أرض بلا شعب وبلا عرب!

 

عبدالملك سام
في العام 1492م وصلت أول سفينة اوروبية إلى القارة الجديدة، وقد اعتقد كولمبوس في البداية أنه قد وصل إلى آسيا، ثم سرعان ما توالت السفن الأوروبية في الوصول إلى هذه الأرض البكر بعد أن عرفوا أنها قارة جديدة.. في البداية كان اللقاء مع السكان الأصليين وديا كعادة هؤلاء المستعمرين، حملوا لهم الهدايا لكي يتم السماح لهم بالاستكشاف عن الثروات، ثم عادوا بالمعلومات لتجهيز جيوش الغزو..
كان المستكشفون يطلقون الاكاذيب ويبالغون في وصف هذه الأرض التي أطلقوا عليها اسم أمريكا ويؤكدون أنها أرض بلا شعب وأنها أرض من ذهب، وهذا كله لإغراء الاوربيين على التجنيد ضمن هذه الحملات.. طبعا هم ادعوا ايضا أن هذه الحملات تهدف لنشر المسيحية إلى هذه الأرض الوثنية، وقد حملوا معهم القساوسة والرهبان ضمن طواقم السفن بغرض التحريض الديني، لكن ماذا حصل؟!
كانوا يختارون الأراضي الخصبة ويرسلون الجيوش لاحتلالها، وبعد أن ينقشع غبار المعركة التي استخدمت فيها أحدث الأسلحة في حينه، كانوا يربطون الرجال ومن ثم يتم احضار الأطفال والنساء، بعد ذلك يتم تقطيع أيدي الأطفال وتعليقها بينما ترمى أجسادهم في النار، ثم تتم عملية اغتصاب جماعية للنساء أمام أنظار ازواجهن، وأخيرا يتم ذبح الرجال وتعليق رؤوسهم وقتل النساء والشيوخ مع الإبقاء على شخص واحد يتم إرساله لباقي القبائل الهندية ليحكي مدى وحشية الرجل الأبيض، طبعا هذا يعطينا تصوراً عمن ابتكر فكر داعش في منطقتنا..
تمت إبادة شعب بأكمله تحت غطاء ديني، بينما كان الهدف هو الثروات والأرض، وتلك الوحشية مازالت مستمرة حتى يومنا هذا ولو أنها تسترت بالكثير من الاساليب والطرق والجماعات.. ولعل أكبر شاهد على هذه الحقيقة هو ما نراه من تقسيم طبقي للشعوب تقوم فيه الشركات الدولية بعملية الاستكشاف والاستغلال ونهب ثروات الشعوب المستعمرة، وبينما تعيش اوروبا حالة من البحبوحة فإن الدول الغنية بالموارد تعيش حالة من الفقر والبؤس والاضطرابات وحتى الاحتلال المباشر.
اليوم يراد للعرب أن يتحولوا إلى هنود حمر، والمشروع قائم منذ عقود، وصفقة القرن هذه هي مرحلة متقدمة لتنفيذ هذا المشروع.. ولعل مما يكتب للهنود الحمر أنهم لم ينخرطوا في مساعدة المحتلين لقتال أبناء جلدتهم كما يفعل بعض العرب، اولئك الوثنيون كانوا أكثر فطنة مما يفعله هؤلاء الخونة من أبناء العرب الذين يقاتلون شعوبهم بأموالهم بينما المحتل يتفرج ساخراً.
مع ظهور محور المقاومة للمواجهة عاد الأمل لدى كل شعوب المنطقة، ورغم كل الضجيج الذي احدثته أنظمة الذل والمهانة فإن هذا المحور يزداد قوة وشعبية خاصة بعد أن ألحق هزائم متتالية بالمحتلين وأذيالهم. ومع الأيام يظهر هذا المحور كخيار وحيد للقضاء على المشروع الشيطاني الذي يستهدف الأمة بأكملها، ومما يؤكد صوابية هذا التوجه ويعزز الثقة به هو ما نراه من تساقط لأدوات الاحتلال ومرتزقته رغم انغماسهم في الذل والهوان طاعة لأسيادهم بقيادة أمريكا وإسرائيل.
نحن من سيثبت أننا لسنا هنودا حمر، ونحن من سنقضي على كل هذا المشروع الذي كان نجاحه يعني فناءنا، ولن يطول الزمن قبل أن تسقط كل الأقنعة ويتحقق النصر التاريخي العظيم لهذا الشعب المستضعف الذي يحمل أعظم رسالة في العالم أجمع.. بوادر هذا النصر لاحت منذ سنوات، ولن نلبث كثيرا حتى نراها بوضوح أكثر لتبدد أوهام من راموا غزونا وتدمير بلادنا ونهب ثرواتنا واستعبادنا لنقاتل باقي الأمم وننفذ مخططات اعدائنا.. وموعدنا قريب بإذن الله.. من اليمن إلى فلسطين ألف تحية، فانتظرونا.

قد يعجبك ايضا