حملة محمومة لإجلاء أمريكيين من دول الشرق الأوسط
القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قاآني : انتظروا قليلاً لتروا جثث الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط
مواقف أميركية متباينة حول عملية اغتيال الفريق قاسم سليماني
أعلن الحرس الثوري في إيران أن الفريق إسماعيل قاني عُيِّن قائداً لفيلق القدس خلفاً للشهيد سليماني .. وفي أول تصريح للفريق قاني جاء فيه : ” انتظروا قليلا لتروا جثث الجنود الأميركيين في أكثر من مكان ” .
وكانت إيران أعلنت رسميا عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني بصواريخ أمريكية في محيط مطار بغداد الدولي فجر أمس ، توالت ردود الفعل في عواصم القرار خلال ساعات فجر الأمس.
وأكد حرس الثورة الاسلامية نبأ استشهاد قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني. وجاء في البيان الصادر عن الحرس الثوري: ان القائد الشامخ “اللواء قاسم سليماني” استشهد بعد عمر من الجهاد فجر الجمعة في هجوم لمروحيات اميركية.
وكانت مصادر رسمية اعلامية عراقية قد أعلنت فجر أمس عن استشهاد قائد فيلق “القدس” اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في بغداد فجر الجمعة ، حين استهدفا من قبل القوات الاميركية بالصواريخ بعد خروجهما بسيارتين من مطار بغداد ما أدى إلى استشهادهما.
من جهته أكد وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف أن واشنطن تتحمل المسؤولية عن تبعات مغامرتها المارقة، وذلك في اعقاب استشهاد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري اللواء قاسم سليماني.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، أن استهداف اللواء قاسم سليماني الذي كان بمثابة رأس الحربة في مكافحة “داعش” والنصرة والقاعدة واعوانها لافتا الى ان الارهاب الدولي لواشنطن واستهداف اللواء قاسم سليماني يحمل مخاطر كبيرة وواشنطن ستتحمل كامل تداعيات مغامراتها.
رداً على استشهاد قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية اللواء قاسم سليماني أعلن أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني محسن رضائي ان ايران ستنتقم بشدة من اميركا.
وقال رضائي : ان اللواء قاسم سليماني التحق بإخوته الشهداء لكننا سننتقم من اميركا انتقاما شديدا. وعرضت وسائل إعلام محلية إيرانية مشاهد للحظة استهداف موكب الجنرال سليماني في محيط مطار بغداد . وأظهرت المشاهد احتراق سيارة سليماني وسيارة أخرى بالكامل .
مواقف أميركية متباينة
.وفي واشنطن توالت المواقف، ففي حين اكتفى الرئيس الأمريكي بنشر علم الولايات المتحدة في حسابه على توتير دون أي تعليق ، في محاولة للتدليل على أن الهجوم عملية وطنية للأمن القومي الأمريكي ، في حين يعتبر الكثير من السياسيين الأميركيين أن العملية مغامرة متهورة لترامب ، وتم تنفيذها دون موافقة الكونجرس الذي يعد أعلى هيئة تشريعية في الولايات المتحدة .
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه “بتوجيهات” من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قام الجيش الأميركي بالهجوم الذي ادى الى اغتيال اللواء قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” التابع لحرس الثورة الاسلامية.
وأكد السيناتور الديمقراطي في الكونغرس الأميركي، كريس ميرفي، أن “أميركا قد تطلق باغتيال سليماني حرباً إقليمية واسعة محتملة”.
وتساءل ميرفي عبر صفحته على “تويتر”، “هل اغتالت أميركا ثاني أقوى رجل في إيران من دون تفويض الكونغرس؟”، وأضاف “أميركا قد تطلق باغتيال سليماني حرباً إقليمية واسعة محتملة”.
من جانبها رأت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن الغارة التي استهدفت قائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني “تهدد بإثارة مزيد من التصعيد الخطير للعنف”
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي:”قامت الإدارة بضربات في العراق بدون تفويض باستخدام القوة العسكرية ضد إيران، علاوة على ذلك، دون استشارة الكونغرس”، وأضافت “يجب إطلاع جميع أعضاء الكونغرس وعلى الفور على هذا الوضع الخطير، والخطوات التالية التي تنظر فيها الإدارة، بما في ذلك التصعيد الكبير في نشر قوات إضافية في المنطقة”.
