المواهب الرياضية.. اكتشاف وانتقاء

 

د. جابر يحيى البواب

كلمة موهوب في اللغة “هي الإنسان الذي يعطي أو يمنح شيئاً بلا عوض ويطلق لفظ الموهوب على القسم العالي جداً من مجموعة المتفوقين الذين وُهبوا الذكاء الممتاز, كما أنهم يبدون سمات معينة غالباً, إذ تجعلنا نعقد عليهم الأمل في الإسهام بنصيب وافر من التقدم والتطور وتحقيق الانجازات والمكاسب.
يعرف كارتر جول (1973) الموهبة بأنها (القدرة في حقل معين, أو المقدرة الطبيعية ذات الفاعلية الكبرى نتيجة التدرب مثل الرسم والموسيقى والرياضة ولا تشمل بالضرورة, درجة كبيرة من الذكاء العام) أما الموهوب فيعرفه لايكوك بأنه (ذلك الفرد الذي يكون أداؤه عالياً بدرجة ملحوظة بصفة دائمة في مجالات الموسيقى أو الفنون أو الرياضة أو القيادة الاجتماعية أو الأشكال الأخرى من التعبير).
وتعرف الموهبة الرياضية بأنها الشخصية التي تتوافر فيها صفات وخصائص ذات أكثر من بعد بدني ورياضي، بحيث تستطيع بمزيد من الرعاية والتدريب تنمية قدراتها في اللعبة أو الألعاب الرياضية التي تجيدها، وبحسب تقييم المدربين، فإنه يمكن تحديد الموهبة وقياس قدراتها على نحو علمي صحيح، ومن ثم إمكانية المساهمة بقدر كبير في تطويرها وإتاحة الفرصة لإبراز إمكانياتها.
يعد موضوع الانتقاء من الموضوعات الهامة في المجال الرياضي حيث يختلف الأفراد فيما بينهم في القدرات العقلية والبدنية والحركية والنفسية والجسمية لذلك كان لا بد من اكتشاف الخصائص الفسيولوجية والقدرات الحركية التي يتميز بها كل إنسان ثم توجيهه لممارسة نوع معين من الأنشطة الرياضية بحيث تتلاءم مع ما يتميز به الفرد من خصائص وصفات تجعله يتفوق في لعبة رياضية معينة توظف هذه الخصائص الفسيولوجية بشكل صحيح، فالانتقاء في المجال الرياضي إحدى النقاط الأساسية للوصول إلى المستويات المتقدمة التي تتناسب مع اختلاف خصائص الأفراد في القدرات البدنية والعقلية والنفسية وذلك تطبيقا للنظرية الرياضية التي تنص على أن (لكل نشاط رياضي أو لعبة رياضية متطلبات أو مواصفات نموذجية يجب توافرها في الرياضي حتى يتمكن من تحقيق المستويات المتقدمة).
سنتان أو أكثر على صدور قرار وزير الشباب والرياضة بتشكيل فريق اكتشاف المواهب وشروع هذا الفريق بالبحث والتنقيب والانتقاء للموهوبين في مجال كرة القدم “ليس من صفوف الأندية وإنما من صفوف المدارس والحارات”، ثم صقل المواهب وإبراز مهاراتهم وتمهيد الطريق أمامهم للوصول إلى صفوف الأندية الرياضية والدخول من باب الإبداع والتميز والعطاء لنيل شرف تمثيل الوطن عبر المنتخبات الوطنية في المحافل الدولية.
في الأسابيع المنصرمة شهدت ملاعب الأمانة منافسات المربع الذهبي لبطولة مهرجان الرياضة للجميع لمواهب الأندية الرياضية والحارات الذي ينظمه الاتحاد اليمني للرياضة للجميع بالتعاون مع فرع اتحاد كرة القدم بالأمانة برعاية الوزير وتمويل صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة!!
لا يكفي اكتشاف المواهب المتميزة والمبدعين والمبتكرين وصقلها، وإنما يتحتم على قيادة وزارة الشباب والرياضة ممثلة بقطاع الرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، رعايتهم وتقديم الدعم لهم وتهيئة البيئة المحفزة لهم ولفريق اكتشاف المواهب، حتى يتمكن أبناؤنا من التنافس وتحقيق المراكز والانجازات المحلية والصعود إلى صفوف المنتخبات الوطنية وتمثيل الوطن في المنافسات والبطولات الخارجية بصورة مشرفة ومحققة للإنجازات والمراكز المتقدمة.

قد يعجبك ايضا