كشفت عنه رسمياً منتصف يناير الماضي.
وينتشر الفيروس اليوم في أكثر من نصف دول العالم، لكن أكثر وفياته وحالات الإصابة موجودة في الصين وإيران وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا.
وزاد الانتشار بدول الخليج والدول العربية مع توسع انتشاره في إيران، بسبب وقوعها على الضفة المقابلة للخليج العربي ووجود حركة تنقل واسعة معها؛ إذ قارب عدد المصابين 300 شخص.
وتوقع طبيب في الكونغرس الأمريكي أن ما بين 70 مليون شخص و150 مليوناً معرضون لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد.
وقالت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب، خلال جلسة استماع لأعضاء القوة الخاصة المخصصة لمكافحة “كوفيد-19″، إن “الطبيب الملحق بالكونغرس قال لمجلس الشيوخ إنه يتوقع إصابة ما بين 70 مليون شخص و150 مليوناً بالفيروس في الولايات المتحدة”، وفق وكالة “أ.ف.ب”.
كما نقل موقع “إكسيوس” الأمريكي عن مصدرين قولهما: إن “الطبيب براين موناهان نقل هذا التوقع إلى مسؤولين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ الثلاثاء، طالباً منهم الاستعداد للأسوأ”.
وتشير الفرضية الأكثر تشاؤماً إلى احتمال أن يصاب بالفيروس ما نسبته 46% من الأمريكيين البالغ تعدادهم 327 مليون نسمة.
وقال إنتوني فوكي، مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية، وفق آخر تقديراته التي نقلها إلى الكونغرس، الأربعاء، إن نسبة الوفيات تدور حول 1%.
وبالاستناد إلى هذه النسبة فإن هذا قد يعني تسجيل ما بين 700 ألف و1,5 مليون وفاة في الولايات المتحدة.
ومن باب المقارنة فإن أمراض القلب التي تعد السبب الأول للوفيات الناجمة عن أمراض في الولايات المتحدة، أسفرت عن 650 ألف وفاة في 2018، فيما أدى مرضا الإنفلونزا والالتهاب الرئوي مجتمعين إلى وفاة 60 ألفاً.
ويرتفع خطر الوفاة نتيجة الإصابة بكورونا المستجد عند المصابين الذين تخطوا 60 عاماً، وهو أكبر لدى المصابين الذين تخطوا 80 عاماً والذين يعانون من أمراض أخرى، على غرار داء السكري والأمراض القلبية أو التنفسية، أو حتى لدى الذين يعانون من ضعف أجهزتهم المناعية.
من جانبه، رد أنتوني فوكي على سؤال لرشيدة طليب حول ما إذا كان يؤمن بدقة هذا التقدير بشأن أعداد الأمريكيين المحتمل إصابتهم في المستقبل، قائلاً: “علينا أن نكون حذرين مع هذا النوع من التقديرات لأنها تستند إلى نماذج قياسية”.
وأردف أن “نوعية النموذج مرهونة بطبيعة الفرضيات التي ينطلق منها”، لافتاً إلى أنه بالإمكان تجنب التقدير الأكثر تشاؤماً بفضل العمل على احتواء انتشار الوباء.
وأشار إلى أن النموذج الذي طورته في 2014 المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض والوقاية منها بشأن وباء إيبولا، كان يتوقع إصابة أكثر من مليون شخص، مضيفاً أن المصابين بالمحصلة كانوا أقل من 30 ألفاً.
وفي سياق متصل، وجه المرشحان الساعيان إلى نيل بطاقة الترشيح الديمقراطيّة إلى انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن وبيرني ساندرز، الخميس، انتقادات شديدة للطريقة التي يدير فيها الرئيس دونالد ترامب ملف فيروس كورونا المستجد، منددين بـ”عدم كفاءته ولجوئه إلى كراهية الأجانب”.
وكان خبراء الصحة وجهوا أيضاً انتقادات إلى السلطات بسبب تقليلها من شأن هذه الأزمة وتأخرها في تطوير اختبارات الفحص.
وتجاوزت أعداد المصابين بفيروس كورونا في الولايات المتحدة حاجز 1300 إصابة.
من جانبها قالت صحيفة “واشنطن بوست”حتى ترامب الذي يعاني من حساسية تجاه الاعتراف بالخطأ علم أنه أخطأ بإعلانه الأربعاء الماضي أن حظر السفر من أوروبا يشمل البضائع والتجارة، وفق ما نقلت عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية.
وقال أربعة مسؤولين في الإدارة الأمريكية للصحيفة إن جاريد كوشنر طمأن ترامب بأن المساعدين سيصححون خطأه، وهم سارعوا للقيام بذلك. كما طلب ترامب من الموظفين التأكد من أن الدول الأخرى لا تعتقد بأن التجارة ستتأثر.
وأشارت الصحيفة إلى أن مساعدي ومستشاري ترامب يقرّون بفشله في تحقيق الهدف من الخطاب، وهو تهدئة مخاوف الأميركيين حيث يصفون خطابه “بالمخيب للآمال”.
“واشنطن بوست” لفتت إلى أن خطاب العشر دقائق مساء الأربعاء لم يعكس فقط طريقة تعامل ترامب مع أزمة فيروس كورونا، بل عكس جزءاً كبيراً من رئاسته التي كانت مليئة بالأخطاء وتتسم بالنغمة القومية وكراهية الأجانب والتفاخر.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي سابق، مطلع على كواليس البيت الأبيض، ومحادثات ترامب، أن الأخير كان في “مزاج سيء على نحو غير عادي”، غداة خطابه، وبدا في بعض الأحيان “سريع الغضب”. بينما كان يشاهد الأسهم وهي تهبط.
من جهته، قال بن رودس أحد كبار مساعدي الرئيس السابق باراك أوباما إن خطاب ليلة الأربعاء كان “لحظة معرفة الناس حقيقة أن ترامب فشل في أكبر اختبار لرئاسته”.