نسبة الاكتفاء لا تتجاوز 6% والنمو السكاني يلتهم الموارد

لقاء / محمد راجح –
اكد مدير عام التسويق الزراعي بوزارة الزراعة والري المهندس فاروق قاسم ان نسبة الاكتفاء الذاتي لدينا من الغذاء متدنية للغاية ¡ و لا تتجاوز حاليا 6% بحسب المؤشرات الرسمية للعام 2012م . وقال في حديث خص به “الثورة” أن هناك تدنيا◌ٍ كبيرا◌ٍ في دخول الناس وفي الوضع المعيشي بشكل عام ¡ وتلاشيا◌ٍ تاما◌ٍ للطبقة الوسطى التي تحولت الى طبقة محدودة . وتطرق قاسم الى العديد من القضايا والاختلالات المرتبطة بالسياسات الزراعية والغذائية والارتفاع الكبير في النمو السكاني الذي يلتهم الموارد ويضاعف الفجوة القائمة في الامن الغذائي .

* ممكن تعطينا فكرة حول وضعية الأمن الغذائي الحالي في اليمن ¿

– طبعا هناك تدن كبير في دخول الناس وفي الوضع المعيشي بشكل عام ¡ فالقوه الشرائية منخفضة وهناك تلاش◌ُ ايضا للطبقة الوسطى التي تعتبر الآن طبقة محدودة ¡ هناك كذلك قضايا أساسية في الأمن الغذائي نحن بعيدون عنها تماما ¡ الكثير من البلدان غيرت سياساتها واتجهت لإنتاج الغذاء ¡ لم يعد في هذا الأمر من حديث لما يسمى بالاكتفاء الذاتي ¡ يعني قد بكون لديك اكتفاء ذاتي في الخضار والفواكة لكن ليس لديك اكتفاء ذاتي في الحبوب وهي المشكلة الكبرى . تصور ان وارداتنا من القمح في آخر احصائية تصل إلى نحو 4 ملايين طن ¡ طبعا رقم كبير جدا ¡ هناك عوامل مؤثرة مثل النمو السكاني وغيرها لكن تبقى الفجوة عميقة .

بيئة
* طيب هل هناك بيئة مواتية لتطوير إنتاجية الحبوب ¿
– ليس هناك بيئة مؤاتيه للإنتاج الزراعي ¡ لأن الزراعة غير الصناعة ¡ هناك أمر آخر معظم الحبوب ترتبط عملية انتاجها بالأمطار ¡ في العام 2010م كانت هناك وفرة في الأمطار انعكست على ارتفاع إنتاجية الحبوب والذي تم استيراده بقي في المخازن ولم يستخدم إلا في العام التالي ¡ طبعا كان ذلك بعد الأزمة العالمية في العام 2008م ¡ الأسعار العالمية بدأت تنخفض فيما يتعلق بالقمح على الرغم من التقلبات المناخية الموجودة. بدأنا المشكلة نستورد بعض الحبوب مثل الذرة والدخن ¡ هناك مشكلة كما قلت سابقا تتعلق بالنمو السكاني العالي الذي يصل إلى أكثر من 3% .

* ما دور الدولة في هذا الجانب ¿
– الدولة قامت بإعداد برنامج خاص بالقمح وكان مدعوما◌ٍ من الدولة بمبالغ متواضعة ¡ الهدف منه يرتبط بكون اراضينا محدودة واستهدف تطوير الانتاجية ¡ ننتج وفقا لوفرة المساحة المتوفرة لان التوسع الرأسي غير متاح لانعدام المساحة الكافية ¡ وتركز في مناطق بالجوف ومارب وشبوة¡ لكنها تظل جهودا◌ٍ محدودة لكنها المتاحة في مثل هذه الظروف .

تدن
* بالنسبة للاكتفاء الذاتي من الغذاء كم تقدره وهل الفجوة لا تزال متسعة ¿

– نسبة الاكتفاء الذاتي لدينا متدنية للغاية ¡ وحاليا لا تتجاوز 6% ¡ وهناك تذبذب من عام لآخر¡ لكن آخر بيانات رسمية للعام الماضي 2012م تشير إلى أن نسبة الاكتفاء الذاتي تصل الى حوالي 6% ¡ في العام قبل الماضي كان الاكتفاء حوالي 8% والسبب هو وفرة الأمطار في العام 2010م وارتفاع انتاج الحبوب ¡ والذي تم استيراده ظل في المخازن واستخدم في العام 2011م .

مؤشر
* هل هذه النسبة تمثل مؤشرا◌ٍ خطيرا◌ٍ لوضعية الأمن الغذائي في اليمن ¿

– لا أقول أنها كارثة لكنها قد تكون سوء تدبير ¡ هناك اختلالات كبيرة وفجوة عميقة ¡ ليست هناك أراض◌ُ كافية يمكن زراعتها ¡ هناك مشكلة انتشار زراعة القات حتى في القيعان ¡ وفي مناطق هامه مثل قاع جهران ¡ لدينا صحيح اكتفاء ذاتي في محاصيل مثل الشعير لكن القمح هو الأهم ¡ هذا المحصول يمكن زراعته في الهضاب والمناطق الجبلية ¡ الظروف البيئية قد تكون لها علاقة لكنها ليست مشكلة بحد ذاته ¡ البرامج الوطنية لتطوير زراعة القمح تتطلب الكثير من الجهود والإمكانيات ¡ وتشجيع المزارعين عامل تحفيزي مهم.

قد يعجبك ايضا