حسن الوريث
من منا لا يعرف قصة الثور الأبيض التي وردت في كتاب “كليلة ودمنة” الذي ترجمه ابن المقفع من الهندية إلى العربية، والهدف من هذه الحكاية -وغيرها من الحكايات التي وردت فيه على لسان الحيوانات -هو أخذ العِبرَ والعظات والاستفادة منها في حياة الإنسان ،وهي بالفعل رغم أنها حكايات قديمة إلا أنها تتطابق إلى حد كبير مع واقع الحياة في مختلف العصور ومنها عصرنا هذا وقصتنا التي اخترناها وهي قصة الثور الأبيض الذي أكله الأسد ولم تعرف الثيران الأخرى أنها وقعت في الفخ إلا حينما انفرد الأسد بكل منها واحداً تلو الآخر.
ما حصل للنادي الأهلي بصنعاء في سيئون يشبه إلى حد كبير ما حصل للثور الأسود الذي لم يعرف أنه وقع في فخ المؤامرة إلا حينما أصبح وحيداً يصارع الموت من قبل الأسد حينها تذكر وقال قولته المشهورة التي نستشهد بها دوماً في كل حالة مشابهة.. وفي اعتقادي أن النادي الأهلي تذكر هذه المقولة وهذه الحكاية حين حيكت خيوط المؤامرة عليه وقال “أكلت يوم أكل وحدة صنعاء” فقد بدأت المؤامرة على الأهلي بإزاحة الوحدة بتلك القرعة سيئة الصيت والسمعة التي قاتل فرع اتحاد كرة القدم في أمانة العاصمة مسؤولوه على تنفيذها بناء على توجيهات الاتحاد العام وتعليماته وربما يكون البعض من أعضاء فرع الاتحاد قد انساقوا وراء ذلك بغباء وجهل والبعض بحسن نية، لكن الأكيد أن هناك من شارك في المؤامرة بخبث ودهاء للحصول على مكاسب مادية وبعضها تصفية حسابات مع ناديي الوحدة والأهلي.
ربما لم يعرف أحد في الناديين الكبيرين أن ما جرى في تلك القرعة والتصفيات التمهيدية هو الفصل الأول من المؤامرة إلا حينما تم إخراج الأهلي من البطولة بتلك الطريقة وهذا لا يعفيهم من المسؤولية، فإدارتا الأهلي والوحدة تتحملان جزءاً منها لسكوتهما إزاء ما جرى وما تلا ذلك، وقد سبق أن حذرتُ من المؤامرة في حينه وفي هذه الزاوية كما أبلغت الزملاء في النادي الأهلي وقلت إن عليهم رفض نتيجة تلك القرعة وأنه لا بد أن يكون الأهلي في مجموعة والوحدة في مجموعة لكنهم كانوا “أذن من طين والأخرى من عجين” وعندما حان موعد تلك المهزلة التي كان مقرها سيئون سألني أحد الزملاء الإعلاميين، “هل تتوقع أن يفوز الأهلي بالبطولة؟ فكان ردي الذي ربما صدمه : لا .. حتى لو كان الأهلي هو أقوى الفرق المشاركة في البطولة فإن الاتحاد لن يسمح للأهلي بالفوز، والأمر الثاني أن الأهلي يمتلك أضعف جهاز فني بين الفرق المشاركة ،وبالتالي فإني قلت إن الأهلي لن يفوز وهذا بالفعل ما حصل، وقد اعترف زميلنا الإعلامي أمام الجميع بهذا الكلام عقب خروج الأهلي ونجاح تلك المؤامرة ،إذا قال “بالفعل لقد أخبرني الوريث بما حصل قبل حدوثه وكان توقعه في محله فالمؤامرة بدأت في صنعاء عند القرعة وانتهت في سيئون وساهم الأهلي والوحدة في إنجاح المؤامرة”.
نعرف جميعاً أن هذا الاتحاد لا يستطيع العيش والعمل إلا في أجواء الدسائس والمؤامرات، فصعود رئيسه وأعضائه كان بمؤامرات وبيع وشراء على حساب الشخصيات الرياضية الحقيقية التي كان يمكن أن تقود العمل إلى الأفضل نظراً لما تتمتع به من كفاءة وخبرة فنية وإدارية، فتم إسقاطها وإخراجها من المشهد وبمشاركة من هذه الأندية التي تكتوي حالياً بنار هذا الاتحاد، لكنها الآن عاجزة عن فعل أي شيء تجاه ما حصل من مسؤوليها وفي المقدمة الأهلي والوحدة هذان الناديان العريقان اللذان تحولا إلى مجرد حملين وديعين بعد أن كان الجميع يحسب لهما ألف حساب، ويمكن أن نقول لهما كما يقول المثل الشعبي “يستاهل البرد من ضيع دفاه” وكما يقال “القانون لا يحمي المغفلين” ..
وفي الأخير فإن الأهلي قالها في سيئون “أُكلت يوم أُكل نادي الوحدة” .. ولا عزاء للمغفلين والأغبياء .. وموضوع العمود القادم سيكون رسالة لاتحاد الدسائس والمؤامرات.