حسين جباري بين نار المرض ورمضاء الجهل والتجاهل

 

حسن الوريث

حسين جباري أحد نجوم كرة القدم في الزمن الذي كان فيه شيء من الجمال كم أمتع الجمهور بلمساته الساحرة وفنَّه الجميل وأخلاقه الرفيعة يرقد في بيته طريح الفراش لم يجد من يمد له يد العون ويقف إلى جانبه على الأقل حتى معنوياً رغم أن الوقفة المادية مهمة جداً لكنه لم يجد لا هذه ولا تلك.
حسين جباري يعاني كثيراً ليس من المرض فقط ولكن من هروب الجميع من مسؤولياتهم وربما أنه يتابع السجال الذي يحدث بين زملائه الرياضيين على من يمتلك المشروعية في تمثيل الرياضيين القدامى ويتحسر على ذلك ولسان حاله يقول لماذا لا يكون التنافس في العمل والانجاز وتقديم العون والمساعدة لمن يحتاج لها من الرياضيين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الرياضة سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات؟ ولماذا لا يكون التنافس على تقديم مشروع قانون لرعاية الرياضيين؟ ولماذا لا يكون التنافس على من يقدم البرنامج الأفضل لخدمة الرياضيين وليس من أجل البحث عن تمثيل وهمي لروابط وهمية لا يوجد لها أي مفعول على أرض الواقع وأنا ومعي الكابتن حسين جباري نعتقد أن هذه الروابط التي يتنافسون عليها لا تساوي فلساً واحداً طالما وهي لم تقدم أي شيء لمن يستحق وطالماً وهي لم تحصل على الاعتراف من أحد؟.
حسين جباري يفترض أن يحصل ليس على حقه في العلاج والرعاية الطبية وأن يسافر إلى الخارج فحسب، بل ويحصل ايضاً على التكريم الكبير الذي يليق به كنجم كبير قدَّم الكثير والكثير للبلد ولم يحصل حتى على القليل مقابل ذلك الكثير الذي قدمه.. حسين جباري يتألم ليس من المرض فقط ولكن من هذا التجاهل الكبير من الجميع دون استثناء فوزارة الشباب والرياضة من وزيرها إلى آخر مسؤول فيها بعيد كل البعد عن معاناة الرياضيين والشباب وليسوا في وادي أحد بل كل واحد منهم يبحث عن بدل الجلسات والاجتماعات وحضور الفعاليات وعن الحوافز والمكافآت والكل مشغول بالصندوق وكم سيحصل منه واتحاد كرة القدم بعيد كل البعد رغم الملايين التي يعبث بها مسؤولوه ويفرقونها يميناً ويساراً على كل من هب ودب وعلى كل من يطبل لهم ويمجدهم ولا يعقل أن لا يكون الاتحاد قادراً على التكفل بقيمة علاج ليس لحسين جباري فقط ولكن لكل النجوم المحتاجين للعلاج وهذا جزء من دور الاتحاد ولو أنهم يفكرون بشكل صحيح لكانت هناك لجنة في الاتحاد تسمى لجنة رعاية اللاعبين وتخصيص صندوق صغير يتم خصم مبالغ من دخل الاتحاد وما يحصل عليه من تبرعات خاصة في مثل هذه الأيام حيث التسول على أشده وتقديمها لهذا الصندوق وهكذا يفعَّل صندوق رعاية النشء والشباب الذي غاب تماماً وتحوَّل إلى أمور أخرى ويفترض أن يخصص ولو جزء بسيط من دخله لمواجهة مثل هذه الحالات التي تستحق.
وختاماً .. الكابتن حسين جباري كغيره من النجوم الرياضيين الذين وقعوا في فخ الرياضة التي لا تسمن ولا تغني من جوع في بلادنا ووقعوا في فخ مسؤولين وصلوا إلى قمة الهرم في مختلف الهيئات والأطر الرياضية وهم لا يعرفون واجباتهم ومسؤولياتهم وحوَّلوا الرياضة إلى مغنم لهم سواء مادياً أو معنوياً ويبعثرون الأموال في معظم الاتجاهات باستثناء الاتجاه الصحيح فهو بعيد عنهم والبعض منهم الذي يتصدق على رياضي بمبلغ من المال يشترط أن تكون هذه الصدقة على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام من أجل الشهرة وأنه رجل الخير والبر والإحسان .. حسين جباري وقع بين نار المرض ورمضاء الجهل والتجاهل ومسؤولي آخر زمن.

قد يعجبك ايضا