واعتبرت أن “الأولوية القصوى للقادة الأميركيين هي حماية الأرواح والمصالح الأميركية، لكن لا يمكننا تعريض أرواح جنودنا ودبلوماسيينا وغيرهم للخطر بشكل أكبر من خلال الانخراط في أعمال استفزازية وغير مناسبة.
من جانبه قال روبرت مالي ، الذي شغل منصب مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط في عهد باراك أوباما، إن الرئيس الحالي دونالد ترامب أعلن عمليا، الحرب على إيران من خلال قتل قاسم سليماني.
وأضاف مالي في تعليق، حصلت وكالة “نوفوستي” الروسية على نسخة منه: “الرئيس، الذي وعد بمنع وقوع أية حرب أمريكية أخرى في الشرق الأوسط، قام في الواقع لتوه بإعلان هذه الحرب. الضربة، التي تزعم إدارة البيت الأبيض، أنها تهدف إلى ردع الهجمات الإيرانية، ستؤدي بالتأكيد إلى زيادة هذه الهجمات”.
وأعرب مالي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس الأزمات الدولية، عن ثقته بأن عملية اغتيال سليماني “تمثل بدون شك ضربة خطيرة لإيران”.
في حين عبر السيناتور الجمهوري، ليندسى غراهام ،عن تقديره للجريمة التي وصفها بـ ” العمل الجريء الذي قام به ترمب ضد العدوان الإيراني.” وهدد غراهام إيران بتدمير مصافي النفط .
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة “ملتزمة بخفض التصعيد” ..
وغرّد بومبيو أنه تحدث إلى نظيريه البريطاني دومينيك راب والألماني هايكو ماس، وعضو المكتب السياسي الصيني يانغ جيشي بشأن عملية اغتيال سليماني مؤكدا نية بلاده الالتزام بخفض التصعيد ، حسب قوله .
إلى ذلك أشارت مصادر إعلامية إلى توجّه 5 طائرات عسكرية أميركية من نوع “لوكهيد سي 130” نحو الشرق الأوسط.
وأوضحت المصادر أن الطائرات تستخدم عادةً في التسلل ونقل الشخصيات، وقد يكون هدفها سحب دبلوماسيين أو شخصيات أميركية رفيعة المستوى.
وكشفت المصادر أن الطائرات الـ 5 قطعت الأجواء الإيطالية باتجاه المنطقة، 4 منها انطلقت من قاعدة أميركية في إسبانيا والخامسة أتت من شمال أوروبا.
ووفقا لقناة الميادين ، فإن 3 طائرات من ناقلات الحمولات الكبيرة قطعت المحيط الأطلسي وتتجه أيضاً نحو الشرق الأوسط.
وتابعت المصادر أن سلاح الجو الأميركي لا يهدأ في نطاق عمل القيادة المركزية “سنتكوم” وفي نطاق عمل القيادة الأوروبية “يوكوم”، وأن عشرات الطائرات من طرازات مختلفة مخصصة بالدرجة الأولى للنقل والإخلاء تتجه نحو العراق وأماكن مختلفة في الشرق الأوسط.
كما كشفت المصادر تفاصيل مرتبطة بتحركات القوات الأميركية، حيث نقلت هبوط 4 طائرات KC-135 صباح أمس في قاعدة “افيانو” الأميركية في ايطاليا، هذا، بحسب المصادر، “مؤشر لافت لأن القاعدة المذكورة هي قاعدة عملياتية وتعتبر قاعدة تشغيل أمامية للعمليات في الشرق الأوسط”.
وقال مراسل الميادين في واشنطن إن الولايات المتحدة أرسلت العديد من الطائرات الى المنطقة لإخلاء رعاياها، مضيفاً أن حجم الانتقادات الأميركية لقرار ترامب بالعدوان أكبر من حجم المؤيدين.
انطلقت اثنتان من هذه الطائرات الأربع نحو العراق، بالإضافة إلى أن هناك حركة أسطول كامل من طائرات نقل جوي استراتيجي سريع طراز “بوينغ سي-17″، تُستخدم عادة في عمليات الجسر الجوي التكتيكي والإخلاء، تتحرك من عدة دول وقواعد أميركية في أوروبا نحو المنطقة الآن.
كما أن هناك 3 طائرات استراتيجية تُستخدم في نقل حمولات كبيرة (نقل جوي استراتيجي عابر للمحيطات) قطعت المحيط الأطلسي وتتجه أيضاً نحو الشرق الأوسط، بحسب المصادر.