عن الأمثال الشعبية
فؤاد عبدالقادر
الأمثال الشعبية فلسفة تلقائية اكتسبتها الشعوب التي يكون لديها تراكم حضاري، كما أنها تعبير دقيق عن ثقافة شعبية صرفة تختلف باختلاف مدنها أو البيئة، فالمثل هنا في هذه المدينة يختلف عن مثل آخر في مدينة أو محافظة أخرى.
أمثلة مؤنثة وهناك أمثلة مذكرة.. ولنضرب على ذلك بمثل مؤنث مصري .. “جت الحزينة تفرح مالقت لها مطرح” لأن لكل مثل تعبير عن موقف أو قصة محددة.. ولكل شعب من الشعوب أمثلته حسب ثقافته وقدرته على استخدام التعبيرات المناسبة والدقيقة.
الوطن العربي أو الشعوب العربية التي تجمعها روابط ووشائج وتاريخ وأرض مشتركة، لديها نوعان من الأمثال. مثل عربي مشترك ..وهو ما حفظته لنا كتب التاريخ والتراث.. وكثير منها جاء بصيغة شعر قيل في موقف ما.. في الصيف ضيعت اللبن.. أو “وعند جهينة الخبر اليقين” أو “أنا لا أفتي فيما افتى فيه عمر..” لا يفتى ومالك في المدينة وغيرها.. أما النوع الآخر فهو الأمثلة الشعبية.. وهي قطعاً تختلف من شعب إلى آخر حسب البيئة والظروف التي مرت بها تلك الشعوب والفترة أو الفترات التي وجدت فيها تلك الأمثلة.. في الشدة والرخاء.. تطل الأمثلة الشعبية وتتردد على السنة الناس.. منها التي تنتزع من القلب الضحكة أو الابتسامة.. ومنها ما يجعلك تبكي أو تسخر.
مثل هذا المثل اليمني .. “ما تفعل المرة الباشته في البيت الخلي..” وهو تعبير ساخر أيضا.. عن قضية قد يعيشها أي بيت يمر بظروف اقتصادية سيئة.. أمثلة كبيرة في معانيها وجميلة في منطلقاتها وساخرة في طرحها وأسلوبها.. يخون الإنسان اخاه الإنسان.. لكن أبشع أنواع الخيانة أن يخون الانسان نفسه ويبيع مبادءه التي تربى عليها”.
شعر
صامت لو تكلما
لفظ النار والدماء
قل لمن عاب صمته
ولد الحزم أبكما
الشاعر الشهيد
إبراهيم طوقان