هويتنا الإيمانية وضرورة الحفاظ عليها
محمد صالح حاتم
تظل هويتنا الإيمانية مصدر قوتنا، وسر تفوقنا على أعدائنا، وأساس تقدمنا منذ بداية فجر النبوة المحمدية بقيادة قائدنا ومعلمنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وآله سلم.
ما تعانيه أمتنا العربية والإسلامية من ضعف وهوانٍ وتفكك، وحروب وقتال ودمار دليل على ابتعادنا عن هويتنا الإيمانية التي جاء بمبادئها وقيمها وتعاليمها ديننا الإسلامي الحنيف.
كانت الدولة الإسلامية التي أسسها الرسول محمد صلى الله عليه وآله سلم، أعظم وأقوى وأعدل دولة عرفها التاريخ، وكان قائدها أعظم وأقوى قائد عرفه التاريخ، والسر في قوة وعظمة هذه الدولة هو هويتها الإيمانية، فخلال فترة وجيزة لا تتعدى 23 سنة منذ بدايتها حتى وفاة قائدها تمكنت هذه الدولة من أن يصل حكمها إلى شتى بقاع العالم، وليس هذا فحسب، بل استطاعت الصمود والبقاء قروناً من الزمن، دون أن يغيب حكمها، فلا توجد دولة في العالم لا يوجد فيها دين الله الإسلامي.
ولكن أمام هذا كله فقد سعى أعداؤنا الى النيل من مقومات وأسس وسر قوة هذا الدين وهذه الأمة العظيمة، وذلك من خلال حروبهم التي يشنونها علينا نحن كعرب ومسلمين، ومنها الحروب الفكرية والاقتصادية والسياسية ناهيك عن الحروب العسكرية، بهدف تدمير مقومات هذه الأمة.
أعداؤنا عملوا منذ زمن على معرفة مقوماتنا وسر قوتنا وقاموا بضربها واستهدافها، لإضعافنا، فمن ضمن ما قام به الأعداء إبعادنا عن هويتنا الإيمانية، تحت عنوان التطور والحداثة والحرية والتقدم، فغزونا في قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وأسلافنا وأعرافنا، وأتوا لنا بعوامل تبعدنا عن هويتنا، وإفراغ ديننا عن محتواه الحقيقي، فصلاتنا لا تنهانا عن الفحشاء والمنكر، وأصبحت عادة وليست عبادة ، فرّقونا في مساجدنا تحت مسمى مذاهب وطوائف، وأقليات دينية، وأصبح صيامنا عبارة عن الامتناع عن الأكل والشرب فقط، وتحول رمضان إلى موسم للأكل والشرب وعرض المسلسلات والمسابقات التلفزيونية، والزكاة أصبحت ضرائب، وغيرها من المفاهيم الجديدة التي أدخلها أعداؤنا إلى ديننا.
فشبابنا لا يعرفون شيئاً عن تاريخ الدين الإسلامي وعن الصحابة والقادة المسلمين، الذين نشروا الدين شرقاً وغربا، لا يعرفون غزوة بدر وأهميتها وأحد والأحزاب ومؤتة ولا يعرفون دور الرسول في قيادة هذه الغزوات وكيف استطاع التفوق على جيوش قريش واليهود والمنافقين، بينما يعرفون تاريخ أوروبا وحروبها وبطولات هتلر ونابليون، ورومل وغيرها، يعرفون عن أبطال الهوليود والبوليود، أكثر مما يعرفون عن بطولات علي بن أبي طالب، وعمرو بن معد يكرب، وأسامة بن زيد، وعبيدة ابن الجراح وغيرهم من القادة الإسلاميين.
فما تتعرض له امتنا اليوم من احتلال ونهب لثرواتها ومصادرة قرارها السياسي بحيث أصبحت مسلوبة الإرادة ، هو سبب ابتعادنا عن تعاليم ديننا وعدم حفاظنا على هويتنا الإيمانية.
فما أحوجنا اليوم إلى العودة إلى ديننا وتعاليمه والحفاظ على قيمنا وعاداتنا وأعرافنا، لنعود بأمتنا إلى تاريخها المجيد وماضيها التليد، التي تسيدت العالم، ليعم السلام والأمان والعدل الأرض، وينتهي الظلم والجور والقتل والدمار في أرجاء المعمورة .